أبحر “أسطول الحرية” الذي يقل مئات الناشطين من المياه القبرصية أمس إلى قطاع غزة، وسط تهديدات إسرائيلية باستخدام القوة لمنع وصوله الى سواحل غزة المحاصرة. وقالت رئيسة حركة “غزة الحرة” هويدا عراف في اتصال مع وكالة “فرانس برس” إن السفن الست التي تريد كسر الحصار الاسرائيلي على قطاع غزة أبحرت عصرا نحو وجهتها النهائية. وأضافت عراف أنها موجودة على متن احدى السفن. وتابعت أن “اسرائيل تغلق منطقة تبعد حوالى 20 ميلا بحريا عن ساحل غزة، وننوي بلوغ هذه المنطقة ظهر اليوم الاثنين”.
وأعلن رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار النائب جمال الخضري ان “كل السفن الآن متحركة باتجاه غزة وعددها ست وستلحق بها سفينة ايرلندية”، موضحا أن “معنويات المتضامنين عالية ولديهم إصرار وسيفاجئون الجميع وسيحققون ما وعدوا به في الوصول الى غزة”. وقال احمد يوسف المستشار في وزارة الخارجية المقالة في غزة في مؤتمر صحفي إن “مهاجمة الأسطول البحري ستكون بمثابة جريمة جديدة يرتكبها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني ومع من يتضامن معه ويسعى لكسر الحصار عنه، وان تلك الخطوة ستكون مشاهدة من قبل المجتمع الدولي ما يجعل الموقف الفلسطيني اقوي من ذي قبل”.
وأوضح يوسف انه “سيتم عقب وصول الأسطول الى شواطئ قطاع غزة تنظيم العديد من الاحتفالات على كافة المستويات الشعبية والرسمية بهدف الترحيب بالمتضامنين”، مؤكدا أن “اعتراض السفن يعد قرصنة بحرية واختراقا لقانون الإبحار”. وكانت اسرائيل حذرت من أن البحرية الاسرائيلية ستمنع بالقوة اذا ما دعت الحاجة مجموعة السفن اذا حاولت الاقتراب من سواحل قطاع غزة. وتحمل السفن مساعدات غذائية وطبية ومواد بناء إضافة الى بيوت جاهزة ستعطى لفلسطينيين دمر الجيش الاسرائيلي بيوتهم أثناء الحرب على قطاع غزة نهاية 2008 وبداية 2009. ويحمل الأسطول 750 متضامنا من أكثر من 40 دولة بينهم 44 شخصية رسمية وبرلمانية وسياسية أوروبية وعربية من بينهم عشرة نواب جزائريين.
من جهته قال محسن ابو رمضان ممثل الحملة الدولية لفك الحصار عن قطاع غزة إن “الأسطول البحري يحمل الإرادة الحرة ضد التمييز العنصري من قبل الاحتلال الاسرائيلي”. واكد أن “المقاومة الشعبية الفلسطينية استطاعت ان تلتحم في مواجهة القرصنة الاسرائيلية بحق السفن الآتية لفك الحصار عن غزة”، موضحا أن “الأسطول بدا يحقق أهدافه على ارض الواقع في ظل صدور التصريحات المرتبكة من قبل الاحتلال والعالم الغربي”. وقال اسماعيل رضوان القيادي في حماس إن “تهديدات العدو الصهيوني تعتبر قرصنة صهيونية مخالفة للقانون الدولي ولحقوق الإنسان”، مشددا على أن “المجتمع الدولي مدعو الى الوقوف بحزم تجاه هذه القرصنة وتجاه هذه الجريمة الجديدة التي تضاف الى جرائم الاحتلال وجرائم الحرب ضد الإنسانية”. وأضاف “المستهجن في الأمر أن معظم الدول حتى اللحظة لم تعبِّر عن مواقف واضحة تجاه هذه القرصنة والعربدة الصهيونية المخالفة للقانون الدولي وتقف صامتة، وهذا ما يشجع الاحتلال على ارتكاب المزيد من الجرائم ومخالفة كل القوانين والأعراف الدولية”.
وردا على إعلان اسرائيل ان الناشطين المتضامنين مع قطاع غزة هم من أنصار حركة حماس، اعتبر رضوان أنها “محاولة لشرعنة عملية القرصنة ضد هؤلاء المتضامنين، وهذا لن ينطلي على المجتمع الدولي ولن يمر دون محاسبة هذا العدو المجرم”.
وأبحرت عشرات القوارب الفلسطينية امس من ميناء الصيادين في غزة وهي تقل عددا من متضامنين أجانب ومن أهالي الأسرى يرفعون العلم الفلسطيني وأعلام اربعين دولة مشاركة في الأسطول وفرق الكشافة، ورفعوا شعارات تطالب بالسماح لأسطول الحرية بالوصول لغزة واطلقوا بالونات هوائية تحمل صور شهداء من الأطفال. وكان الخضري دعا في مؤتمر صحافي “المجتمع الدولي واحرار العالم لحماية الأسطول من التهديدات الاسرائيلية عبر الضغط الإعلامي والدبلوماسي والسياسي، الى جانب تنظيم الفعاليات المختلفة”، مضيفا ان المتضامنين “وصلوا الى نفوس ابناء الشعب الفلسطيني والى كل بيت وعلى الجميع الوقوف معهم ومساندتهم ومناصرتهم”.
وقال “ان تمسك المتضامنين بحقهم في الوصول لغزة يعني ان العالم الحر قادر على اعتى قوى حربية لان ارداته اقوى”.
من جانبه أكد الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيحاي أدرعي امس أن قوات البحرية الإسرائيلية ستعترض سفن ‘أسطول الحرية’ وستمنعها من الوصول إلى شواطئ غزة.
وقال أدرعي إن القوات البحرية الإسرائيلية لديها أوامر باستخدام القوة في منع السفن من الوصول للقطاع واقتيادها إلي ميناء اسدود، مشدداً على أن المساعدات الإنسانية التي تنقلها السفن ستنقل لغزة عبر إسرائيل فقط بعد أن يتم فحصها أمنياً. وفي معرض رده على سؤال عن التهديدات التي يشكلها الأسطول على أمن إسرائيل، قال أدرعي، إن هذه السفن خرجت من أماكن لا نعرفها، ولا نعرف ما تحمل على متنها، موضحاً أنها تحمل شخصيات مواليه لحركة حماس من الجزائر وإيران.
عدد اليوم
