الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أعمدة فرعونية وإغريقية تحمل سقف «مسجد المارداني»

أعمدة فرعونية وإغريقية تحمل سقف «مسجد المارداني»
30 مايو 2017 17:11
مجدي عثمان (القاهرة) شيد المعلم ابن السيوفي رئيس المهندسين في دولة الناصر محمد بن قلاوون مسجداً جامعاً في شارع باب الوزير بحي التبانة بالدرب الأحمر وسط القاهرة، يدلف المصلي إلى داخل المسجد، حيث اعتدال درجة الحرارة طوال العام. ويروى أن المسجد كان أحد الرموز الإسلامية الشهيرة في عصره، فكان منبراً للعلم والمعرفة والحل والعقد، ودون أن يفقد جماليات الزخارف والنقوش النادرة والأدوات الخشبية المتقنة الصنع، فقد اعتنى صاحبه الأمير الطنبغا المارداني به، حتى قيل إن مسجد الأمير فاق مسجد السلطان الناصر محمد بن قلاوون، المبني في عصره، جمالاً. في عام 738 هـ اشترى المارداني الساقي عدة دور من أصحابها لتشييد مسجده، ليبدأ في بنائه سنة 739هـ - 1338، وينتهي منه في 740هـ - 1340، ويشبه في تخطيطه جامع الناصر محمد بالقلعة، كما يعد الثاني بعد مسجد السلطان حسن، ويقال إنه بنى مثله في الشام ليدفن فيه، فيما ينفي مؤرخون آخرون ذلك، وقد استطاع تشييد ذلك المسجد رغم صغر سنه، فقد توفى وعمره 27 سنة. ومنشئ المسجد هو الأمير علاء الدين الطُنبُغا بن عبد الله المارداني الساقي أحد مماليك السلطان الناصر محمد بن قلاوون، ترقى في القصر السلطاني، وعينه السلطان كمسؤول عن مدّ السُماط - المائدة - وتقطيع اللحم وتقديم الشراب للسلطان. بني مسجد الطنبغا المارداني على نمط المساجد الجامعة - الجوامع - وقد ذكر المقريزي أن مهندسه هو المُعلم ابن السيوفي رئيس المهندسين. ويشغل المسجد مساحة 20 متراً عرضاً، و22.5 متراً للطول، ويتكون من أربعة إيوانات تحيط بصحن مكشوف، أعمقها وأكبرها الإيوان الذي يأخذ اتجاه قبلة الصلاة، وتتوسط الصحن فوارة - فسقية أو نافورة - مثمنة من الرخام نقلت إليه من مسجد السلطان حسن سنة 1899م، بدلاً من فسقيته التي تهدمت أثناء عملية الترميم الكبرى التي أجريت له واستمرت من عام 1895 وحتى 1903م، في عهد الخديو عباس حلمي الثاني. ويتكون إيوان القبلة من أربعة أروقة، بينما الإيوانات الثلاثة الأخرى يتكون كل منها من رواقين، ويتحلى سقف إيوان المسجد الشرقي بروائع فنون النقش والتذهيب، أما وزرة الإيوان فمن الرخام الملون، عليها كتابات محفورة بالصدف، وبينها دوائر دقيقة كتب فيها بالخط الكوفي: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ). وللمسجد ثلاثة أبواب وبالواجهة الغربية مدخل تذكاري، وهو من الأبواب الجميلة وله مقرنصات متقنة، كتب عليه تاريخ البدء في البناء، وباقي أجزاء حائط القبلة مغطى بوزرة من الرخام الدقيق المطعم بالصدف. أما سقف الجامع فمن الخشب المدقوق بزخارف هندسية منقوشة بالألوان ومذهبة، وقد جدد قسم منه برواق القبلة، ويوجد بذلك الرواق دكة المبلغ، وهي من الرخام، ومحمولة على اثني عشر عموداً، وتجدر الإشارة إلى أن للمسجد قبة بثمانية أعمدة جرانيتية تسبق المحراب، وتلك الأعمدة جُلبت من عدة معابد إغريقية وفرعونية. والمدخل الشمالي - البحري - هو مدخله الرئيس، وهو بارز عن الواجهة ومكسو بالرخام الملون الملبس في الحجر كتب فوقه: (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ)، وعلى يسار هذا المدخل مئذنة مكونة من ثلاث دورات تمثل قمة تطور المآذن من المربع إلى المثمن ثم الدائرة. المحدث الباحث عن الأخبار والآثار مجاهد بن جبر.. شيخ المفسرين أحمد مراد (القاهرة) من أعلام التابعين، لقب بشيخ وإمام المفسرين، لا يكاد يخلو كتاب من كتب التفسير من النقل عنه، أو عرض بعض تفسيراته وتأويلاته. ولد مجاهد بن جبر في مكة المكرمة في خلافة عمر بن الخطاب سنة 21 هجرية، وتلقى العلم على أيدي عدد كبير من الصحابة، حيث أخذ عن عبدالله بن عباس ولازمه لفترة طويلة، كما سمع من علي بن أبي طالب، وأُبيّ بن كعب، وعبدالله بن عمر، وسعد بن أبي وقاص، وأم المؤمنين عائشة، وأبي هريرة، وأبي سعيد الخدري، وعبدالله بن عمرو، رضي الله عنهم. كان مجاهد محدثاً