الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

صاروخ «هواسونج 12».. وتداعيات التصعيد الكوري الشمالي

صاروخ «هواسونج 12».. وتداعيات التصعيد الكوري الشمالي
30 مايو 2017 10:34
أنكيت باندا* ترجمة- محمد وقيف يوم الاثنين الماضي، أفرجت كوريا الشمالية عن صور الصاروخ الباليستي متوسط المدى الجديد الذي اختبرته يوم الأحد 14 مايو بالقرب في بلدة كوسونج في إقليم بيونجان الشمالي. وذاك الصاروخ، وبناء على البيانات التي أفرجت عنها السلطات اليابانية والكورية الجنوبية، كان على الأرجح الصاروخ الباليستي الأطول مدى الذي تختبره كوريا الشمالية حتى الآن (باستثناء مركبات إطلاق صواريخها الصناعية، والتي لا تُعد صواريخ باليستية). كوريا الشمالية أطلقت على صاروخها الجديد اسم «هواسونج 12»، ووفق وكالة الأنباء الكورية الشمالية التابعة للدولة، فإن الصاروخ هو عبارة عن «قذيفة باليستية استراتيجية جديدة أرض- أرض متوسطة إلى طويلة المدى». بمعنى أن مدى الصاروخ يتراوح بين صاروخ «موسودان» الكوري الشمالي (أو «هواسونج 10») وأنظمتها العابرة للقارات التي لم تُختبر بعد. تقرير وكالة الأنباء الكورية الشمالية أشار إلى أن الاختبار «أثبت إلى أبعد حد ممكن» قدرات طيف واسع من الأنظمة، مثل «نظامي التوجيه والتثبيت، والنظام الهيكلي، وأنظمة الضغط والمراقبة والإطلاق، وأعاد التأكيد على قوة محرك الصاروخ الجديد تحت ظروف الطيران الفعلية». كما تحقق الاختبار أيضاً من «الجانب المتعلق بالتوجيه تحت أسوأ الظروف ومن الأداء الدقيق لنظام التفجير»، على حد تعبير الوكالة. وعند النظر إلى الصور التي أفرجت عنها صحيفة «رودونج سيتمون» الكورية الشمالية التابعة للحكومة، أن هذه ليست المرة الأولى التي نرى فيها صاروخ «هواسونج 12». ذلك أن كوريا الشمالية سبق لها أن كشفت عن هذا الصاروخ للمرة الأولى خلال الاستعراض العسكري الذي أقامته في الخامس عشر من أبريل الماضي. وكنتُ قد أشرتُ وقتها إلى أن الصاروخ يبدو أشبه بـ«نسخة مختلفة من صاروخ (كي إن 08)، أو (كي إن 14) الباليستيين العابرين للقارات». واستناداً إلى مقاطع فيديو للاستعراض وصور أُفرج عنها مؤخراً، فيبدو أن هذا الصاروخ الجديد قد يكون أشبه بنسخة أقصر وذات طابق واحد من صاروخ «كي إن 08» (ربما برأس حربية مماثلة أو مطابقة). كما تُظهر الصور التي أفرجت عنها كوريا الشمالية، أن هذا الصاروخ الجديد يستخدم الوقود السائل، وربما يستخدم محركاً شبيهاً بمحرك الدفع العالي الذي اختبرته كوريا الشمالية في مارس من هذه السنة. (هل تتذكرون؟ لقد أخبرتنا كوريا الشمالية وقتئذ بأن «العالم بأسره سيشهد قريباً الأهمية الكبيرة» لذاك المحرك الذي جرى اختباره في مارس &ndash وربما نكون قد اكتشفناها للتو). بل إننا قد نكون رأينا مؤشرات على هذه الصواريخ الجديدة في وقت سابق من هذه السنة. ذلك أنه في يناير الماضي، أفادت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية «يونهاب»، نقلاً عن مسؤولين عسكريين كوريين جنوبيين، بأن كوريا الشمالية صنعت ووضعت «صاروخين يُفترض أنهما صاروخان باليستيان» على منصتي إطلاق متحركتين. وأضاف ذاك التقرير أيضاً أن «التقديرات تشير إلى أن (الصاروخين) لا يتجاوز طولهما 15 متراً، ما يجعلهما أقصر من الصاروخين الباليستيين العابرين للقارات اللذين يمتلكهما «الشمال»&ndash صاورخ (كي إن 08) البالغ طوله 19- 20 متراً وصاروخ (كي إن 14) البالغ طوله 17- 18 متراً». ووقتئذ، لم يكن ثمة أي صاروخ كوري شمالي معروف ينطبق عليه ذلك الوصف. صواريخ عابرة للقارات وفي الأثناء، كانت وكالة رويترز للأنباء قد أشارت وقتئذ، ضمن تقرير لها حول الصاروخين نفسيهما اللذين تم رصد اختبار إطلاقهما، أن «وكالات الاستخبارات» الكورية الجنوبية تعتقد أن الصاروخين يمكن أن يكونا «النصف الأسفل من صاروخ باليستي عابر للقارات». وإضافة