الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

أحمد العسم يعد لإصدار ثلاث مجموعات شعرية

أحمد العسم يعد لإصدار ثلاث مجموعات شعرية
27 يوليو 2008 22:56
يعتبر الشاعر أحمد العسم أحد الشعراء الفاعلين في المشهد الشعري الإماراتي والخليجي، ورغم قلة إنتاجه فهو يقوم هذه الأيام بالتحضير لنشر عدد من المجموعات الشعرية، أولاها تحمل عنوان ''الفائض من الرف''، والثانية ''صوت الرمان'' (بالعامية)، والثالثة هي بعنوان يقول العسم إنه يمكن أن يتغير وهو ''باب النظرة''، هذا إضافة إلى كتاب يجمع عددا من المقالات التي كتبها الشاعر وستصدر تحت عنوان ''تفاصيل يوم''· حول كتابه الأول ومناخاته يقول العسم إنه قد قسمه إلى عدة أقسام، ويوضح: واحد من هذه الأقسام أهديته للشاعر الراحل جمعة الفيروز، وهو يضم قصيدتين مهداتين إليه، وهناك قسم خاص بقصائد المرض والمستشفى، حيث أتصور أن هناك سريرا كبيرا بحجم مستشفى، وثمة حضور كبير للأطباء والأجهزة والجدران التي تحيط بي والألم الكبير الذي كنت أشعر به· وقد عدت في قصائد هذه المجموعة إلى السرير الأول بشكل خاص، حيث بدايات المرض، وحيث كنت أخفي المرض عن أقرب الناس إلي، إلى أن تفاقم الأمر وكان لابد من العلاج والمستشفى، كنت أخفي الألم كما أخفي قصيدة· كنت أتعايش معه كصديق رغم الحروب الشرسة التي كنت أخوضها معه وضده· ويضيف العسم أنه رغم كل الآلام إلا أنه يظل يتفاءل بالحياة، فهو يريد أن يعيش كل لحظة متاحة في يومه، ويقول: أنا متفائل بإمكانية التغلب على الألم بالحب والحياة والشعر، فالشعر يمكن أن يشكل تعويضا عن الألم، وأنا لا أتوقف عن الكتابة حتى لو لم أنشر كثيرا، فلدي دائما جديد أشتغل عليه، وأعمل باستمرار على تطوير تجربتي الشعرية، لأتميز عن غيري، فأنا أشعر بفرادة تجربتي الحياتية، وهذا يتطلب فرادة في اللغة أيضا· وفيما هو يحاول الهروب من معركة المرض إلى معركة الشعر يخوض حياته وعلاقته مع البشر والأشياء بقدر كبير من الحب والمشاعر الحميمة، سواء مع أهله وأصدقائه، أو حتى مع الآخرين الذين تربطه بهم مجرد علاقة عابرة، وهو يقول عن ذلك: لقد تربيت على أن أقيم مثل هذه العلاقة الحميمة مع البشر جميعا، مع زوجتي وأبنائي، وكذلك أصدقائي وجيراني، ولا أترك مناسبة للتواصل معهم إلا أغتنمها، وربما كنت من أكثر الناس زيارة للمقابر لرؤية قبور الأهل والأقارب والمعارف· هكذا فحياتي ممتلئة رغم أنني فوضوي إلى حد ما· بل إنني أقيم علاقات مع بشر لا أراهم، بل من خلال متابعة شؤون البيوت التي أمر بها، فقد اعتدت مثلا على رؤية فيلا مضاءة، وفجأة بدت مطفأة، فشعرت بالألم· في قصيدته ''غصة'' التي كتبها في ذكرى رحيل جمعة الفيروز، يقول العسم: ماذا لو تورطت حنجرتي ولم تجب عن أسئلتهم؟ ماذا لو سألني المقهى والناس؟ وعتمتك البيضاء؟ في مشاعري الغصة ترتج الأسئلة، و الأصدقاء·· وفيٌ أنت ·· وحياة عشناها وبهذا يطل الشاعر من شرفة يقول عنها إنها تشبه نافذة القلب، وإذا كان القلب يفتح نافذته برحمة، فإن الشاعر لا يكتفي بوصف انفتاح القلب بالرحمة، بل يضيف إلى ذلك وصف الرحمة بأنها دافئة، مؤكداً هذه الصفة، لأن الرحمة والدفء لصيقان· وللشاعر علاقة حارّة بالبحر· وإذا كان البحر قد أخذ جد أحمد، لكنه يحب البحر، ويذكر أنه حين صدرت مجموعته الشعرية ''يحدث هذا فقط'' ذهب إلى البحر ورمى له نسخته بين الأمواج، وقال له: اقرأني يا بحر، ودع أسماكك وحيتانك تتعرف إلي ، وهو أيضاً حين تضيق به الحال يذهب إلى البحر ويبكي متأملاً في أفقه البعيد وأسراره اللانهائية، فيشعر بطمأنينة تغمر جسده وروحه·والتالي نص من نصوصة الجديدة: حــرب ما بيننا يشبهُ نعاس الوردة وهي ذاهبة إلى وداعها الأخير ما بيننا لا سلم ولا حرب ويثيره جنون الريح ·· وما يتوفر لدى الذات ·· ما بيننا يشبه تلك الحروب الخاصة والنوعية عميق وقد تكشفه غرف العناية ومشرط الجراح ما بيننا فتته الأطباء على الأسرة وسريعاً علق في الروح ما بيننا ''لا يسمن ولا يغني من جوع'' ويزدهر كلما تداعت الفصول حارة على القلب ما بيننا حرب لا تنتهي بخسارة أحد سوى النفس الملومة ما بيننا يا ورد نشفان القبلة والريق ، والحلق ··· ما بيننا انعطافات ودروب وأصابع وهنت من البكاء !!
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©