الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الإمارات تعمل على وضع أطر وبرامج مستقبلية لإدارة المخلفات الإشعاعية

الإمارات تعمل على وضع أطر وبرامج مستقبلية لإدارة المخلفات الإشعاعية
31 مايو 2017 13:22
بسام عبدالسميع (أبوظبي) تعمل الإمارات حالياً بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية على وضع الأطر العامة والبرامج المستقبلية، لإدارة المخلفات الإشعاعية، وتوفير الفرص التدريبية وبناء القدرات، حيث شارك أكثر من 183 خبيراً من دولة الإمارات في أكثر من 156 فعالية تابعة للوكالة الدولية، إضافة إلى استضافة أكثر من 130 فعالية للوكالة داخل الإمارات، حسب السفير حمد الكعبي، المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقال الكعبي في حوار مع «الاتحاد»، بمناسبة انطلاق فعاليات المؤتمر الدولي للوكالة بشأن برنامج الوكالة للتعاون التقني أمس، في مقرها في النمسا، تحت عنوان «60 عاماً وأكثر - المساهمة في التنمية»، «شارك أكثر من 3500 مشارك من الإمارات في أنشطة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، سواء كانت ورش عمل، أو دورات تدريبية، أو اجتماعات فنية. كما عقدت الوكالة 10 بعثات تقييم شاملة للدولة، وتشمل مجالات مثل تقييم البنية التحتية النووية، وتقييم الإطار الرقابي، وتقييم نظام الاستجابة للطوارئ النووية وغيرها من بعثات التقييم». وتابع الكعبي: «تعد الوكالة الدولية للطاقة الذرية شريكاً أساسياً للإمارات، كما يلعب برنامج التعاون الفني دوراً محورياً في تلبية احتياجاتنا الوطنية، وفقاً لمتطلبات رؤية الإمارات 2021، منوهاً إلى أن شراكة الإمارات نفذت أكثر من 170 مشروعاً مختصاً مع برنامج التعاون الفني بالوكالة، معبراً عن اعتزازه بهذه الشراكة، ونتطلع إلى مواصلتها دعماً للجهود الوطنية للدولة من جهة، ولدعم عمل الوكالة والدول الأعضاء من جهة أخرى». ثمار التعاون وسلط الكعبي الضوء على ثمار التعاون بين الإمارات وبرنامج التعاون الفني للوكالة الدولية للطاقة الذرية، مع إلقاء الضوء على بعض المستجدات حول البرنامج النووي للدولة، لافتاً إلى تطلع الإمارات لاستضافة مؤتمر الوكالة الوزاري للطاقة النووية، الذي سيعقد في أبوظبي أواخر أكتوبر من العام الحالي. وتعد الوكالة الدولية للطاقة الذرية، منظمة حكومية وتعمل تحت إشراف الأمم المتحدة، تأسست في 29 يونيو 1957 بغرض تشجيع الاستخدامات السلمية للطاقة النووية والحد من التسلح النووي، وللاضطلاع بهذه المهمة، تقوم بأعمال الرقابة والتفتيش والتحقيق في الدول التي لديها منشآت نووية، ومقرها الرئيسي للوكالة الدولية للطاقة الذرية ويقع في مدينة فيينا في النمسا، كما توجد مكاتب لتنسيق العمليات ومكاتب إقليمية تقع في جنيف، ونيويورك، وتورنتو، وطوكيو، وتدير الوكالة أو تدعم المراكز البحثية والمختبرات العلمية في فيينا وسايبرسدورف في النمسا، وموناكو وتريستا في إيطاليا. وأفاد الكعبي، أن مشاركة وفد الإمارات في مؤتمر الوكالة الدولية الذي انطلق أمس ويختتم أعماله غداً، تمثل أهمية كبيرة، حيث تشارك الدول الأعضاء في الوكالة لتسليط الضوء على إنجازات ونتائج برامج التعاون الفني للوكالة، وكيف ساهمت هذه البرامج في تلبية احتياجات الدول الوطنية، إضافة إلى عرض تجارب الدول ومخرجات برامج التعاون الفني. وتابع «تشارك الإمارات بوفد يمثل