السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

عميش يجمع بين التراث الصوفي والتقنيات الحديثة

عميش يجمع بين التراث الصوفي والتقنيات الحديثة
28 يوليو 2008 23:21
من خلال روايته الأخيرة''بياض اليقين'' يحاول الأديب الجزائري الدكتور عبدالقادر عميش، أستاذ الأدب العربي بجامعة الشلف الجزائرية الجمع بين التراث الصوفي والتقنيات العصرية كالحاسوب والهاتف المحمول من خلال استعمالهما في''رحلته'' الروحية إلى عوالم مختلفة؛ فهو جالس أمام حاسوبه في مدينته الشلف (210 كلم غرب الجزائر) وروحه تتجول في قستنطينة، حيث التقى طلبةَ العلوم الشرعية بجامعتها وسط الثلج وتحادث معهم، ليمزج بذلك بين المخيلة الروائية والمخيلة الصوفية· وقد استمد هذه الفكرة من مقولة الحلاج بإمكانية ''الحج العقلي'' إذا تعذر الحج الجسدي، وقال إنه طبق الفكرة ''للسفر الروحي إلى قسنطينة'' وإيهام القارئ بأن ما يقوله حقيقة· واعتبرعميش في محاضرة قدمها في الجزائر بعنوان'' الرواية التجريبية: رؤية من الداخل'' أنه بذلك يؤسس لـ''التجريب الصوفي'' باعتماد تقنية الحكي الصوفي وتوظيفه للاختلاف عن تقنيات الرواية المستوردة ضمن المعايير الغربية· واعتبر هذا الاختلاف ضرورياً مستدلا بحصول الأديب جمال الغيطاني على جائزة في فرنسا بسبب اختلاف روايته الأخيرة كلية عن التقنية التقليدية الغربية· وعن خصائص ''الرواية التجريبية الصوفية'' قال عميش إن مصطلحاتها لها دلالات معرفية، وهي تنزع أحياناً نحو المناجاة، ولغتها شاعرية، وروايته ''بياض اليقين'' تعدُّ بشكل ما قصيدة، وقرأ مقاطعَ منها مشبعة بالمصطلحات الإيمانية الصوفية المتسامية وظف فيها أقوالاً لابن عربي ومتصوفة آخرين· وتطرق إلى مظاهر التجريب في روايته حيث يتحول الحاسوب والهاتف النقال إلى مصدر للحكي؛ إذ لا وجود للمكان سوى هذين الجهازين، والسرد يكون بلسان الروح لا الجسد· كما أن من تقنيات التجريب التي اعتمدها كبح جماح الحكي و''الإقتصاد'' فيه للابتعاد عن ''الثرثرة الفنية'' والعبثية التي سقط فيها الشعر وإعطاء خِفة للنص وإبقاء القارئ في حالة يقظة، فالنص''قَلِقٌ ويناوش القارئ'' ويدفعه للتفاعل معه وليس مجرد التلقي، معتبراً أن ''النص المثقف'' ليس مغلقاً ويقدِّم نفسه بما يشبه التناص؛ إذ لا مفر من الاستفادة من ثقافات الآخرين وكذا من الواقع اليومي وتحويله إلى مواضيع سردية· ونبَّه عميش إلى أن الرواية التجريبية المعاصرة توظف كل عجيب وغرائبي لرفع لذة النص إلى أعلى الدرجات وتحقيق تطلعات كل نفس تتوق إلى الجديد· ولكن للتجريب مزالقَ ويعتبره البعض نصاً نخبوياً صعباً مفتوحاً على كل التقنيات ويتضمن شيفرات خاصة وأساسه الحركة والانسياب لا السكون، والرواية التجريبية يجب أن تحافظ على نواة الدراما باعتماد حدث له بداية وله نهاية مهما أوغلت في التجريب· وفي مداخلات حول المحضرة قال الدكتور علي ملاحي ممثل جمعية ''الجاحظية'' الثقافية الجزائرية التي اقيمت فيها المحاضرة أن للروائي عميش مخزوناً لغوياً صوفياً غزيراً جداً وهو يتجول كالطائر الحر بروحه في كل مكان منفلتاً بذلك من قيد المكان، وإنه قد يؤسس لمنطلقٍ جديد للرواية الجزائرية· أما نبيل داودة مدير دار نشر''المعرفة'' الجزائرية وروائي، فوصف رواية ''بياض اليقين'' بأنها راقية وجديدة تماماً من ناحية الفكرة والموضوع المُتناول، ومزج فيها الروائي ببراعة بين الأفكار الصوفية والتقنيات الحديثة· وأضاف داودة أن عميش لم يعتمد تقنيات السرد الكلاسيكية بل تقنيات أخرى ركز فيها على مخاطبة الأحاسيس مباشرة والحفاظ على محور واحد طوال الرواية ووجود الشخصيات بطريقة حداثية؛ إذ أن شخصيات الرواية الأربع والراوي تبدو وكأنها شخصية واحدة تدور حول نفس المحور·
المصدر: الجزائر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©