أكدت مسؤولة الشؤون الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، أمس، حرص الاتحاد على علاقاته مع مصر، باعتبارها أهم وأكبر دول المنطقة، وتطلعه لاستكمالها خريطة المستقبل التي ستمثل بداية حقبة جديدة. وقالت آشتون بعد يوم طويل من اللقاءات شمل الرئيس عدلي منصور ووزير الخارجية نبيل فهمي والمرشحين المحتملين للرئاسة المشير عبدالفتاح السيسي وحمدين صباحي، إضافة إلى الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي «إن الاتحاد الأوروبي يقف إلى جوار مصر في محاربة الإرهاب»، معربة عن تعازيها لرجال القوات المسلحة والشرطة والمدنيين الذين يسقطون نتيجة عمليات إرهابية جبانة، ومعبرة عن إدراكها للصعوبات والتحديات.
وشدد منصور على أهمية أن تأتي إدانة الإرهاب من جانب دول الاتحاد الأوروبي واضحة جلية، مشيراً إلى أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي للتصدي لهذه الظاهرة، والبدء في حوار فاعل حول سبل التعاون عملياً لمواجهتها. وأعرب لآشتون عن تطلع الشعب لأن يكون لزياراتها المتكررة إلى مصر انعكاسات إيجابية على العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، مؤكداً حرص بلاده على أن تجرى الاستحقاقات المقبلة كافة، وأولها الانتخابات الرئاسية، في مناخ تسوده النزاهة والشفافية والعدالة، ومشيراً إلى توجيه الدعوة إلى عديد من الجهات الدولية لمتابعة سير العملية الانتخابية، ومن بينها الاتحاد الأوروبي. فيما رحبت آشتون بالدعوة، مشيرة إلى اختيار مجموعة من أفضل العناصر ذوي الخبرة لهذه المهمة.
وبحثت آشتون مع فهمي عدداً من القضايا، في مقدمتها تطور العلاقات الثنائية بين مصر والاتحاد الأوروبي، وآفاق التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والمالية، إضافة إلى عدد من القضايا، بينها الانتخابات الرئاسية، والملف المائي في ضوء مشروع (سد النهضة) الإثيوبي، وتطورات القضية الفلسطينية، ومفاوضات الدول الكبرى وألمانيا مع إيران بشأن ملفها النووي. وقال مصدر دبلوماسي أوروبي «إن آشتون شددت على ضرورة حياد المؤسسات الحكومية في الانتخابات الرئاسية المقبلة المقرر إجراء جولتها الأولى يومي 26 و27 مايو المقبل»، وأضاف رداً على سؤال «إن آشتون لن تلتقي أياً من قادة الأحزاب السياسية المصرية، سواء من القوى المؤيدة للسلطات أو المعارضة، وبالتالي لا حديث عن مبادرات».
وناقشت آشتون مع العربي تطورات القضية الفلسطينية، والأوضاع في سوريا والأزمة الليبية واستعدادات مصر لإجراء الانتخابات الرئاسية. وقال السفير أحمد بن حلي نائب الأمين العام للجامعة العربية «إن الأمين العام طلب من الاتحاد الأوروبي الضغط على إسرائيل حتى تعود إلى المرجعيات والوفاء بالالتزامات والتعهدات، حتى تسير المفاوضات إلى تحقيق أهدافها». وأشار إلى أن الجانبين عبرا عن قلقهما الكبير للتدهور الخطير في الأراضي السورية وانسداد أفق الحل، كما تم التباحث حول ضرورة القيام بتحرك من قبل المجتمع الدولي، سواء الأمم المتحدة أو مجلس الأمن، لوضع الأزمة السورية على مسار الحل السياسي باعتباره السبيل الوحيد الذي يمكن أن ينقذ سوريا ويخرجها من هذه الأزمة. وأكد أن المحادثات تناولت أيضاً ملف التعاون العربي الأوروبي والتحضير للاجتماع الوزاري بين الجانبين المزمع انعقاده في أثينا يونيو المقبل. (القاهرة - وكالات)
عدد اليوم
