الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نيجيريا.. تحديات ما بعد الانتخابات

30 مارس 2015 22:53
نظمت نيجيريا انتخابات رئاسية يوم الأحد، وهو استحقاق مهم في هذه الدولة الأفريقية الغنية بالنفط والأكثر ازدحاماً بالسكان على مستوى القارة. ويبدو أن هذه الانتخابات ستكون هي الأصعب منذ انتهاء الحكم العسكري في نيجيريا قبل 16 عاماً، وقد خشي كثيرون أن يتحول التنافس بين الرئيس جودلاك جوناثان والزعيم العسكري السابق «محمد بوهاري» إلى أعمال عنف. وفيما يلي أربعة أسباب تبرز أهمية هذه الانتخابات بالنسبة لنيجيريا وفضائها الإقليمي الأفريقي: أول هذه الأسباب أن نتائج الانتخابات قد تؤثر في تمرد جماعة «بوكو حرام». فنيجيريا تخوض حملة صعبة لم تنتهِ بعد لمكافحة تمرد أولئك المتطرفين، الذين اشتهروا بأعمالهم الوحشية، بما في ذلك خطف طالبات المدارس ومهاجمة الكنائس، والمدارس ومراكز الشرطة والجيش. والآن، يبدو وكأن الأمور قد تحولت إلى الطريق المعاكس، حيث إن المتشددين يفرون، بينما تضاءلت سيطرتهم الإقليمية في شمال شرق البلاد، وذلك بفضل تعاون جيوش بعض دول المنطقة مثل تشاد والنيجر، التي شنت هجمات بعد أن عبر المتمردون إلى أراضيها. هذا علاوة على كثير من المتعاقدين العسكريين المستقلين ممن يساعدون في قتال «بوكو حرام». ولكن ما الحال الذي ستؤول إليه الحملة المناهضة لـ«بوكو حرام» بعد الانتخابات؟ كثيرون هنا يعتقدون أن الرئيس «جوناثان» سيفقد اهتمامه بهذه الجهود في حال انتخابه، ليترك للمتمردين الفرصة لتعزيز قوتهم كما فعلوا في الماضي. وإذا فاز «بوهاري» وضاعف من تركيزه على القتال، سيتعين عليه تغيير كثير في بنية الجيش الذي يعاني من مصاعب نظامية ومنها التدريب السيئ. أما الفصل الثاني من قتال «بوكو حرام» فسيكون هو الأصعب. والآن وقد فر المتشددون من مناطق سيطرتهم السابقة، فسيتركون مخابئهم إلى وحول غابة «سامبيسا» وستكون مواجهتهم مهمة صعبة. ومن الأسهل بكثير لـ«بوكو حرام» أن تشن حرب عصابات من الغابة أكثر من احتلال الأراضي. وسيستمر هذا القتال لبعض الوقت -وقد يمثل مهمة جسيمة لمن يتم انتخابه. والسبب الثاني، أن ما يحدث في نيجيريا لا يقتصر بالضرورة عليها هي وحدها، بل سيتردد صداه في جميع أنحاء المنطقة، حيث إنها تعد أكبر اقتصاد في القارة، ومصدر الأفلام والموسيقى لجيرانها. وكما قال الرئيس أوباما الأسبوع الماضي، فإن «النيجيريين تمكنوا من الفوز بالاستقلال، والخروج من الحكم العسكري، وتعزيز المؤسسات الديمقراطية». وإذا تبعت الانتخابات النيجيرية أعمال عنف أو أدت إلى انقسامات سياسية عميقة، فإن المحرك المالي لغرب أفريقيا سيتباطأ، وسيتعطل أكبر منتج للنفط في القارة السمراء. كما ستعاني الدول المجاورة، التي ترتبط اقتصادياً بنيجيريا عبر الصادرات والواردات. هذا علاوة على تسلل حالة من عدم اليقين السياسي عبر الحدود. والسبب الثالث، أن هناك فرصة جيدة لأن تسير الأمور على ما يرام فيما بعد الانتخابات. فبعد انتخابات 2011 في نيجيريا، قُتل ما يقرب من ألف شخص خلال ثلاثة أيام من الشغب. واتهم أنصار «بوهاري»، الذي رشح نفسه في هذا العام أيضاً، بأن احتجاجاتهم «تحولت إلى أعمال شغب عنيفة أو قتل طائفي»، بحسب ما ذكرت منظمة «هيومان رايتس ووتش». وقد حفزت أوجه القصور التي شابت الانتخابات مزاعم بأن الانتخابات لم تكن شرعية. وذكرت «مجموعة الأزمات الدولية» أن الانتخابات كانت «مليئة بالممارسات الخاطئة وأوجه القصور اللوجيستية والتناقضات الإجرائية». وهذه التحديات نفسها موجودة أيضاً هذه المرة، بيد أن المنافسة تبدو أشد بكثير - ما جعل كثيرين يعتقدون أن هذا سيؤدي إلى عنف ما بعد الانتخابات. وبالفعل، قال حزب «بوهاري» إنه سيشكل «حكومة موازية» في حال فوز «جوناثان». وفي تاريخ نيجيريا، لم يحدث أن خسر رئيس في السلطة في الانتخابات الرئاسية. وبالفعل، فإن الانقسامات العرقية والدينية صريحة في نيجيريا بين الشمال ذي الأغلبية المسلمة (أنصار «بوهاري») والجنوب المسيحي (حيث يكثر مؤيدو «جوناثان»). ومن شأن نتائج انتخابات متنازع عليها أن تزيد هذه الانقسامات سوءاً، وتلعب على فكرة أن الرئيس القادم سيهمش المنطقة الخارجة عن قاعدة سيطرته. والسبب الرابع والأخير، أن نيجيريا في حاجة ماسة إلى زعيم جيد. فالرئيس القادم لنيجيريا يواجه حزمة من التحديات الهائلة، وليس تحدي «بوكو حرام» وحده. فلم يعد إنتاج النفط، الذي يمثل 70% من اقتصاد نيجيريا مربحاً كما كان من قبل. والثروة التي تولدت هنا لم يتم تقاسمها -وبدلاً من ذلك، تركزت في الجنوب الغني بالنفط الذي ينحدر منه «جوناثان». ومن ناحية أخرى، يتحدث النيجيريون صراحة عن فساد مؤسسات الدولة، حيث اختفت، على سبيل المثال، مليارات من عائدات النفط، في حين يظل الجزء الأكبر من سكان البلاد يعانون الفقر. والآن يتعين على النيجيريين الاختيار بين الزعيم السابق «بوهاري» الذي يتذكرون قيامه باعتقال معارضيه، والرئيس الحالي «جوناثان» الذي يرى كثيرون أنه هو المسؤول عن أكثر إخفاقات البلاد الأخيرة. كيفن سييف* *رئيس مكتب واشنطن بوست في نيروبي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©