الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هند بنت عتبة..? بين الانتقام والرأفة

30 مايو 2017 17:14
سلوى محمد (القاهرة) هند بنت عتبة بن ربيعة، تقول الشعر وترسل الحكمة، جمعت بين الفصاحة والعنف والرأفة والجرأة، وعنفوان الثأر والانتقام، صفات رفعت من قدرها بين النساء، أكثرهن إثارة للجدل، شهدت أُحداً مع المشركين، أبوها عتبة بن ربيعة من سادات بني كنانة، لحكمته وسداد رأيه، أمها صفية بنت أمية بنت حارثة بن الأوقص، أخواها الوليد وأبو حذيفة. أهدر النبي دماها يوم فتح مكة، وعفا عنها حينما جاءته تائبة حيث أسلمت بعد إسلام زوجها أبي سفيان بليلة. زوّجها أبوها في الجاهلية حفص بن المغيرة بن عبدالله المخزومي القرشي، أنجبت ابنها أبان، توفي حفص فتزوجت أخاه «الفاكه»، فرماها بشيء عظيم في عرضها، وبعد تبرئتها قال لها كاهن من بلاد اليمن قومي غير رسحاء ولا زانية، وطُلقت منه، وطلبت من أبيها أن يكون لها الخيار في الزواج، فقال قد خطبك رجلان من قومك، ولست مسمياً أحداً منهما حتى أصفه لك، فلما اختارت بين الوصفين كان أبو سفيان بن حرب وتزوجته وأنجبت معاوية وعتبة وأم الحكم وجويرية، ووصفها ابنها معاوية، فقال: إنها في الجاهلية عظيمة الخطر، وفي الإسلام كريمة الخير. قُتل أبوها عتبة، وعمها شيبة، وأخوها الوليد، فراحت ترثيهم مر الرثاء وقالت: أبكي عميد الأبطحين كليهما وحاميهما من كل باغ يريدها أبي عتبة الخيرات ويحك فاعلمي وشيبة والحامي الذمار وليدها ولفرط غضبها على مقتلهم، خرجت مع زوجها أبي سفيان يوم أُحد فحرضت وحشي بن حرب العبد الحبشي على قتل حمزة بن عبدالمطلب ووعدته بالحرية، وقالت له: اشف واشتف، حتى قتل وحشي حمزة وقالت هند: نحن جزيناكم بيوم بدر  والحرب بعد الحرب ذات سعر ما كان عن عتبة لي من صبر ولا أخي وعمه وبكري شفيت نفسي وقضيت نذري شفيت وحشي غليل صدري عاد زوجها أبو سفيان يوم فتح مكة من عند النبي مسلما وصاح في الناس: يا معشر قريش، ألا إني قد أسلمت فأسلموا إن محمدا قد أتاكم بما لا قبل لكم به، فمن دخل دار أبي سفيان فهو آمن، وفي اليوم الثاني قالت له: أريد أن أتبع محمداً فخذني إليه، فقال: فإنك قد فعلت ما فعلت فاذهبي برجل من قومك معك فذهبت إلى عثمان بن عفان فذهب بها إلى النبي، فدخلت متنكرة، فقالت: يا رسول الله الحمد لله الذي أظهر الدين الذي اختاره لنفسه لتنفعني، إني امرأة مؤمنة بالله مصدقة برسوله، ثم كشفت عن وجهها، وقالت: أنا هند بنت عتبة، فقال الرسول: مرحباً بك وعفا عنها فبايعها. شهدت هند معركة اليرموك، وكانت تشد من أزر المسلمين على قتال الروم، وماتت في نهاية خلافة أمير المؤمنين عثمان بن عفان.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©