الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الاستعجال من الشيطان.. خطورته كبيرة على الإنسان

الاستعجال من الشيطان.. خطورته كبيرة على الإنسان
30 مايو 2017 17:13
أحمد شعبان (القاهرة) الاستعجال من السلوكيات المذمومة في الإنسان، وهو طلب الشيء وتحريه قبل أوانه، ومن خطورته أنه لا يسلم منه أحد، وهو سلوك تقف وراءه نفس مندفعة، أو انفعال متهور، فقتل الأبرياء والطلاق من ثماره، واليأس من أضراره، وترك الدعاء من مظاهره، وبالرغم من أنه سلوك فطر الله الإنسان عليه، لكنه حذر من خطورته، كما حذر منه رسول الله صلى الله عليه وسلم. يقول الدكتور عبدالله السعيد أستاذ الفقه بجامعة الأزهر: حث القرآن الكريم على عدم الاستعجال في الأمور لخطورته على الإنسان، فقد يستعجل بالدعاء على الأهل والمال والأولاد عند الغضب، أو يستعجل استبطاء الرزق، قال تعالى: (وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا)، «سورة الإسراء: الآية 11»، ويبادر الإنسان بذلك الدعاء، كما يبادر بالدعاء في الخير، فلو استجاب له ربه لهلك بدعائه، كما قال تعالى: (وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ...)، «سورة يونس: الآية 11»، ولكن الله بلطفه وكرمه يستجيب للإنسان في الخير ولا يستجيب له بالشر، وجاء في الحديث «لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أموالكم، ولا تدعوا على أولادكم، لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم». وقال تعالى (وَإِذَا رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا أَهَذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ وَهُمْ بِذِكْرِ الرَّحْمَنِ هُمْ كَافِرُونَ * خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ)، «سورة الأنبياء: الآيات 36 - 37»، وقال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: (لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ)، «سورة القيامة: الآية 16»، وكان النبي يلتزم بهذا التوجيه المبارك فلم يكن يستعجل بل يتأنى ويصبر، وإلى هذا أرشد أمته فقال: «التأني من الله والعجلة من الشيطان». وقد يستعجل الإنسان في صلاته فلا يتم ركوعها ولا سجودها ولا يطمئن فيها، وكان رجل يصلي عند النبي فقال له: «أرجع فصل فإنك لم تصل»، قالها ثلاث مرات في كل مرة يقول له ذلك، ثم قال له: «إذا قمت إلى الصلاة، فأسبغ الوضوء، ثم استقبل القبلة فكبر، ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن، ثم اركع حتى تطمئن راكعاً، ثم ارفع حتى تعتدل قائماً، ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً»، كما يستعجل في طلب الرزق من طرق محرمة ووجوه غير مشروعة، قال صلى الله عليه وسلم «إن روح القدس نفث في روعي أن نفسا لن تموت حتى تستكمل أجلها وتستوعب رزقها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، ولا يحملن أحدكم استبطاء الرزق أن يطلبه بمعصية، فإن الله تعالى لا ينال ما عنده إلا بطاعته»، ومن الاستعجال المذموم، الحكم قبل التثبت أو الحكم على الباطن، ولذلك يقول سبحانه وتعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)، «سورة الحجرات: الآية 6». أما المسارعة إلى فعل الخيرات والمبادرة إليها فذلك محمود، قال تعالى: (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ)، «سورة آل عمران: الآية 133»، وقال على لسان نبيه موسى عليه السلام: (... وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى)، «سورة طه: الآية 84»، وكذلك الاستعجال في التوبة وفي أداء الحقوق والديون وأداء الحج وتعجيل الفطر من العجلة المحمودة، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر»، ولذلك يجب على الإنسان مجاهدة النفس، وتدريبها على ضرورة التريث والتأني والتروي، فإنما الحلم بالتحلم، ومن يتصبر يصبره الله.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©