الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الجيش اليمني يرفض تمديد هدنة مع «الحوثيين»

الجيش اليمني يرفض تمديد هدنة مع «الحوثيين»
11 ابريل 2014 17:11
عقيل الحلالي (صنعاء) رفض الجيش اليمني أمس تمديد هدنة هشة مع جماعة الحوثيين المسلحة تنتهي غدا السبت بعد أسبوعين من تعليق المواجهات المتقطعة بين الطرفين في مدينة عمران شمال البلاد. وذكرت مصادر محلية وعسكرية لـ(الاتحاد) أن جنودا من اللواء 310 مدرع أطلقوا النار على موكب أعضاء لجنة الوساطة الرئاسية لدى اقترابه من معسكر اللواء المرابط بالمدينة على بعد 50 كم من العاصمة صنعاء من جهة الشمال. وأوضحت المصادر أن الجنود منعوا أعضاء لجنة الوساطة، وبينهم قادة عسكريون وزعماء قبليون، من الوصول إلى المعسكر لتمديد الهدنة غداة اندلاع مواجهات بين الجيش والمسلحين الحوثيين في منطقة «قارن»، غرب عمران، خلفت خمسة قتلى بينهم ثلاثة جنود. وبحسب المصادر المحلية، فإن أفراد اللواء 310 مدرع، بقيادة العميد حسين القشيبي المقرب من حزب «الإصلاح»، «يضغطون من أجل إنهاء الهدنة وخوض صراع مسلح ضد الحوثيين» الذين يحتشدون بالمئات عند المدخل الشمالي لمدينة عمران ويضغطون من أجل إقالة العميد القشيبي وحاكم عمران، محمد حسن دماج، القيادي البارز في حزب الإصلاح على جماعة الإخوان المسلمين. وقال مصدر قبلي محلي: «الوضع في عمران متوتر للغاية. السكان قلقون من اندلاع صراع مسلح داخل المدينة» التي يقطنها نحو مائة ألف شخص. وذكرت وكالة «خبر» للأنباء غير الرسمية أن لجنة الوساطة الرئاسية اجتمعت مساء امس بمسؤولين محليين وممثلين عن جماعة الحوثيين والأحزاب السياسية من أجل التوصل إلى «حلول نهائية ترضي جميع الأطراف». وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أعلنت، الأربعاء، إغلاق مكتبها في مدينة عمران بسبب انعدام الأمن «وصعوبة الوصول إلى المجتمعات المحلية التي فرت من النزاع المسلح»، مشيرة إلى أن الوصول الآمن وغير المشروط إلى السكان الواقعين في أتون القتال في مناطق مختلفة من البلاد بات «تحدياً كبيراً». وطالب حزب «الإصلاح»، الشريك في الائتلاف الحاكم، مؤسسات الدولة ببسط نفوذها على كافة التراب اليمني، وإيقاف يد العابثين الذين يدمرون المصالح الوطنية والبنية التحتية «والمدارس الحكومية ومنازل المواطنين، في إشارة واضحة لجماعة الحوثيين التي فجرت مؤخرا منازل زعماء قبليين مقربين من حزب «الإصلاح» بعد معارك مسلحة في محافظتي عمران وصنعاء الشهرين الماضيين. وحذر الحزب، في بيان صادر عن أمانته العامة عقب لقائها القيادات الفرعية بالمحافظات، من الانجرار إلى «مربعات الفوضى وإقلاق السكينة العامة»، وطالب وسائل الإعلام المختلفة بالالتزام بـ «المسؤولية الوطنية والمهنية والمصداقية». في غضون ذلك، انطلقت مسيرة شبابية راجلة مناهضة للعنف والصراع المسلح أمس من العاصمة صنعاء باتجاه محافظة عمران وصولا إلى معقل الحوثيين في مدينة صعدة على الحدود مع السعودية. وترفع المسيرة التي يشارك فيها ناشطون شباب من محافظات يمنية مختلفة شعار «كفاكم اقتتالا.. نريد أن نعيش». وقال أحد منظمي المسيرة التي أطلق عليها اسم «رسالة السلام»، إن المسيرة الراجلة «تهدف إلى توجيه رسالة سلام لكافة الأطراف المتنازعة بوقف الاقتتال ونزيف الدم بين أبناء الوطن الواحد والحرب