الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«المقيظ» رحلة صيفية للراحة والعمل

«المقيظ» رحلة صيفية للراحة والعمل
30 مايو 2010 20:53
على إبل محملة بالأغراض البسيطة والملابس والأغطية، في صحراء ساكنة طويلة ممتدة، هدوء لا يقطعه إلا همهمات الرجال، ومقاطع غنائية من «فن التغرود» الشعري ترتفع بها بعض الحناجر هنا وهناك، كانت رحلة السفر إلى «المقيظ». يبدو المقيظ حيلة على حرارة الجو، فهو سفر جميل إلى الطقس الأقل سخونة، والطقس الاجتماعي الأكثر أنساً وحيويةً وفرحاً. كان أهل المناطق الساحلية من الإمارات، يتجهون في قوافل صغيرة إلى الواحات والمناطق الجبلية والصحراوية مثل واحة ليوا والعين ومسافي ودبا،وبعض مناطق رأس الخيمة مثل الهيل ومعيريض وغليلة وشعم، بالإضافة إلى مناطق سلطنة عمان مثل البريمي وخصب والباطنة. أما سكان المناطق الزراعية أساساً ومنهم كثيرون – خاصة الذين يسكنون في الفرجان بعيدا عن المزارع- فكانوا يتجهون إلى مزارعهم ويبنون فيها عرائش ليقضوا المقيظ بالقرب منها حتى وإن كانت المسافة إلى بيوتهم لا تتعدى مئات الأمتار فقط لكنهم كانوا يحبون هذا التجمع ويحرصون عليه. وكان سكان المناطق المتطورة نوعا ما مثل دبي يتجهون إلى ما يسمى «البراحة» وكانت تضم أشهر البراحات في ديرة ، فعلى مساحة طولها عشرة كيلومترات وعرضها خمسة كيلو مترات، كانت «براحة دبي» تستضيف حوالي ألف عريش تنتشر بينها بوارجيل «اليواني» أي الخيش، والطرابيل والحصر. كان المقيظ حيلة ابتدعها أهل الساحل، يهربون عبرها من حرارة الجو وتضخم الرطوبة الخانقة حول بيوتهم الشتوية، ويتخطون بواسطتها لوعة شهور الفراق التي تلي غياب معظم الرجال في رحلات الغوص، فالصيف يعني تفرق الأسرة الرجال إلى الغوص، والنساء يحملن الأولاد ولوعة الغياب إلى المقيظ، هناك عليهن أن يجهزن « السح» أي التمر للشتاء، ويحصدن الثمار الأخرى، ويجهزن السمن البلدي» الدهنة الطيبة أو الذوابة» للاستعانة بها في ليالي البرد القادمة. كان الإماراتيون القدماء يحرصون في مقايظهم على مجاورة آبار المياه العذبة، وأشجار النخيل الوارفة الظلال، يبنون بيوتا سعفية يسمى الواحد منها «عريش» وتجمع «العرشان» على المواقع المرتفعة من الأرض كلما أمكن وتسمى «الحدبة وتجمع حدب» وهي مختلفة عن العرقوب لأن الحدبة تكون على أرض زراعية يابسة بينما العرقوب هو الكثيب الرملي. يفرش العريش بالحصر( جمع حصير) وتوضع على جوانبه (تكيات) أو وسائد محلية الصنع تحشى ببعض النباتات الليفية أو الأقمشة القديمة أو القطن وتوضع فيه بعض الوسائل التي تعين على الحياة. ويحرص الإماراتيون على جلب حيواناتهم المنزلية الأليفة معهم إلى المقيظ لأنهم يعتمدون على حليب البقر في صنع اللبن الحامض والسمن البلدي و»اليقط» وهو اللبن المجفف، و«الجامي» وهو صنف من اللبن الرائب. تزخر البساتين التي «يقيظ» حولها الناس بالفواكه اللذيذة البسيطة، ففي فصل الصيف تمتلئ الأطباق بالثمار التي كان الناس ينتظرون موسمها طوال العام مثل الرطب، الهمبا «نوع من المانجو الصغير»، اللوز أو البيذام (وهي فاكهة وليست مكسرات، تأتي على لونين أحمر وأصفر، نواتها كبيرة، وإذا جففت تحت أشعة الشمس تكسر ويستخرج منها ما يشبه اللوز المعروف)، اليح (وهو البطيخ الأخضر) ، الشمام (البطيخ الأصفر) بطيخ: البطيخ عند الإماراتيين هو الشمام الأصفر، الفيفاي (البابايا)، التين ، الموز (موز صغير الحجم حلو المذاق)، الزيتون (نوع من الجوافة بقلب أحمر) وغيرها من الفواكه.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©