الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

علماء: مداومة الأعمال الصالحة علامة قبول الطاعة

علماء: مداومة الأعمال الصالحة علامة قبول الطاعة
15 يوليو 2016 17:44
أحمد مراد (القاهرة) حث علماء دين على ضرورة أن يداوم المسلم على العمل الصالح بعد رمضان، وأن يجعل من شهر الصيام صفحة جديدة للتوبة والإنابة والمداومة على الطاعة ومراقبة الله في كل وقت، فإذا كان المسلم قد نشط في العبادات، واهتم بالفرائض، وتقرب إلى الله بالنوافل، فعليه أن يحافظ على ذلك طوال العام. وأكدوا أن علامة قبول الطاعة والعبادة في شهر رمضان أن يكون حال المسلم بعده أحسن من حاله قبله، ورمضان شهر يعود المسلم على فعل الخير ويربيه على الطاعة. وشددت الباحثة الإسلامية، د.خديجة النبراوي، على ضرورة أن يلتزم المسلم بالعبادة والطاعة بالمستوى نفسه الذي كان عليه طوال شهر رمضان المبارك، مؤكدة أن الله تعالى فرض الصيام في شهر رمضان ليكون بمثابة مدرسة متكاملة يتعلم فيها المسلمون ما ينفعهم ويعينهم على الطاعة والعبادة بقية شهور العام. وقالت «إذا كان المسلم في رمضان قد نشط في الكثير من العبادات، واهتم بأداء الفرائض، وتقرب إلى الله بالنوافل، وقرأ القرآن، وابتهل إلى الله تعالى بالدعاء، وتصدق على الفقراء والمساكين، فعليه أن يحافظ على ذلك كله طوال العام، ولا يعود أبداً إلى التهاون أو التقصير أو الإهمال في العبادات، وعلى كل مسلم أن يدرك تماماً أن من علامات القبول والتوفيق أن يتبع المرء الحسنة بالحسنة». وأضافت؛ حث النبي صلى الله عليه وسلم على الاستمرار والمداومة على الطاعة سواء في رمضان أو في غير رمضان، فقال صلى الله عليه وسلم: «أيها الناس أكلفوا من العمل ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا وإن أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل»، والحقيقة أن من المؤسف أن نرى مظاهر التكاسل والتراجع في أداء العبادات والطاعات بعد انتهاء شهر رمضان الكريم، وكأن الدين قد حصر في شهر رمضان. وتابعت: إذا كان الله تعالى قد خص شهر رمضان بالعديد من الفضائل وجعله متميزا على سائر الشهور، لكن هذا لا يعني أن نخصه فقط بالعبادة، ونهمل الطاعة في بقية شهور السنة، فقد حث الله تعالى ورغب على الطاعات في غير رمضان، فصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من صام رمضان وأتبعه بست من شوال فكأنما صام الدهر»، وكان صلى الله عليه وسلم يصوم الاثنين والخميس من كل أسبوع، فلما سئل عن ذلك قال: «أما الاثنين فذاك يوم ولدت فيه وأما الخميس فترفع فيه الأعمال وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم»، وكان صلى الله عليه وسلم يحث على صيام الأيام البيض، الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر هجري، وكان يقول عن صوم يوم عاشوراء أنه يكفر ذنوب سنة مضت، ويقول عن صيام يوم عرفة: «إني احتسب على الله أن يكفر به صيام سنة ماضية وسنة آتية»، وقال عن العمل في العشر من ذي الحجة: «ما من أيام العمل فيهن أفضل من هذه العشر، قيل ولا الجهاد في سبيل الله، قال: «ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء». الصدقات والصيام وأعربت د.الهام شاهين، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، عن أسفها لما تراه من عودة بعض الناس إلى مظاهر العزوف والتكاسل عن أداء العبادة بعد رمضان، مشددة على ضرورة أن يحرص المسلم على أن يستمر على الطاعة بعد الشهر المبارك. وقالت «إذا أراد المسلم أن يستمر على الطاعة بعد رمضان فعليه أن يواظب على تقديم الصدقات، وصيام التطوع، والتقرب إلى الله تعالى بقراءة القرآن، وقيام الليل، فيجب على المسلم أن يواصل العمل الصالح في بقية العام ولا ينتهي عند رمضان، فليس عمل المسلم مقصورا على هذا الشهر، وإنما عمل المسلم مستمر من حين يبلغ الحلم إلى أن يتوفاه الله تعالى، مصداقا لقوله عز وجل: «واعبد ربك حتى يأتيك اليقين» أي الموت». وتوضح أن علامة قبول الطاعة والعبادة في شهر رمضان أن يكون حال المسلم بعده أحسن من حاله قبل رمضان لأن الحسنة تدعو إلى الحسنة، والعمل الصالح يدعو إلى العمل الصالح، ورمضان شهر يعود المسلم على فعل الخير ويربيه على الطاعة، فهو بعد رمضان يستمر على طاعة الله ويتلذذ بها، ومن ثم لا يمكن أن يتكاسل أو يتغافل عن الطاعة والعبادة في يوم من الأيام، مشيرة إلى أن مجال العمل الصالح مفتوح آناء الليل وأطراف النهار في كل السنة، فقيام الليل مشروع في كل السنة، والصيام ومستحب في سائر السنة، وتلاوة القرآن ميسرة في كل وقت، وكذلك من اعتاد في شهر رمضان وألِف المساجد فإن المساجد مفتوحة في سائر السنة. مواسم الطاعة وقال الداعية الإسلامي د.منصور مندور، من علماء الأزهر: المسلم لا ينبغي أن يكون موسمياً، بمعنى أن يلتزم بالطاعة والعبادة في مواسم معينة، ويتركها في بقية العام، فالعبادة شرعت لتكون منهج حياة للمسلم، ولكي يلتزم بها طوال عمره، ويكفي أن نشير إلى أن المداومة على العمل الصالح شعار المؤمنين بل ومن أحب القربات إلى الله رب العالمين، وسببا لحسن الخاتمة والفوز بالجنة. وأكد أن بقاء المسلم ومداومته على العمل الصالح بعد رمضان علامة قبول له عند ربه، وتركه للعمل الصالح بعد رمضان وسلوكه مسالك الشيطان دليل على الذلة والهوان والخذلان، ومن ثم ينبغي على المسلم أن يجعل رمضان صفحة جديدة للتوبة والإنابة والمداومة على الطاعة ومراقبة الله في كل وقت وساعة، امتداداً لما كان عليه في رمضان من أمور تقربه إلى الله تعالى.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©