الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

بينيت يطالب بضم مستوطنات كبرى لإسرائيل

بينيت يطالب بضم مستوطنات كبرى لإسرائيل
11 ابريل 2014 01:03
عبدالرحيم حسين وكالات (رام الله، القدس) ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أمس أن وزير الاقتصاد الإسرائيلي وزعيم حزب «البيت اليهودي» المتطرف نفتالي بينيت طالب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، في في رسالة بعثها إليه أمس الأول، بإعلان فشل مفاوضات السلام بين الفلسطينيين، والإسرائيليين، وإلغاء اتفاق السلام المرحلي الموقع في أوسلو عام 1993، وعقد جلسة طارئة لحكومته لضم التجمعات الاستيطانية الكبري في الضفة الغربية المحتلة إلى إسرائيل رداً على طلب القيادة الفلسطينية الانضمام إلى 15 اتفاقية ومعاهدة دولية. وقال بينيت، في رسالته إلى نتنياهو، وفي مقابلة أجراها معه موقع إخباري إلكتروني إسرائيلي «انطلقنا بخطة الكتل الاستيطانية أولاً، وهذا يعني أن عهد أوسلو ولى باتخاذ الفلسطينيين، خطوات أحادية الجانب، وتوجههم للأمم المتحدة بما يتعارض مع اتفاقات أوسلو ومع التفاهمات التي تم التوصل إليها مع انطلاق جولة المفاوضات الحالية». وأضاف نشهد هذه الأيام سقوط العملية السياسية (عملية السلام)، وتسجيل الفلسطينيين رقماً قياسياً جديداً في الابتزاز والرفض، فبعد أن رفض أبومازن (الرئيس الفلسطيني محمود عباس) بحث الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية، وبعد أن أفرجت إسرائيل عن عشرات القتلة (الأسرى الفلسطينيين القدامى) من أجل استمرار المفاوضات، خرق الفلسطينيون الآن الأساس، الذي تستند إليه المفاوضات واتفاقيات أوسلو بتوجههم الأحادي الجانب إلى الأمم المتحدة». وتابع، في إشارة إلى المخصصات التي تدفعها السلطة الوطنية الفلسطينية للأسرى المحررين، «إلى جانب ذلك، وطوال المفاوضات، استمر الفلسطينيون في التحريض العنصري على قتل اليهود ودفع مخصصات دموية للمخربين». وصرح بينيت لوسائل إعلام إسرائيلية بأنه يعتزم إطلاق حملة إعلامية في إسرائيل وخارجها من أجل دفع فكرة ضم الكتل الاستيطانية، إجراء اتصالات الخصوص مع الأحزاب المشاركة في الحكومة الائتلافية الإسرائيلية من أجل بلورة أغلبية في الحكومة والبرلمان الإسرائيلي «الكنيست». وتقع معظم الكتل الاستيطانية التي اقترح ضمها في المناطق المصنفة (ج) الخاضعة لسيطرة إسرائيلية كاملة، ومن بينها «أرئيل» المقامة على آراضي مدينة سلفيت، وهي ثاني أكبر مستوطنة في الضفة الغربية، وتطلق عليها سلطات الاحتلال اسم «عاصمة السامرة»، و«معاليه أدوميم» شرق القدس و«جوش عتسيون» جنوب القدس وبيت لحم، و«عوفرا» شرق رام الله، و«بيت إيل» شمال شرق رام الله، والتي يوجد فيها المقر العام للإدارة المدنية التابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية في الضفة الغربية. وكتب، في رسالته إلى نتياهو، «يعيش في هذه المستوطنات 400 ألف إسرائيلي وعشرات الأللاف من الفلسطينيين فقط، (علماً بأن تقارير إسرائيلية تؤكد أنه يسكن في المناطق (ج) قرابة 300 ألف فلسطيني). سنقترح مواطنة إسرائيلية كاملة على جميع الفلسطينيين الموجودين في المناطق التي سيتم ضمها، وسيشكلون مثالاً حياً على أنه لا يوجد في إسرائيل نظام تفرقة عنصرية، وفي المقابل سيقلص الضم حيز النقاش حول أية مفاوضات مستقبلية». وأضاف جميع الكتل الاستيطانية تحظى اليوم ضمن بإجماع الجمهور الإسرائيلي ولذلك، لا مانع من تنفيذ هذه الخطوة، وستجري معركة دولية صعبة وردود الفعل في العالم لن تكون بسيطة، لكنها على الأقل معركة نخوضها بمبادرتنا، وليست معركة ننجرّ إليها مثلما هو حاصل الآن». وخلص إلى القول: «هذه الخطوة ستتم على غرار فرض السيادة على القدس إبان ولاية حكومة (ليفي) أشكول وعلى مرتفعات الجولان (السورية) إبان ولاية حكومة (مناحيم) بيجن. إن العملية السياسية استنفدت، وإسرائيل دخلت في عهد جديد. آن الأوان لطرح أفكار جديدة. أطلب منك عقد جلسة عاجلة لبلورة خطة بديلة والبدء بضم التجمعات الاستيطانية وإحلال السيادة الإسرائيلية عليها». ولا يعترف المجتمع الدولي بقراري ضم القدس والجولان لتناقضهما مع القانون الدولي، الذي يحظر فرض السيادة على مناطق محتلة. ورفضت وزيرة العدل الإسرائيلية، تسيبي ليفني، المسؤولة عن ملف المفاوضات، خطة بينيت. وكتبت في صفحتها في على موقع «فيسبوك» الإلكتروني للتواصل الاجتماعي «وصل