رفضت الصين الرضوخ لضغوط كوريا الجنوبية واليابان اللتين دعتا إلى إدانة كوريا الشمالية لإغراقها بارجة البحرية الكورية الجنوبية “شيونان” في 26 مارس الماضي، واكتفت بالدعوة إلى إزالة فتيل الأزمة الناجم عن هذا الحادث. وحاول الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونج - باك ورئيس الوزراء الياباني يوكيو هاتوياما خلال قمة استغرقت يومين، دفع رئيس الوزراء الصيني وين جياوباو إلى تحميل بيونج يانج مسؤولية غرق البارجة الكورية الجنوبية. لكن وين لم يشر إلى أن بكين مستعدة لدعم قرارات مجلس الأمن الدولي في حادث إغراق البارجة الذي أسفر عن مقتل 46 بحاراً. وصرح وين خلال مؤتمر صحفي مشترك عقب انتهاء قمة ثلاثية في سيوجويبو الكورية الجنوبية، أن “الضرورة الملحة الآن تكمن في تفادي وقوع مواجهات وتهدئة التوتر بين الكوريتين”. وكانت كوريا الجنوبية أعلنت عن اتخاذ تدابير ثأرية تشمل وقف المبادلات التجارية بعد أن خلص محققون دوليون في 20 مايو الحالي، إلى أن غواصة كورية شمالية أطلقت صاروخاً على البارجة الكورية الجنوبية مما أدى إلى غرقها، الأمر الذي اعتبرته بيونج يانج “فبركة”. من جهته، صرح الرئيس لي ميونج - باك خلال قمة أمس، حسب ما نقل المتحدث باسمه لي دونج كوان “قد يقول البعض إن المنطقة تواجه حالة من انعدام الاستقرار السياسي بسبب حادث إغراق البارجة”. وأضاف: “لا نخاف من الحرب، لكننا لا نريد الحرب. ولا ننوي خوض حرب”، لكنه طالب بتلقين كوريا الشمالية درساً حتى تصلح ما أفسدته. وخلال اجتماع الرئيس الكوري الجنوبي الجمعة الماضي، قال جياوباو إن بكين ستدرس نتائج التحقيق الدولي في حادث غرق شيونلن، لكنها لن تحمي الطرف المسؤول عنه. خلال المؤتمر صحفي المشترك بجزيرة جيجو أمس، صرح جياوباو إنه يتوقع “تعاوناً حكيماً” من الدول المجاورة في معالجة هذه القضية.
وبدوره، قال هاتوياما الذي أعلنت حكومته فرض عقوبات جديدة على كوريا الشمالية، إن القادة الثلاثة اتفقوا على “أن المسألة خطيرة وتهدد السلام والاستقرار في شمال شرق آسيا”. وأعربت سيؤول عن ارتياحها لنتائج قمة جيجو. وقال المتحدث باسم لي إن “إضافة هذه الملاحظات المتعلقة بالبارجة في البيان المشترك مهم بحد ذاته”. وذكر مسؤول رفض الكشف عن اسمه لوكالة أنباء “يونهاب”، أن سيؤول تنوي بعث رسالة بالحادثة إلى رئيس مجلس الأمن الدولي الأسبوع الحالي، فيما يرى محللون أنه ينبغي الانتظار إلى حين اتضاح موقف الصين التي تملك حق النقض “الفيتو” في مجلس الأمن. إلى ذلك، تظاهر أمس، 100 ألف شخص في ساحة الزعيم المؤسس كيم إيل سونج ببيونج يانج، ضد كوريا الجنوبية بتهمة “تأجيج التوتر” عند الحدود بعد غرق البارجة الحربية شيونان، ووصف المتظاهرون رئيس كوريا الجنوبية بأنه “خائن”، فيما دعا تشو يونج ريم أمين لجنة حزب العمال في كوريا الشمالية المحتجين، إلى الاستعداد لهجوم من الجنوب وأميركا، مؤكداً أن شبه الجزيرة على شفير الحرب.
وفي تطور آخر، أفادت وكالة “يونهاب” الكورية الجنوبية للأنباء أمس، أن وفداً برلمانياً أوروبياً ألغى زيارة لبيونج يانج وسط تصاعد حدة التوترات في شبه الجزيرة الكورية حول حادثة غرق السفينة الحربية الكورية الجنوبية “شيونان” بواسطة طوربيد كوري شمالي. وذكرت الوكالة أن أعضاء الوفد البرلماني الأوروبي للعلاقات مع شبه الجزيرة الكورية، كانوا يعتزمون زيارة كوريا الشمالية الشهر المقبل، حيث إنهم يقومون بزيارة الكوريتين سنوياً كجزء من التبادلات البرلمانية ولكنهم قرروا زيارة سيؤول فقط، وذلك وفقاً لما ذكره مصدر مطلع. وذكر المصدر الذي طلب عدم الإفصاح عن هويته “انهم قاموا بإلغاء زيارة كوريا الشمالية بسبب المخاوف من احتمال إرسال إشارة خاطئة إلى النظام الكوري الشمالي.
عدد اليوم
