الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

محادثات التجارة العالمية تقترب من الانتهاء دون اتفاق

28 يوليو 2008 21:49
اقتربت المحادثات الرامية إلى إبرام اتفاق تجاري عالمي في جنيف من ''الانتهاء'' دون التوصل إلى حل لبعض القضايا العالقة خاصة نسب الجمارك على السلع الزراعية مع تشدد بعض الدول في المفاوضات· ونقل المتحدث كيث روكويل عن باسكال لامي رئيس منظمة التجارة العالمية أمس قوله للوزراء في اليوم الثامن من المحادثات الرامية لاختتام جولة الدوحة من مفاوضات التجارة العالمية: ''اقتربنا من الانتهاء مما يعد إنجازا كبيراً جداً، لنقطع هذه المسافة القصيرة إلى القمة''· وينص مشروع التسوية الذي قدمه المدير العام لمنظمة التجارة العالمية على أن تخفض الدول النامية الرسوم الجمركية على الواردات الزراعية إلى نسبة 36% كحد أقصى، لكن المشروع يجيز لهذه الدول أن تحدد 5,3% من المنتجات ''الحساسة'' التي لا تشملها نسبة الخفض تلك، و12% من المنتجات ''الخاصة'' المرتبطة بالأمن الغذائي أو التنمية الريفية، والتي لا تتجاوز نسبة التخفيض فيها 11%، كما يعفي 5% من المنتجات الخاصة من أي خفض جمركي وفي المقابل ستخفض الدول الغنية الدعم الزراعي بصورة كبيرة· ورغم تفاؤل لامي فإن عدداً من المواقف أخذت منحىً أكثر تشدداً أمس حيث أعلن المتحدث باسم الحكومة الفرنسية لوك شاتل في ختام اجتماع مجلس الوزراء: أن فرنسا لن توقع مشروع منظمة التجارة العالمية ''في صيغته الحالية'' لأنه ''لا يتضمن أي تقدم في المسائل الأساسية''· كما قالت الصين: إنها تعارض مساعي الدول الغنية لدفع الدول النامية إلى ابرام صفقات خاصة فيما يتعلق بقطاعات صناعية منفردة وإنها تحتفظ بالحق في حماية منتجاتها الزراعية ذات الحساسية الخاصة· وقال لو شيانكون المستشار الصحفي بالبعثة الصينية لدى منظمة التجارة العالمية أمس: إن مثل هذه المساعي لابرام صفقات قطاعية تتجاوز مجال المحادثات الزراعية العالمية المتفق عليها في هونج كونج عام ·2005 وأضاف في تصريح لرويترز: ''قطاعات الأولوية التي سلطوا عليها الأضواء تشمل الالات والكيماويات والسيارات التي يتمتعون فيها بميزة تصديرية كبيرة، ومن الطبيعي أن مثل هذه المحاولات أدت إلى تحفظات قوية من الدول النامية الأعضاء''، وأبدت دول غنية وفقيرة مخاوف في المحادثات الجارية بمنظمة التجارة العالمية لتحرير التجارة من أن تسعى الصين للحد من أي جهود لفتح أسواقها· وأسفرت التسوية التي اقترحتها منظمة التجارة العالمية عن انفراج في المفاوضات الجارية وتشتيت شمل الدول النامية التي باتت مصالحها الاقتصادية المتباينة تتقدم على الخصومة التقليدية بين الشمال والجنوب· وتعددت مواطن الخلاف بين أعضاء المنظمة البالغ عددهم 153 دولة، غالبيتها من البلدان النامية، من الشرق الأقصى الى أميركا اللاتينية حول آليات الحماية والمنتجات الحساسة والموز والقطن· وقد أدت التسوية حول الزراعة والمنتجات الصناعية الى قيام فجوة بين البرازيل والهند اللتين تقودان مجموعة العشرين· وكانت التسوية سببا في حدوث اختراق في المفاوضات في جنيف يوم الجمعة الماضي بعد سبعة أعوام من المفاوضات حول تحرير التجارة العالمية· وأيدت البرازيل التي تأمل أن تستفيد صادراتها الزراعية من الاتفاق والتسوية التي اقترحها المدير العام لمنظمة التجارة باسكال لامي، لكن الهند واصلت معارضتها لمشروع الاتفاق بسبب خشيتها من أن يهدد خفض الرسوم الجمركية مصير مئات ملايين المزارعين الهنود· وأكد الرئيس البرازيلي سيلفا دا لولا أن بلاده ''لم تكسر