الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مطر بن لاحج يعزف مقطوعة الإبداع.. واللوحات تبهر الزوار

مطر بن لاحج يعزف مقطوعة الإبداع.. واللوحات تبهر الزوار
11 ابريل 2014 21:41
قائمة الفنَّانين التشكيليين الإماراتيين والعرب كثر، وعطاءاتهم وروائعهم تختلف من فرد إلى آخر، لكنها في الأخير تصب في بوتقة واحدة تتحدد في المعاني السامية لهذا النوع من الفن الرفيع، والذي لا يتذوقه إلا صاحب الإحساس والمقدرة العالية والأصيلة، المبدع التشكيلي مطر بن لاحج، قدم نفسه من جديد لزوَّاره من خلال معرضه المتنوع، الذي شد الانتباه بلوحاته وأعماله الفنية التي تبرزه فناناً صاحب فكر ورسالة فنية، فعزف مقطوعة بأنامله، نالت تقديراً جماعياً من زواره بأنها غاية في الإبداع. تمنى مطر بن لاحج الذي قدم توليفة فنيّة تضمنت أعماله الجديدة والسابقة، أن يجد ممولاً وداعماً للأعمال النحتية، لأنه قادر على تقديم عشرين عملاً فنياً، تحاكي الواقع الإماراتي المعاش والحضارة التي تتسم بها بلادنا، وتجعل المقيم والزائر والسياح يتذكرونها على الدوام. وقدَّم مطر خلال المعرض الذي انطلق الأربعاء الماضي، ويتواصل على مدى 8 أيام، العديد من اللوحات والنصب التذكارية والقطع النحتية، فعند مدخل مرسم الخاص في دبي، تقابلك المنحوتة الأولى «أقمار الغفران»، التي يبلغ طولها 12 متراً، وتتكوَّن من تسع حلقات على شكل أسلاك متعرجة، تجسد المراحل التي يمر بها القمر، يبدأ فيها مطر بالبرونز لينهي العمل عبر الحلقة التاسعة بالذهب، ما يمنح العمل بعداً إبداعياً أخاذاً يبعث بالنفس أشياء من التفاؤل والكبرياء، وهذا العمل بحد ذاته معرض وتحفة يقف المشاهد طويلاً للتأمل فيها وفك رموزها، فهو عمل لم يكن وليد المصادفة، بل جاء بعد دراسة متعمقة امتدت لسنوات هدف من خلالها كسر القاعدة للمجسمات التقليدية التي تبنى على شكل الكتلة الواحدة، ولا توجد فيها أبعاد خيالية يستطيع الإنسان من خلالها أن يعيش الخيال مع حروف متناثرة يبلغ عددها ستمائة حرف من الحروف الأبجدية التي شكلت لوحة بانورامية متكاملة بالتشابك المتداخل فيما بينها. «انبعاث اللغة» ويقف الزائر أمام تحفة فنية بطول ثلاثة أمتار، بعنوان «انبعاث اللغة»، توحي للمشاهد بأنها جريان للمياه التي تمشي في الأسطوانات، وترتفع بعكس جاذبية الأرض، هذا الأسلوب الذي سلكه الفنَّان في تطويع الحروف في هذا العمل المتداخل يشكل حالة سحر مع جماليات الخط العربي الراقي، كما قدّم المعرض أعمالاً رائعة، مثل «لغة تنعى نفسها» من مقتنيات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، و«جذور عربية» من مقتنيات المنظمة الدولية للطيران المدني - كندا، و«طرب الثقافة» من مقتنيات مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، و«مطويات الأمثال» و«أمواج وسرعة» و«سورة الإخلاص» و«سورة الفاتحة»، بالإضافة إلى لوحات «أمواج» و«توهج» و«صورة وجسد» و«وسمو 1 و2» أمجاد وغيرهم. عوامل الجذب والمتتبع لإبداعات