الانتخابات البلدية في شمال لبنان انتهت بسلام

انتهت الانتخابات البلدية والاختيارية في لبنان أمس، وسجلت في مرحلتها الرابعة والأخيرة، خريطة سياسية لنفوذ القوى على الأرض، أعطت مدينة طرابلس هوية تيار “المستقبل” وأعادت البترون إلى كنف التيار “الوطني الحر” وكرست زعامة النائب سليمان فرنجية بلا منازع على زغرتا، وبشري لـ”القوات اللبنانية” وتعادلت القوى في عكار، وهذه النتائج أولية وفق مصادر الأطراف كافة. وأعلنت وزارة الداخلية والبلديات أن النسبة التقريبية في محافظتي الشمال وعكار بلغت 42% عند إقفال صناديق الاقتراع، وكان أدناها في مدينة طرابلس 25% وأعلاها في شكا 55%، وتراوحت في زغرتا، عكار، الضنية، البترون، الكورة، اميون بين 50 و 47% وبلغت في بشري معقل “القوات” حوالي 37%. وتابع رئيسا الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري في اجتماع عقد في القصر الجمهوري عصر أمس مجريات العملية الانتخابية في شمال لبنان، وظلا على اتصال دائم بوزير الداخلية والبلديات زياد بارود للاطلاع على التفاصيل. وكان الوزير بارود قد أعلن صباح أمس عن تأجيل انتخابات بلدية بزعون في قضاء بشري في شمال لبنان بسبب انسحاب جميع المرشحين لعضوية بلديتها، وهي البلدة التي دفنت يوم السبت اثنين من أبنائها من آل صالح قتلا برصاص مسؤول حزب الـ”القوات اللبنانية” في البلدة. وقال بارود في مؤتمر صحفي عقده في سراي طرابلس إن الجميع حريص على انتهاء الاستحقاق البلدي بشكل حضاري، بعيداً عن أي تشنج، وأشار إلى أنه على اتصال، دائم بكل من رئيسي الجمهورية ومجلس الوزراء، لافتاً إلى أن الجميع يعمل من أجل خير البلد، وأضاف: إن هناك 10 إشكالات أمنية سجلت في الشمال وعولجت فوراً. وكانت المرحلة الرابعة والأخيرة من الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظتي عكار وشمال لبنان قد انطلقت صباح أمس وسط أجواء أمنية مشددة جداً خصوصاً في أماكن التوتر، حيث بلغ عدد الناخبين وفق إحصاءات وزارة الداخلية في المحافظتين 763782 ناخباً، لانتخاب 212 بلدية من أصل 238 بعد فوز 26 بلدية بالتزكية و498 مختاراً من أصل 646 مختاراً، فاز منهم 146 مختاراً بالتزكية. واستقدمت تعزيزات إضافية من وحدات الجيش وقوى الأمن الداخلي إلى الشمال تخوفاً من أي إشكالات بعد حادث ضهر العين ووصل عدد القوى الأمنية المشاركة إلى أكثر من 30 ألف عسكري، وشهدت كل المدن والبلدات إجراءات أمنية مشددة، حيث سيرت دوريات مؤللة في الشوارع الرئيسية وعززت الحماية لصناديق الاقتراع وللناخبين. وسجلت الشرطة اللبنانية وقوع إشكال امني في بلدة وادي الجاموس في عكار تطور إلى تضارب بالأيدي بين مناصري اللائحتين المتنافستين وتدخلت عناصر الجيش وطوقت الإشكال، كما أوقف الجيش في بلدة مزيارة في قضاء زغرتا ثلاثة أشخاص على خلفية إشكال مع عناصر الجيش. وأعلنت الجمعية اللبنانية المراقبة للانتخابات “ديمقراطية الانتخابات” في بيان أن 600 مندوباً يمثلونها تابعوا سير العمليات الانتخابية وسجلوا 270 مخالفة و 10 إشكالات أمنية سارع الجيش إلى معالجتها وأكدت أن الديمقراطية سادت كل المناطق.