الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بريطانيا.. سجال سياسي حول الإرهاب

30 مايو 2017 23:24
دفع «تفجير مانشستر» بالحديث عن الإرهاب إلى معترك الساحة السياسية قبيل الانتخابات العامة البريطانية المرتقبة في يونيو المقبل، بينما حذرت رئيسة الوزراء البريطانية «تريزا ماي»، السبت الماضي من أن الدولة ينبغي أن تبقى متيقظة، حتى على رغم من أن السلطات تؤكد تراجع المخاوف من وقوع هجوم جديد. وأعادت «ماي» حالة «الاستنفار الأمني» إلى ما كانت عليه قبل وقوع التفجير الانتحاري في حفل موسيقي، أسفر عن مقتل 22 شخصاً. ولكن على رغم من أن السلطات تبدو راضية عن اعتقالها معظم الأشخاص، الذين يُشتبه في أنهم تورطوا في الهجوم، فإن الحديث عن المخاوف الأمنية لا يزال يتجدد من خلال الحملة الانتخابية قبيل انتخابات الثامن من يونيو. وأوضحت «ماي»، عقب اجتماع مع كبار مستشاريها الأمنيين، أن «هناك قدراً كبيراً من النشاط الشرطي الذي حدث في غضون الـ24 ساعة الماضية». وفي هذه الأثناء، اعتقلت الشرطة مشبوهين إضافيين يوم السبت الماضي في مانشستر، ليصل عدد الأشخاص المحتجزين على خلفية التفجير الإرهابي إلى 14 شخصاً. وقال «مارك رولي»، وهو من كبار مسؤولي مكافحة الإرهاب في شرطة العاصمة البريطانية، «نحصل على معلومات أكثر حول كيفية إعداد القنبلة المستخدمة في التفجير». وجاء ذلك الإعلان بعد يوم من السجال السياسي بين «ماي» وخصمها من حزب «العمال»، بشأن ما إذا كان التدخل البريطاني في صراعات الشرق الأوسط قد لعب دوراً في إثارة الهجمات الإرهابية. وقبل التفجير الذي وقع الأسبوع الماضي، كان حزب «المحافظين» يبدو قاب قوسين أو أدنى من الفوز بالانتخابات. ودعت «ماي» إلى الانتخابات، طلباً للحصول على موافقة شعبية على استراتيجية حكومتها للتفاوض على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. غير أن ذلك الموضوع أصبح أمراً هامشياً بصورة مفاجئة بعد التفجير. ويرى زعيم حزب «العمال» البريطاني «جيرمي كوربين» أن مع استئناف الحملة الانتخابية إثر فترة توقف استمرت ثلاثة أيام بعد الهجوم، «إن الحرب على الإرهاب ليست مجدية». وسبق المنظمون خطاب «كوربين» بدقيقة صمت حداداً على 22 شخصاً قتلوا جراء التفجير. وفي الخطاب، ربط وأضاف: «إن كثيراً من الخبراء، ومن بينهم مسؤولون في أجهزتنا الأمنية والمخابراتية، قد أشاروا إلى صلات بين الحروب التي أيدت حكومتنا أو خاضتها في دول أخرى والإرهاب في الداخل». وتعهد «كوربين»، الذي لطالما انتقد الحروب البريطانية في العراق وأفغانستان، أيضاً بأنه إذا أصبح رئيساً للوزراء، فإنه لن ينشر جنوداً في الخارج، ما لم تكن هناك حاجة واضحة، وموارد ملائمة وخطة من أجل «السلام الدائم». ولم يضع خصومه وقتاً في اتهامه بمحاولة تسييس الهجوم. وقالت «ماي» يوم الجمعة الماضي، عقب لقاء قمة مع كبار القادة الأوروبيين والرئيس ترامب: «لقد كنت هنا في قمة مجموعة الدول السبع، نعمل مع قادة الدول من أجل محاربة الإرهاب، وفي الوقت نفسه، كان كوربين يقول: إن الهجمات الإرهابية خطأنا». وأضافت: «لا يمكن أن يكون هناك مبرر للإرهاب». من جانبه، أفاد وزير الخارجية البريطاني «بوريس جونسون»، أن موقف «كوربين» كان فظيعاً. وأما الزعيم «الليبرالي الديمقراطي» «تيم فارون»، فأكد أن «كوربين» حاول تسجيل «نقطة سياسية، وأنه يختلف معه في التوقيت». وردّ «كوربين» على تلك الانتقادات في حوار مع «بي بي سي»، قائلاً: «إنه لم يكن يدافع عن هجوم مانشستر غير المبرر، وإنما كان يسلط الضوء على فكرة أن الدول التي ترغب في تأمين مستقبلها، عليها أن تركز على السياسة الخارجية». وأضاف: «إن أية حكومة مسؤولة عليها أن تنظر إلى ما يحدث في ليبيا، ذات المساحة الشاسعة غير المحكومة، والتي أضحت مصدراً للتطرف العنيف». وعلى رغم من أن «المحافظين» كالوا الانتقادات لتصريحات «كوربين»، فإنهم ربما عززوا قاعدته بطريقة غير مباشرة. يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©