مطر الفنية يجدها تنهال على الفكر بالعديد من الرسائل والأفكار المدهشة التي تتشكل بفضل فلسفته الفنيَّة التي تعتمد على فكر احترافي يستند على مدرسته الخاصة، إلا وهي مدرسة الحركة التي من خلالها تتجسّد الطاقة الإيجابية المتمثلة في الخطوط المتسارعة في كل لوحة ولوحة، وهو ما يطبقه أيضاً في أعماله الفنية النحتية المختلفة، وتقدم أعماله الأخرى نماذج فنية إماراتية عربية، ذات نفس ومشاريع عالمية الفكر والمضمون والشكل، تؤكد مقدرات الفنّان في خلق عوامل الجذب الفني، ووضع الرموز والأسئلة والاستفسارات أمام المتلقي، وتترك الباب على مصراعيه ليشكل الإجابات الخاصة التي يستنتجها، من خلال وجهة نظرة الشخصية التي تتبلور من خلال مشاهداته الذهنية ورؤيته البصرية الخاصة. أعمال قديمة وجديدة ويقول بن لاحج، أنه حرص أن يحتوي المعرض على مزيج من الأعمال القديمة والجديدة، ويضيف: عندي إيمان وقناعات بأن المعرض الشخصي عبارة عن رسالة مباشرة من الفنان للمجتمع، فعاهدت نفسي ألا أدخل في تناقض مع شخصيتي، وهدفي من خلال رسالة الفن التشكيلي، وأحاول أن ابني لي تاريخاً معيناً يعود مستقبلاً. ويرى مطر أن ولادة الفنان يجب أن تكون بالشكل الصحيح، موضحاً أنه يحاول ألا يكون مثل العضلة المضمورة التي تتوقف عن النمو، فلذلك أسس لنفسه بداية صحيحة، مستفيداً من التجارب العالمية، ويتابع: عملت لمدة ست عشرة سنة من أجل بناء الذات الفنية، وكنت أفرح وأحزن من أجل أن أعيش لحظات المحاكاة المزدوجة مع الأدوات، ومن ثم مع اللوحة، وصولاً إلى محاكاة اللوحة للجمهور المتلقي لها، وما زال عندي مخزون كبير لم يتفجر بعد ولم يجد النور. ويؤكد أن الإنسان يعرف قيمة موهبته، وشخصياً عرفت قيمة نفسي، من خلال ثقة الوالد والوالدة اللذين كانا لا يعرفان بالفن، ولكنهم كانا مقدرين لما أقدم ومشجعين لي، فلذلك تسلحت بالروح المستمدة من بنيان وعمق والدي، ودروس مؤسس الدولة المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه». حكمة الوالد ويتابع: لقد واجهتني تحديات كثيرة كدت أن أتوقف، واستغني عن الجاليري لولا حكمة الوالد التي تلخصت في عبارته التالية «ما شفت إنسان يبيع ولده»، وكان لهذه العبارة وقع كبير جعلتني أشد من همتي وألملم نفسي، وأتحدى الصعاب، وأواصل التحديات، وأسير بخطوات واثقة من أجل إيصال رسالتي، ووضع بصمتي وشخصيتي من خلال الاستفادة مما هو أفضل مني، ومساعدة من هو أقل مني، ويضيف أقمت أول معرض عام 1991 في كلية تقنية دبي للبنات، ثم توقفت وعاودت إقامة المعارض في عام 1994، وعملت أربعة معارض شخصية هُناك، وأكملت رغم أنني مقل في ذلك، إلى أن استعدت توازني، وتألقت أعمالي بشكل لافت وأصبح اسمي يتداول، بل أصبحت من المنادين لاكتشاف المواهب، وأدعو إلى إعادة النظر والوقوف بقوة لدعم المواهب الإماراتية، وتأسيس جيل قادم ومتذوق في جميع المجالات. ويسترسل: رغم الجهود المبذولة في استقطاب أقوى الخبرات والمعارض والمتاحف العالمية واستمرارية الحراك الثقافي