إلى مسامعي أن بينيت أرسل رسالة لرئيس الحكومة يطالب فيها بضم الكتل الاستيطانية. اقتراح بينيت مغر، لماذا لا، سر في هذا الطريق ولنطلق العنان للجنون حتى النهاية. استمر في ذلك حتى لا نتمكن من إبرام اتفاق وحتى نتحول لدولة ثنائية القومية ونفقد كل ما هو غالٍ علينا». وأضافت «تعال نحول فتيان (مستوطنة) يتسهار ونعزل أنفسنا. للحظة، فكرت في تأييد المقترح لكن بشرط أن يتعهد بينيت بالتطبيق ولا يكتفي بكتابة الرسائل كالطالب المشاكس، لكن بعد ذلك تذكرت أن لدي ولدين، ورغم العرض المغري، لا شكراً. أنشد لأولادنا مستقبلاً صهيونياً أفضل» وتابعت: «فاتني القول: إن الفلسطينيين سيسرون جداً بمعرفة أن بينيت يريد فقط التكتلات الاستيطانية، وأنه مستعد للتنازل عن الباقي. هذه بشرى سارة يمكن الاتفاق عليها في المفاوضات». في غضون ذلك حدد وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي متطلبات الموافقة الفلسطينية على تمديد المفاوضات بعد انتهاء مهلتها الرسمية يوم 29 أبريل الجاري. وقال للإذاعة الفلسطينية: «نحن تحدثنا بشكل واضح عن ضرورة إطلاق سراح الدفعة الرابعة من الأسرى ووقف النشاط الاستيطاني في حالة تمديد المفاوضات». وأضاف: «كذلك، نطالب بالتركيز على ترسيم الحدود عبر وضع خرائط تفاوضية، ونحن ننتظر أن نسمع من الجانب الإسرائيلي استعداداه للتعامل مع المقترحات أم لا». وعرض وزير الاستخبارات والشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي يوفال شتاينتز تحرير 26 أسيراً هم الدفعة الرابعة والأخيرة من 104 أسرى قدامى مقابل إلغاء القيادة الفلسطينية صلبات الانضمام إلى المؤسسات والاتفاقيات الدولية، ووإطلاق الولايات المتحدة سراح الجاسوس الإسرائيلي الأميركي جوناثان بولارد، لاستئناف المفاوضات بوساطة وزير الخارجية الأميركي جون كيري ومنع الانهيار الوشيك لعملية السلام. وقال، في مقابلة أجرتها معه صحيفة «ديلي تليجراف» البريطانية: «نحن على استعداد لإطلاق سراح المجموعة الأخيرة من الأسرى إذا ألغى الفلسطينيون خطواتهم الأحادية الجانب وسنوافق على المضي قدماً في مفاوضات السلام، لكن نريد أن نكون واثقين من أن أبومازن على استعداد لدعم سلام حقيقي وإجراء محادثات السلام المعقدة للغاية». وأضاف: «لقد اتخذت إسرائيل قرارات صعبة لبدء مفاوضات السلام وأخلت سبيل 3 دفعات من الأسرى الفلسطينيين، وألغت الإفراج عن الدفعة الرابعة، بعد أن شكك عباس علناً بجدوى استئناف مفاوضات السلام، وكانت على وشك الإفراج عن الإرهابيين المدانين، لكن من المستحيل تبرير إطلاق سراح مجموعة أخرى من الإرهابيين، ما لم يكن ذلك مفيداً لمحادثات السلام». وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن كيري أبلغ وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان، خلال اجتماعهما في واشنطن الليلة قبل الماضية، أنه لا يحمل إسرائيل المسؤولية عن أزمة المفاوضات لأنه «من المتوقع أن تواجه مفاوضات معقدة كهذه العديد من الصعاب». وأضافت إن ليبرمان أكد رغبة الإسرائيليين في استمرار المفاوضات، قائلاً: «إن إسرائيل أثبتت قدرتها على التوصل إلى تسويات سلمية، كما حصل مع مصر والأردن، والأمر منوط بصدق نية الفلسطينيين في التفاوض وليس بالخوض في نهج تبادل الاتهامات». وعقد المفاوضون الفلسطينييون الإسرائيليون ومبعوث الرئيس الأميركي باراك أوباما لعملية السلام مارتن إنديك اجتماعاً جديداً في القدس المحتلة أمس في محاولة لإنقاذ عملية السلام المتأزمة من الانهيار. وقال مسؤول فلسطيني لوكالة «فرانس برس» إن عضو اللجنة الاتنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات ومدير المخابرات العامة الفلسطينية ماجد فرج أكدوا، أمام ليفني ومستشار نتنياهو القانوني إسحق مولخو وإنديك، ضرورة اطلاق سراح الدفعة الرابعة والأخيرة من الأسرى. وقال مسؤول إسرائيلي للوكالة ذاتها: «إن إسرائيل تريد العودة إلى المحادثات وتجاوز الأزمة الحالية. ونعتقد بأنه يجب على الفلسطينيين التراجع عما قاموا به في الأمم المتحدة لأن ذلك كان خرقاً لالتزامهم الأساسي». كما بدأ وفدان من المجتمعين المدني الفلسطيني والإسرائيلي، يضم كل منهما 10 أفراد اجتماعات ضمن إطار ما يسمى «المؤتمر العام الإسرائيلي- الفلسطيني»، داخل خيمة في أريحا شرقي الضفة الغربية المحتلة لبحث سبل المساعدة في إحياء عملية السلام.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©