الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إجبار الأسرى على اعتناق الإسلام.. تشويه للشريعة

إجبار الأسرى على اعتناق الإسلام.. تشويه للشريعة
30 مايو 2017 17:12
حسام محمد (القاهرة) فوجئ غير المسلمين الذين سقطوا أسرى في أيدي الجماعات الإرهابية المنتشرة في ربوع العالم الإسلامي بتخييرهم بين قطع رؤوسهم أو اعتناق الإسلام، وكان هؤلاء الإرهابيون يعرضون صور ضحاياهم ممن رفضوا اعتناق الإسلام، وتم نحر رقابهم لأنهم رفضوا الدخول في الإسلام، وذلك بهدف تخويف هؤلاء الأسرى الذين وللأسف تم قتل أعداد كبيرة منهم رفضوا النطق بالشهادتين، وبالطبع تلقفت الجماعات الحقوقية ووسائل الإعلام المعادية تلك الفتوى ونفخوا فيها من السموم ما يساهم في تشويه الإسلام والمسلمين. تقول الدكتورة سعاد صالح، العميد الأسبق لكلية الدراسات الإسلامية والداعية الإسلامية المعروفة، إن ما ترتكبه التنظيمات الإرهابية من جرائم لا علاقة للإسلام بها وقد تبرأ العلماء من تلك الممارسات بعد أن أدركنا أن ذلك التنظيم يضم عقولاً إجرامية لا علاقة لها بالفكر الإسلامي من قريب أو من بعيد فالنبي، صلى الله عليه وسلم، كان يطلب من قادة جنوده عدم إيذاء أطفال الأعداء ولا نسائهم، فكيف يقوم ذلك التنظيم المجرم بقطع الرؤوس بزعم أنهم ينشرون الإسلام بتلك الطريقة رغم أن الثابت شرعاً أن الإسلام أباح حرية المعتقد، وهو ما يؤكد بوضوح أن من يفعل يجهل الحرية الدينية التي كفلها الإسلام لكل المخالفين، طالما لم يتعرضوا لعقيدتنا ولا يرتكبون جرائم ضد الإسلام، تطبيقاً لقول الحق سبحانه: (... فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ...)، «سورة الكهف: الآية 29». والثابت في التاريخ الإسلامي كله أن هناك قاعدة أساسية صريحة بالنسبة للحرية الدينية أو حرية الاعتقاد في الإسلام، حيث يقول تعالى: (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ...)، «سورة البقرة: الآية 256»، فلم يأمر الرسول - والمسلمون من بعده - أحداً باعتناق الإسلام قسراً، كما لم يُلْجِئُوا الناس للتظاهر به هرباً من الموت أو العذاب ومن ذلك يتضح أن دستور المسلمين يقرر حرية الاعتقاد، ويرفض رفضاً قاطعاً إكراه أحد على اعتناق الإسلام ولنا فيما فعله النبي، صلى الله عليه وسلم، عقب وصوله المدينة المنورة مهاجراً المثل والقدوة، حيث أصدر صحيفة المدينة التي أوضح فيها أن اليهود يُشَكِّلُون مع المسلمين أُمَّةً واحدة، وأيضاً في فتح مكة حين لم يُجْبِرِ قريشاً على اعتناق الإسلام رغم تمكُّنه وانتصاره، ولكنه قال لهم: «اذْهَبُوا فَأَنْتُمُ الطُّلَقَاءُ»، وعلى دربه أعطى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، للنصارى من سكان القدس الأمان على حياتهم وكنائسهم وصلبانهم، لا يُضَارُّ أحدٌ منهم ولا يرغم بسبب دينه، بل إن الإسلام كفل حرية المناقشات الدينية على أساس موضوعي بعيداً عن المهاترات أو السخرية من الآخرين، يقول تعالى: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ...)، «سورة النحل: الآية 125». وتضيف الدكتورة سعاد صالح: الثابت في التاريخ الإسلامي أن مسألة الإكراه في الدين لم تكن واردة على الإطلاق، خاصة أن العقائد لا تستقر في النفوس تحت وطأة السيف والقهر على الإطلاق، وإنما يؤمن الإنسان عند اقتناعه بالأمر وبالحجَّة الواضحة، ولهذا اتفق المؤرخون المحايدون أنه لو كانت الشُّعوب قد دخلت في الإسلام مُجْبرة، فسرعان ما كانت تتمرد عليه، ولكنَّ الحقيقة التي يشْهَد لها التَّاريخ والواقع أنَّ الشُّعوب الإسلاميَّة هي أكثر الشعوب تمسُّكاً بدينها رغم ما تُعانيه من اضطِهادات وحروب في كثير من أنحاء العالم حتَّى في عصرنا هذا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©