مختلف الشركاء الوطنيين المستفيدين من مشاريع برنامج الوكالة الذرية للتعاون الفني في مختلف المجالات التي تستخدم تطبيقات التقنيات النووية، ولعرض تجربتنا الناجحة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولنسلط الضوء على أوجه التعاون القائمة ونتائج هذه التجربة». علاقات وطيدة وأضاف الكعبي، لدينا علاقة تعاون وطيدة ومتشعبة المجالات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فمنذ أن أصبحت دولة الإمارات عضواً في الوكالة في العام 1976، تلعب الوكالة دوراً بارزاً في دعم جهود الإمارات في مختلف المجالات التي تستخدم تطبيقات التقنيات النووية، إضافة إلى برنامج الطاقة النووية في الدولة، مؤكداً أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية شريك رئيسي للإمارات في قطاع الطاقة النووية. وقال الكعبي: «من المهم الإشارة إلى أن تعاون الدولة مع الوكالة الذرية مستمد من رؤية الإمارات 2021، والذي يعكس توجه قيادتنا الرشيدة ورؤيتهم في تحديد الأولويات الوطنية لتغدو الإمارات في مصاف الدول المتقدمة في العالم». وتابع: «نعمل مع الوكالة على تحقيق محاور رؤية الإمارات 2021، لدعم اقتصاد معرفي تنافسي، وتوفير نظام تعليمي رفيع المستوى، ونظام صحي بمعايير عالمية والحفاظ على البيئة، إضافة إلى ذلك، ينطلق تعاوننا مع الوكالة في إطار السياسة العامة للدولة والمبادئ الرئيسية التي وضعتها وثيقة السياسة النووية، والتي تشير إلى التزام الإمارات الشفافية التشغيلية والتعاون مع الوكالة الذرية وتحقيق الاستدامة وأعلى معايير السلامة والأمن وحظر الانتشار النووي». دعم الإمارات وحول مظاهر دعم الدولة للوكالة الدولية للطاقة الذرية، أوضح الكعبي أن الإمارات تعد من الأعضاء الفاعلين في الوكالة الدولية، إذ تساهم في دعم برامج وأهداف الوكالة من خلال عضويتها في مجلس المحافظين، ومن خلال دعم عمل الوكالة بالمشاركة في العديد من اللجان التقنية والسياسية ولجان تطوير المعايير. كما تشارك الإمارات بخبرتها النووية مع الوكالة الدولية، كون نهجها في مجال القطاع النووي يعد اليوم نموذجاً للدول المهتمة بتطوير برامج نووية سلمية، ومنذ العام 2010 شاركت الدولة بأكثر من 183 خبيراً في أكثر من 156 فعالية تابعة للوكالة الدولية، إضافة إلى استضافة أكثر من 130 فعالية للوكالة في الدولة، كما وقعت من خلال بعض الشركاء الوطنيين ترتيبات إدارية تسمح، على سبيل المثال، بتنفيذ برامج الوكالة للأبحاث والتطوير في مختبرات ومنشآت الدولة. وإضافة إلى ما سبق، تدعم الإمارات برامج الوكالة مادياً، مثل مشروع بنك الوقود النووي، حيث تبرعت الإمارات بـ10 ملايين دولار، وكان آخر دعم مشروع تطوير مختبرات الوكالة بقيمة مليون دولار، وغيرها من الأمثلة لدعم برامج الوكالة الفنية. أوجه التعاون وأفاد الكعبي: «قبل المضي في تنفيذ أي مشروع في نطاق برنامج التعاون الفني التابع الوكالة، يتم التأكد من أن المشروع يأخذ في الحسبان المتطلبات التنموية الوطنية للإمارات، كما حددتها رؤية الإمارات 2021، وأيضاً الأهداف التنموية المستدامة 2030 التابعة للأمم المتحدة، وبشكل عام يركز التعاون مع إطار برنامج التعاون الفني على تلبية احتياجات الإمارات من حيث استخدامات التطبيقات النووية في مجالات الصحة، والغذاء والزراعة والمياه والحفاظ على البيئة». وتستقبل الإمارات