ضد الدولة». وأضاف حمزة الكمالي، وهو ممثل سابق للشباب في مفاوضات الحوار الوطني، إن المسيرة تؤكد على ضرورة اللجوء إلى الحوار لفض النزاعات المسلحة، مشيرا إلى أن المشاركين في المسيرة سيرفعون الرايات البيضاء والأعلام الوطنية من أجل التذكير »بأننا شعب واحد ويجمعنا دين ودم واحد، وأن الأموال التي تأتي من الخارج لتغذية الصراعات في بلادنا مرفوضة وغير مقبولة». ولفت إلى أن المسيرة ستؤكد على ضرورة تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي اختتم فعالياته أواخر يناير بالاتفاق على صياغة دستور جديد والتحول إلى النظام الاتحادي الفيدرالي بعد عقود من هيمنة الدولة المركزية. ومن المقرر أن يبدأ فريق من الخبراء والأكاديميين اليمنيين، الثلاثاء المقبل، بكتابة مسودة الدستور الجديد وفقا لقرارات مؤتمر الحوار الوطني، وبدعم من الأمم المتحدة التي تشرف على عملية انتقال السلطة في اليمن بموجب خارطة طريق قدمتها دول الخليج العربية في 2011. واستكملت لجنة صياغة الدستور، التي شكلها الرئيس اليمني الانتقالي عبدربه منصور هادي قبل أسابيع من 17 عضوا، عملية فرز قرارات وتوصيات مؤتمر الحوار الوطني. وقال مصدر في لجنة صياغة الدستور، في تصريح صحفي، إن أعضاء اللجنة سيناقشون غدا السبت تصنيف موضوعات الدستور، على أن يبدأون الثلاثاء المقبل بصياغة مسودة الدستور بحسب الخطة الزمنية التي حددت نهاية يوليو القادم موعدا أخيرا لإعداد المسودة قبل عرضها في استفتاء شعبي بحسب بنود اتفاقية المبادرة الخليجية التي منعت انزلاق اليمن إلى آتون حرب أهلية بعد تفاقم الاحتجاجات ضد الرئيس السابق علي عبدالله صالح في 2011. ووصل مساعد أمين عام الأمم المتحدة ومستشاره الخاص لشؤون اليمن، جمال بن عمر، أمس، إلى صنعاء في زيارة هي التاسعة والعشرون له منذ اندلاع الأزمة السياسية في هذا البلد، وتهدف خصوصا إلى دعم إنجاز مسودة الدستور في الموعد المحدد. وقال بن عمر، في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية، إن لدى الأمم المتحدة برنامجا خاصا لمساعدة لجنة صياغة الدستور وتوفير جميع الإمكانيات الضرورية لها بناء على طلب اللجنة حتى يتم انجاز الدستور في الوقت الذي تم الاتفاق عليه. وذكر أنه سيلتقي خلال زيارته الحالية الرئيس عبدربه منصور هادي وجميع الفرقاء السياسيين لدعم تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، والدفع بالعملية السياسية إلى الأمام. وأضاف: هناك استحقاقات سياسية يجب أن تتم معالجتها في إطار تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني أهمها صياغة الدستور الجديد، لافتا إلى أنه سيقوم خلال الزيارة بالتهيئة لاجتماع مجموعة أصدقاء اليمن الذي سينعقد في 29 أبريل الجاري في العاصمة البريطانية لندن. وقال المبعوث الأممي إنه سيقوم أيضا خلال زيارته التي ستستمر نحو عشرة أيام بإعداد تقرير عن مستجدات الأوضاع السياسية في اليمن يقدمه لمجلس الأمن الدولي في 24 أبريل الجاري. وعلى صعيد متصل، وجهت الحكومة الانتقالية في اليمن، أمس، اللجنة العليا للانتخابات والاستفتاء باتخاذ الإجراءات اللازمة بالتنسيق مع الجهات المعنية لإصلاح السجل الانتخابي تمهيدا لإجراء استفتاء شعبي على مسودة الدستور الجديد فور الانتهاء من صياغتها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©