الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الكربون الأزرق» يحقق الترابط الكيميائي في البيئات المائية

«الكربون الأزرق» يحقق الترابط الكيميائي في البيئات المائية
31 مارس 2013 20:37
دبي (الاتحاد) - يعتبر الكربون والهيدروجين والأكسجين من أهم عناصر الحياة، حيث تشكل هذه العناصر ما يقارب 98% من وزن الكائنات الحية التي تشمل الإنسان والنبات والكائنات الحية، وما يجدر الإشارة إليه، أن هذه العناصر متوافرة وفي متناول يد الإنسان، أي أن الحصول عليها سهل مقارنة مع غيرها، فأجسادنا علمياً تحتوي على حوالي 18% من الكربون، وفي النباتات الخضراء، يتحد ثاني أكسيد الكربون والماء لتكوين السكريات أو الكربوهيدرات، حيث يحفز ضوء الشمس هذه العملية، ويعمل على توفير الطاقة اللازمة لهذه العملية. «الكربون الأخضر» عملية البناء الضوئي أو التمثيل الكلوروفيلي، حسبما يقول الدكتور عديسان أبوعبدون من كلية العلوم بجامعة الشارقة: «تنتج الطاقة الكيميائية المخزنة في الروابط الكيميائية للمواد الناتجة من الكربوهيدرات، ويسمى ثاني أكسيد الكربون الذي يأخذه النبات في تفاعل البناء الضوئي بـ»الكربون الأخضر»، وهذه العملية تسهم في دورة الكربون في الطبيعة، وقد تبين حديثاً أن البيئات النباتية المائية، مثل بيئة الترسبات الملحية وهي السبخات والأعشاب والنباتات البحرية، وكذلك أشجار المنجروف التي تشكل غابات القرم، تستطيع أن تأخذ أو تمتص نسبة أكبر من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، زيادة عما تأخذ أو تمتص في عملية البناء الضوئي أو التمثيل الكلوروفيلي». «الكربون الأزرق» ويكمل أبوعبدون: «تخزن هذه البيئات المائية نتيجة تفاعل ثاني أكسيد الكربون في جذورها، وفي الترسبات أو الطمي المحيط بها، ويسمى ثاني أكسيد الكربون هذا الكربون الأزرق، أي الكربون المخزن في البيئة المائية، وهو مصطلح حديث نسبياً، يقصد به نواتج تفاعل ثاني أكسيد الكربون في نباتات البيئة البحرية أو الذي انتهى به المطاف في البيئة البحرية، وتؤثر كمية ثاني أكسيد الكربون المستهلك في البيئات المائية، على التركيز الكلي لغاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي أو محيط تلك النباتات. وعلى المستوى العالمي، تقل التأثيرات البيئية الناتجة عن غاز ثاني أكسيد الكربون، الذي يعتبر من أهم غازات الاحتباس الحراري، وهذا يدعم الدراسات والجهود المتعلقة بـ»الكربون الأزرق» الذي يسهم في البحث عن سبل ومصادر تقلل من غاز ثاني أكسيد الكربون متزايد التركيز الذي ينتج عن النشاطات والصناعات المتعددة للإنسان». البيئات المائية أيضاً تؤكد البحوث والدراسات، وفقاً لما أوضحه أبوعبدون، أن 57% من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، تمتصه أو ينتهي به المطاف في البيئات المائية، وأن حوالي 50 إلى 70% من هذا الكم الناتج يمتص أو تتبقى منه كميات لا يستفاد منها، وكذلك في بيئات أشجار المنجروف ومستنقعات المياه المالحة، وهي سبخات النباتات البحرية العشبية، وتشير الدراسات إلى أنه مقارنة مع الغابات الاستوائية، فإن قدرة السبخات على امتصاص ثاني أكسيد الكربون أو ما يسمى بالأزرق تعادل 10 أضعاف، وأن المنجروف يمتص 6 أضعاف، والنباتات البحرية العشبية تمتص ضعفين، وهو ما يدعم التوجهات البيئية للزيادة من تلك الأشجار في بيئة السواحل. أشجار المنجروف ويذكر أنه على الرغم من أن أشجار المنجروف بشكل خاص، لها القدرة العالية على تخزين غاز ثاني أكسيد الكربون في محيطها المائي وترسبات الطمي حولها، إلا أن بيئة الكربون الأزرق تلك قد تكون أقل تحملاً للكوارث أو التلوث أو الزيادة في التركيز لغاز ثاني أكسيد الكربون، مقارنة مع بيئات الكربون الأخضر، مثل الغابات والبيئات الاستوائية، وهو ما يدعم كذلك التوجهات بالحرص على مراقبة النشاطات المتعددة، التي تدفع بثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، وكذلك وضع حد للملوثات البيئية، وهو ما يدعم تقرير برنامج الأمم المتحدة للبيئة عام 2009 الصادر بعنوان «الكربون الأزرق».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©