الذي يقام في عموم إمارات الدولة، إلا أننا نفتقر للمنهجية في تثقيف الفنَّان المواطن، للاستفادة من الأجواء الفنية التي تقام، ففقدان التواصل والمبادرة في البحث صفتان مفقودتان، علينا بتنميتهما، لأن العلم لا ينتهي إلا عند موت الإنسان. وعن شخصيته يقول: حاولت الابتعاد وعدم التأثر بعمالقة الفن التشكيلي، رغم إعجابي بشخصيات عالمية كبير،ة مثل حبي لفنانين، مثل سلفادور دالي، ودافنشي وباراك، وشخصياً أحترم الفنَّان الذي ينسيني نفسي أمام لوحاته الفنية، ويجعلني في حالة سرحان لقراءة ومعرفة فكره ورموز ولوحاته. رسالة للمجتمع وبالنسبة لجديده يقول، إنه بدأ بإنجاز «إرث زون» الذي سيقام على مدى شهرين كنوع راق من الأعمال الفنيَّة التي تحمل أهدافاً ورسائل قيمة للمجتمع، حيث ستكون «منطقة الفن» عبارة عن سلسة من الفعاليات، تبدأ بمعرضه الشخصي الذي يستمر ثمانية أيام وبعدها: معرض نون النسوة «الذي يقام للسنة الثالثة على التوالي، ثم «تقارب»، وهو معرض التصوير الفوتوغرافي والذي يجمع عدداً كبيراً من المصورين المخضرمين والمعاصرين، مع تقديم مجموعة من الهواة الجدد الذين سيكون المعرض بالنسبة لهم، فرصة للتعارف والاستفادة وتأكيد الذات، وأخيراً معرض لاكتشاف المغمورين الذين لا يستطيعون الانتشار، فلذلك أقوم من خلال هذه المعرض إعادة إبرازهم بعد صقل مواهبهم. وحول للطقوس التي أعتاد على ممارستها في عمله: عند الشروع بالبدء بعمل فني، أتوجه لله أولاً ثم أعتمد على دعاء وبركة الوالدين، ولا أبدأ عمل إلا وأنا جاهز لاستقبال هذه الولادة، لأنني في البداية أقوم بإنجاز اللوحة في ذهني، لكن الظروف هي التي تلعب دوراً في التوقيت والإنجاز، ومشكلتي أن هناك زحمة أفكار وصراعاً عن الأولوية في البروز. (دبي - الاتحاد) العويس: المعرض يكشف عن صورة فنية رائعة أوضح معالي عبد الرحمن العويس وزير الصحة، ورئيس هيئة الفنون والثقافة بدبي، أن محتويات المعرض ثمينة وغنية، وتكشف لنا عن صورة فنية غاية في الروعة تجسدت بشخصية الفنان مطر بن لاحج الذي حرصنا على مشاركته افتتاح هذه المعرض الشخصي، الذي قدم فيه أعمالاً بارعة ومتنوعة تضاف إلى مسيرته الفنية ،وتنقله إلى عالم الرواد في الفن التشكيلي الإماراتي الذي يخطو خطوات متسارعة لتأكيد تميزه إلى جانب الفنون الأخرى. وقال إنّ موهبة مطر تجلت بوضوح من هذا المعرض الذي بلا شك فتح لنا آفاقاً كبيرة لمعرفة طموحات ودواخل هذا الفنَّان المتميز والمتجدد بفنه، والحريص على تقديم الأفضل والأروع. نجاة مكي: اللوحات تملك رؤى وأفكاراً ملموسة أشادت الدكتورة نجاة مكي، إحدى رائدات الفن التشكيلي الإماراتي، بالمعرض القوي الذي يحتوي على كم من اللوحات الرائعة والمجسمات التي تملك رؤى وأفكاراً ملموسة تصل للمتلقي باحترافية كبيرة، مشيرة إلى أن الأعمال المقدمة في المعرض باهرة بحق، لأنها متميزة بمخزونها الفني الكبير، والذي بلا شك تجسد في ملاحم ولوحات فنية تؤكد مقدرة مطر الفنية التي لا يشق لها غبار. جاسم أبو