ومفسراً ولغوياً، وباحثاً عن الأخبار والآثار، انعكست معارفه العديدة على تفسيره الذي اشتهر منذ العصور الأولى، واعتمده كثير من الأئمة ونقلوا عنه، وفي مقدمتهم سفيان الثوري. ويعد تفسير مجاهد أحد أهم وأبرز كتب تفسير القرآن الكريم، وجاء هذا الكتاب في ترتيبه موافقاً لترتيب السور والآيات في المصحف الشريف، ولم يتعرض لسورة الفاتحة ولا لسورة الكافرون بأدنى تفسير، وتفسيره إيضاح لغوي لمعاني بعض الآيات بألفاظ مختصرة، مع الإشارة إلى بعض الاستنباطات الفقهية التي اعتمدها علماء الفقه فيما بعد في مذاهبهم الفقهية. نقل البخاري في كتاب التفسير من الجامع الصحيح كثيراً من التفسير عن مجاهد، وقد أجمع الأئمة والعلماء على كون مجاهد من أعلم التابعين بتفسير كتاب الله?،? وقد أخرج ابن جرير الطبري عن أبي بكر الحنفي قال سمعت سفيان الثوري يقول: إذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك. وتفسير مجاهد من التفاسير التي نقلت عن أصحابها بوساطة الرواة، وكان يروي ما يمليه على تلاميذه مما سمعه من حبر الأمة ابن عباس وغيره من الصحابة، ثم يستعمل رأيه في تفسير بعض الكلمات اعتماداً على ما يعرفه من المعاني اللغوية، كما يستعمل رأيه في توضيح بعض الدلالات، وبذلك يعتبر مجاهد في تفسيره المروي عنه من أوائل من جمع بين المأثور في التفسير وبين شيء من الرأي والتأويل والإشارة إلى المعاني البلاغية، نجده يفسر بالقرآن أحيانا، ويفسر بالحديث أحياناً، ويفسر بفتاوى الصحابة، وبمعاني اللغة. وأكثر ما كان يفسر به مجاهد هو التفسير اللغوي للقرآن، وكثيراً ما يذكر أصل الكلمة، ثم التفسير بالرأي. قال الحافظ ابن كثير عن مجاهد: «أحد أئمة التابعين والمفسرين، كان من أخصاء أصحاب ابن عباس، وكان أعلم أهل زمانه بالتفسير حتى قيل إنه لم يكن أحد يريد بالعلم وجه الله إلا مجاهد وطاووس. توفي الإمام مجاهد بن جبر بمكة المكرمة سنة 104 هجرية. خاسرة بلا قيمة ولا وزن عند الله أعمال الكافرين.. مثل السراب تضيع هباء القاهرة (الاتحاد) من عادة القرآن الكريم في بلاغه أن يردف ذكر البشارة بالنذارة، والرحمة بالعذاب، والرغبة بالرهبة، والحديث عن الحق وأهله بالحديث عن الباطل وأتباعه، وما شابه ذلك من الثنائيات المتقابلة، ومن هذا، ما ذكره سبحانه من صفات للمؤمنين من أنهم رجال قلوبهم معلقة بالمساجد، يذكرون الله فيها بالغدو والآصال، لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن الذكر وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، ثم أتبع ذلك بالحديث عن أعمال الكافرين، وضرب لها مثلاً قرآنياً بليغاً، قال: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ)، «سورة النور: الآية 39». يقول العلماء: هذه الآية تضمنت مثلاً، يتعلق بأعمال الكفار، وبيان أن تلك الأعمال لا قيمة لها عند الله، ولا وزن يوم الحساب، بل هي أعمال خاسرة، لأنها لم تؤسس على تقوى من الله.فشبه سبحانه أعمال الكافرين بالسراب الذي يبدو للظمآن من بعيد في الصحراء الجرداء القاحلة، حيث يحسب الظمآن ذلك السراب ماء، فيلهث إليه مسرعاً، أملاً في الوصول إليه، لينال منه بغيته، ويطفئ به ظمأ جوفه، إلا أنه لا يلبث أن يتحقق بعد ذلك الجري الحثيث، واللهاث الشديد، أن ما ظنه ماء لم يكن في الحقيقة سوى سراب. وفي مثل ثانٍ، يشبه سبحانه أعمال الكفار بحال من وُجد في بحر عميق، وسط ظلمات ثلاث، ظلمة البحر العميق من تحته، وظلمة الأمواج العاتية من حوله، وظلمة السحاب المنذر بالمطر من فوقه. وهكذا يضرب لنا سبحانه المثل لبيان حال المعرضين عن الحق، وهدي الإيمان، الذين يحسبون أنهم على شيء، فأعمالهم لا قيمة لها في ميزان الحق، كما وصفهم سبحانه بقوله: (الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً)، «سورة الكهف: الآية 104». وضرب رب العزة مثلاً ثالثاً لأعمال الكافرين، قال عز وجل: (مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لَا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ)، «سورة إبراهيم: الآية 18».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©