نمو إنتاج السيارات العالمي 50 %

انتعش إنتاج السيارات العالمي ونما بنسبة تفوق 50 في المئة خلال الربع الأول من هذا العام وفقاً لبيانات جمعتها “فاينانشيال تايمز”، رغم التكهنات بأن مبيعات السيارات في الأسواق الكبرى لن تبلغ مستويات عام 2008 قبل عام 2014. وأظهرت بيانات اثنتي عشرة سوقاً من كبرى أسواق السيارات العالمية التي تشكل أكثر من ثلاثة أرباع إنتاج السيارات العالمي زيادة متوسطها يتجاوز 50 % في الربع الأول من عام 2010 مقارنة مع الفترة نفسها في العام السابق. ففي الصين واليابان وكندا والمكسيك والمملكة المتحدة تجاوزت زيادة الإنتاج السنوية 70%. وهذه الأرقام تتوافق مع تأكيدات أعلنها مسؤولون تنفيذيون في صناعة السيارات أن المرحلة الأسوأ من الأزمة التي بدأت عقب أزمة البنوك أواخر عام 2008 قد مضت. وأعلنت مؤخراً كل من “فولكس فاجن” و”فورد” و”فيات” عن خطط استثمارية ضخمة تخص عمليات تصنيعها العالمية، لا سيما في الصين وأميركا اللاتينية. غير أن ارتداد إنتاج السيارات يعكس إلى حد كبير مدى الكساد الذي أصاب صناعة السيارات من عام مضى، حين قلصت معظم شركات تصنيع السيارات في العام إنتاجها وأغلقت مؤقتاً بعض المصانع جراء انهيار المبيعات. ويقول كالوم ماكراي من مؤسسة “بي دبليو سي”، التي جمعت الأرقام استناداً إلى بيانات الصناعة في كل دولة على حدة وإلى تقديراتها، إنه “خلال الربع الأول من العام الماضي تحول الجميع إلى سياسة مراقبة تراكم المخزون، أما الآن فإننا نشهد تعويض الخسائر التي تكبدناها العام الماضي”. ولا تشمل البيانات إنتاج السيارات في فرنسا أو إيران اللتين تعتبران ضمن أكبر 12 منتجاً في العالم وذلك بسبب عدم توافر البيانات. ورغم الارتفاع الحاد في إنتاج السيارات يتوقع مصنعو السيارات تراجع المبيعات في أوروبا بنسبة لا تقل عن 10% هذا العام وذلك نظراً لإيقاف حوافز التخلص من السيارات القديمة التي كانت قد استحدثت عام 2009 لدعم الصناعة. ورغم ازدهار المبيعات في الأسواق الصاعدة مثل الصين، تتوقع مؤسسة “بي دبليو سي” أن الإنتاج العالمي هذا العام البالغ 65 مليون سيارة سيكون أقل بأربعة مليون سيارة عن ذروته قبل الأزمة البالغة 69 مليون سيارة عام 2007 وأقل بخمسمائة وثلاثين ألف سيارة (530.000) عن إنتاج عام 2006. وتتوقع مؤسسة “جي دي باور” الاستشارية أن مبيعات السيارات في كبرى الأسواق لن تبلغ مستويات عام 2008 قبل عام 2014. يذكر أنه في عام 2008 بيعت 66 مليون سيارة. وكان مصنع “هوندا” في سويندون جنوب غرب انجلترا قد أغلق أربعة أشهر في السنة، في أطول إغلاق لموقع صناعة سيارات ضخم خلال الأزمة، ولكنه يعمل حالياً بكامل طاقته الإنتاجية في مناوبة واحدة. غير أن ديف هود جينس مدير عام هوندا المملكة المتحدة صرح لـ “فايننشيال تايمز” بأنه يتوقع ألا يعود المصنع للعمل على مناوبتين مثلما فعل قبل الأزمة إلا بعد مضي ثلاث أو أربع سنوات. وبجانب احتمالات تناقص الطلب على شراء السيارات يتعين على مصنعي السيارات أيضاً مواجهة تزايد أسعار الصلب والنحاس والبلاتين والمواد البلاستيكية ومعظم المواد الأخرى الداخلة في تصنيع السيارات. عن« فايننشيال تايمز»