حمد: تحف فنية تخاطب العالمية قال الفنَّان الكويتي جاسم أبو حمد، لقد حرصت مشاركة مطر افتتاح معرضة، ولكن لم أكن أتوقع أن أرى معرضاً بهذه الروعة من حيث اللوحات والأعمال المنحوتة، بالإضافة إلى التنظيم والتنسيق الجميل للمعرض، ويضيف: كدارس فن النحت خمس سنوات في باريس أستطيع أن أقول ما قدم في هذا المعرض من أعمال نحتية تدخل ضمن الأعمال الصوفية الميدانية إن جاز لي التعبير، تعد بحق تحفاً فنية تصل بتميزها وبمضمونها للعالمية. من حلم إلى واقع مليء بالأحاسيس المفعمة بقوة الإرادة أوضحت بدرية التميمي، مدير عام مجموعة دبي للجودة، أنها عاشت لحظات ممتعة بين هذه اللوحات الفنية الجميلة التي تنقل المرء من حلم إلى واقع ومن عالم إلى عالم آخر مليء بالأحاسيس المفعمة بقوة الإرادة والأمل، وتضيف: الفنان مطر انهمرت لوحاته ومنحوتاته علينا لتروي عطشنا الفني لأنها تتسم بجماليات الفنان الإماراتي المبدع الذي يقدم من خلال نماذج أعماله الكثير من الرسائل والأفكار المتماوجة والتي تبعث في النفس المزيد من التفاؤل في الحياة. أما الفنَّانة التشكيلية العراقية لينا العكيلي، فقالت: لقد تابعت أعمال الفنان مطر، مرات عدة، ولكن ما شهدته في هذا المعرض من أعمال تشكيلية ومنحوتات ومجسمات مختلفة كون عندي صورة متكاملة عن شخصية هذا الفنَّان الذي يتفوق على نفسة بأعماله الرائعة، وتشير إلى أن أسلوبه في النحت، خاصة مجسمات الخيول برز بشكل مذهل، فالزائر للمعرض بإمكانه مشاهده هذه المجسمات من زوايا مختلفة وبنفس الجمال والروح الموجودة في هذا الكائن المرتبط بالإنسان العربي ارتباطاً وثيقاً، مختتمة حديثها أن الفنان البارع يمكنه التعبير عن تميزه ونفسة بأدواته المختلفة في جميع الأماكن والأزمنة. ولفتت جيهان أحمد زعروره، إلى أن ما شهدته من أعمال فنية في المعرض يفوق التصور، مشيرة إلى أنها لم تكن تتوقع أن تكون جميع الأعمال في مستوى رائع وباهر، مشيدة بذلك بإمكانيات الفنَّان الإماراتي مطر الذي لا تقل أعماله عن أعمال الفنَّانين العالميين التي تعرض لوحاتهم في متاحف العالم، وتشاطرها صديقتها سالي محمود نفس الإعجاب، وتدعو الجهات المختصة إلى الاستعانة بأعماله، وخاصة المتعلقة بالنحت والنصاب التذكارية التي لا تقل عن الأعمال الأجنبية التي نتهافت على شرائها، موضحة أن المعرض أتاح لها التعرف عن قرب على أعمال تشكيلية إماراتية جديرة بالاهتمام والمتابعة، لما تحمله من رؤى وتميز وفن أصيل. أما علا خلف م جائزة حمدان الدولية للتصوير الضوئي، فترى أن المعرض قدم بانوراما فنية متعددة الملامح والجمال، ولقد تابعت جميع اللوحات والمجسمات المقدمة وقالت: بالفعل ما شهدته كان فنّاً متميزاً تمتزج به الألوان مع جماليات النفس البشرية التواقة لاستلهام الرسائل الفكرية للفنان، والتي جسدها هذا المعرض، من خلاله لوحاته الرائعة والمنحوتات التي سخر فيها الخط العربي في تجربة رائدة لم يسبقه فيها أحد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©