بشكل مستمر بعثات من خبراء الوكالة، بهدف تقديم المشورة حول استخدام التطبيقات النووية والاستفادة منها في الخدمات الصحية، فهناك تعاون وثيق بين مختلف شركائنا في المجال الصحي في دولة الإمارات مع برنامج التعاون الفني لتعزيز الخدمات الصحية وعلاج السرطان. ومن ناحية أخرى، هناك تعاون مع الوكالة في الحفاظ على البيئة، حيث ساعدت الوكالة الإمارات على إنشاء وتنفيذ برنامج لرصد الإشعاع في البيئة، وأما على صعيد برنامج الطاقة النووية، فنتعاون مع الوكالة في بناء وتعزيز البنية التحتية للبرنامج وبناء القدرات والمهارات، فضلاً عن تعزيز نظام الاستجابة لحالات الطوارئ الإشعاعية أو النووية، فمنذ العام 2010 شهدنا مشاركة أكثر من 3500 مشارك من الإمارات في أنشطة الوكالة المختلفة، سواء كانت ورش عمل، أو دورات تدريبية، أو اجتماعات فنية، كما عقدت الوكالة 10 بعثات تقييم شاملة للدولة تشمل مجالات مثل تقييم البنية التحتية النووية، وتقييم الإطار الرقابي، وتقييم نظام الاستجابة للطوارئ النووية، وغيرها من بعثات التقييم. الوقاية من الإشعاع وحول السلامة والوقاية من الإشعاع وإدارة المخلفات، أشار الكعبي إلى أن هناك بالفعل تعاوناً وثيقاً مع البرنامج الفني للوكالة في هذا المجال من خلال نقل وتبادل الخبرات، حيث تدعم الوكالة جهود الإمارات في وضع البنية التحتية اللازمة لتحقيق الأمان الإشعاعي، مشيراً إلى دور الهيئة الاتحادية للرقابة النووية في هذا السياق، والتي أصدرت حتى نهاية العام 2016 أكثر من 1500 رخصة (طبية وصناعية وأكاديمية) لضمان أعلى مستويات الأمن والأمان، وفقاً للمعايير الدولية. وأما عن إدارة المخلفات الإشعاعية، فنحن نعمل مع الوكالة الدولية على وضع الأطر العامة والبرامج المستقبلية لإدارة المخلفات الإشعاعية، فضلاً عن توفير الفرص التدريبية وبناء القدرات والمهارات في هذا المجال. قصص نجاح إماراتية أبوظبي (الاتحاد) أوضح السفير حمد الكعبي المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن هناك العديد من قصص النجاح في الدولة والتي كانت ثمرة للتعاون بين مختلف شركائنا في الدولة مع برنامج التعاون الفني للوكالة الدولية، مثل تعزيز قدرات فحص وعلاج السرطان، وتعزيز جودة استخدام الإشعاع في الخدمات الصحية، فضلاً عن تطوير البنية التحتية لبرنامج الطاقة النووية، وتطوير بنية تحتية ورقابية للأمن والسلامة النووية، وهناك الكثير من قصص النجاح داخل الإمارات؛ بفضل التعاون المثمر بين شركائنا في الدولة وبرنامج التعاون الفني. وبشأن التعاون مع الوكالة في المجالات الأخرى، لفت الكعبي إلى أن أوجه التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية متعددة، فعلى صعيد تعزيز الأمان النووي، تواصل دولة الإمارات التزامها وفقاً لاتفاقية الأمان النووي، حيث قدمنا في مارس الماضي التقرير الوطني الثالث في اجتماع الاستعراض السابع للأطراف المتعاقدة في اتفاقية الأمان النووي. وأضاف، كما نواصل تعاوننا مع الوكالة في مجال تطبيق الضمانات وحظر الانتشار النووي، كما تنشط الإمارات في مجال تطوير الأمن النووي، حيث شاركنا في مختلف المؤتمرات الدولية للتباحث حول أولويات الأمن النووي في الأعوام المقبلة. وعقدنا ورش العمل مع دول عدة للتباحث في الأمن النووي وحماية المصادر المشعة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©