التضامن'' مع حلفائها لكنه اقر بوجود ''فروقات وعدم تناسق ضمن المجموعة'' وقد تأسست ''مجموعة العشرين'' عشية مؤتمر منظمة التجارة في كانكون، المكسيك، عام ،2003 وتمكنت المجموعة من فرض وجهة نظرها على الدول المتطورة وطالبتها بخفض حجم الدعم الزراعي· من جهته، قال دبلوماسي برازيلي: ''إن مجموعة العشرين تلعب دوراً ينعكس بشكل كبير في الاتفاق الذي يجري التفاوض حوله، وقد عقدت اجتماعا السبت (الماضي) وستبقى مواقفها ثابتة حتى انتهاء جولة (المفاوضات)''· بدوره، قال وزير التجارة الهندي كمال ناث: ''نحن متفقون وليست هناك مشاكل داخل مجموعة العشرين'' رغم أن نيودلهي تعرقل مسألة آلية الحماية التي تسمح لبلد ما بزيادة رسوم الجمارك في حال تجاوز الاستيراد معدل الربعين بالمئة، وترى الهند وأندونيسيا وتركيا والفلبين ودول أفريقية أن هذا المعدل مرتفع جدا بشكل سيمنعها من اطلاق آلية الحماية· وأوضح دبلوماسي بهذا الخصوص: ''سيموت الفلاحون في الهند قبل الوصول الى معدلات الأربعين بالمئة''، وخلافاً لذلك، تؤكد دول مصدرة مثل باراجواي واورجواي وكوستاريكا وتشيلي أن هذا الإجراء يشكل حماية قوية· وقال وزير خارجية باراجواي روبن راميريز في هذا الشأن: إن هذه الدول ''تغامر بخسارة كل ما قد تكسبه بانفتاح الأسواق''· وأسفر موقف البرازيل عن زرع الشقاق مع جيرانها وقال المفاوض الأرجنتيني الفريدو كياراديا: إن ''برازيليا تخلق توترا'' داخل منظمة ''ميركوسور'' وهي اتحاد جمركي يجمعها ببارجواي واورجواي· أما الصين، فقد أثارت غضب الشركاء محذرة من أنها ترفض فتح أسواقها أمام ثلاثة منتجات زراعية هي الأرز والقطن والسكر، وقال أحد الدبلوماسيين: ''إن الصين تحولت الى مشكلة كبرى بحيث إنها تتراجع عن كثير من تعهداتها''· وشكل هذا التصريح صدمة لدى عدد من الدول التي تستورد منها الأرز، مثل تايلاند، وأخرى تستورد القطن مثل بعض الدول الأفريقية، كما أن موقف الصين يخلق مشكلة للبرازيل بالنسبة للسكر وللهند بالنسبة للقطن· من جهة أخرى، اتهمت واشنطن الصين والهند بعرقلة التوصل الى اتفاق داخل منظمة التجارة العالمية، وقال مصدر دبلوماسي: إن ''لعبة الاتهامات انطلقت واشارت الولايات المتحدة بأصابع الاتهام الى الصين والهند''· وقال مسؤول تجاري أميركي كبير أمس: إن معارضة الهند والصين لفتح أسواقهما أمام مزيد من الواردات تعرض المحادثات التجارية العالمية لأسوأ المخاطر التي تواجه المفاوضات منذ بدئها عام ·2001 وأوضح بيان أن المسؤول قال لوزراء دول أخرى أعضاء في منظمة التجارة العالمية: ''إن أفعالهما عرضت جولة الدوحة بكاملها '' جولة الدوحة للتنمية'' لأسوأ المخاطر منذ بدأت قبل نحو سبع سنوات''· كما أثارت اقتراحات لامي مخاوفاً في الدول الغنية كذلك فقد أعرب المزارعون في اليابان عن قلقهم من تدفق الواردات الزراعية الرخيصة إلى السوق اليابانية بعد موافقة اليابان على خطط منظمة التجارة العالمية لخفض الرسوم المفروضة على واردات الدول الصناعية من المنتجات الزراعية· ونقلت وكالة كيودو اليابانية للأنباء أمس عن مسؤول في اتحاد التعاونيات الزراعية في اليابان القول: ''أنا قلق مما سيواجه قطاع الزراعة الياباني مع وصول المنتجات الزراعية الرخيصة من الخارج'' إلى جانب تدهور أوضاع القطاع الزراعي نتيجة ارتفاع تكاليف الإنتاج· ونقلت الوكالة عن بعض المزارعين القول إن مسألة خفض الرسوم الجمركية على الواردات الزراعية أصبحت مسألة حياة أو موت بالنسبة للمزارعين اليابانيين·
المصدر: جنيف
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©