إلى ذلك، ومثلما أشار إلى ذلك جيفري لويس، فإن القيادة الاستراتيجية الأميركية تحدثت عن عمليتي إطلاق صاروخي فاشلتين من قاعدة بانجيون الجوية في كوسونج في أكتوبر 2016، باعتبارهما اختبارين لـ«صاروخي موسودان مفترضين». تقييم ربما استند إلى مراقبة منصة إطلاق صاروخ «موسودان» المتحركة في وقت انفجر فيه الصاروخ بعد وقت قصير على الإطلاق (ويشار هنا إلى أن صاروخ «هواسونج 12» يستخدم نسخة مدرعة من المنصة المتحركة على غرار صاروخ «موسودان» الباليستي متوسط المدى). وإجمالاً، فإن كل هذا يشير إلى أن كوريا الشمالية ربما تتعامل مع صاروخ «هواسونج 12» الباليستي متوسط المدى باعتباره خطوة نحو صاروخ باليستي عابر للقارات يشتغل بالوقود السائل &ndash بل إنها ربما تكون بصدد تطوير شيء جديد كلياً، إلى جانب صاروخيها الحاليين «كي إن 08» و«كي إن 14». غير أنه في غضون ذلك، يمكن القول إن هذا الصاروخ الباليستي متوسط المدى ذو طابق واحد المفترض يضطلع بدور مهم ضمن القوات النووية الفتية والاستراتيجية النووية لكوريا الشمالية. محاولات من أجل «الردع» ومثلما ناقشتُ مع فيبين نارانج من «معهد ماساتشوسيتس للتكنولوجيا» مؤخراً، فإن كوريا الشمالية لطالما أعلنت نيتها ردع الولايات المتحدة وثنيها عن القيام بعمل استباقي ضدها من خلال تهديد جزيرة غوام، التي تُعتبر إقليماً أميركياً، وحيث تنشر القواتُ الجوية الأميركية قاذفةَ القنابل الاستراتيجية لمنطقة المحيط الهادي، مثل طائرات «بي- 1 بي» وطائرات «بي 2». وكان صاروخ «موسودان» («هواسونج 10») قد وُصف في البداية بأنه الصاروخ الكوري الشمالي «قاتل غوام»، ولكن مداه من المحتمل أن يكون غير كاف لإيصال رأس نووية. وبناء على مدى صاروخ «هواسونج 12» وأقصى ارتفاع له عن الأرض يوم الأحد14 مايو، يقدّر ديفيد رابت أنه يفترض أن يكون قادراً على بلوغ نقطة أبعد من غوام. ونتيجة لذلك، فإن هذا الصاروخ الباليستي متوسط المدى ذو الطابق الواحد يضطلع بدور مهم بالنسبة لقوات كوريا الشمالية النووية &ndash حتى وإن كان أقل فعالية من صاروخ «موسودان». تساؤلات ما بعد الإطلاق بيد أن ثمة بعض الأسئلة الأخرى التي لم تجب عنها عملية الإطلاق الصاروخي التي تمت الأحد. فوكالة الأنباء الكورية الشمالية تصف صاروخ «هواسونج 12» باعتباره صاروخاً «قادراً على حمل رأس حربية نووية ثقيلة وكبيرة الحجم». وكانت كوريا الشمالية قد أعلنت أن اختباريها النوويين في يناير 2016 وسبتمبر 2016 كانا لقنابل نووية حرارية؛ ولكن معظم المحللين المستقلين يعتقدون أن بيونج يانج اختبرت على الأرجح قنبلة انشطارية مطورة أكثر تواضعاً في كلا الاختبارين. كما ادعت كوريا الشمالية تحقيق تقدم مهم في تطوير قنبلة نووية صغيرة الحجم. والواقع أن استقراء لغة وكالة الأنباء الكورية الشمالية ليس سهلاً، ولكن «رأساً حربية نووية ثقيلة وكبيرة الحجم» توحي بأن كوريا الشمالية تتصور شيئاً من قبيل إلقاء صاروخ «هواسونج 12» (وأنظمة ذات مدى أطول) لحمولة أثقل مثل قنبلة نووية حرارية في حال توج ذلك بنجاح في الاختبار، وفي تصغير حجم القنبلة خلال السنوات المقبلة (ويُذكر هنا أن إمكانية اختبار نووي سادس في كوريا الشمالية ما زالت واردة). ثانيا، ومثلما لفت إلى ذلك بيانُ البيت الأبيض الذي حوى صياغة غريبة في أعقاب عملية الإطلاق الصاروخي، فإن صاروخ «هواسونج 12» سقط في منطقة «أقرب إلى روسيا منها إلى اليابان». وذكر البيان أيضاً أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب «لا يمكن أن يتخيل روسيا مسرورة» بهذا التطور. واستناداً إلى خريطة شوهدت في الصور التي أفرجت عنها وكالة «رودونج سينمون» وشاشة حاسوب خلف كيم جونغ أون تُظهر المسار المقصود للصاروخ، فإنه يبدو بالفعل بأن الصاروخ سقط في مكان ما بين الولايات المتحدة وما تذهب إليه الادعاءات الروسية. بل إن بعض التقديرات تشير إلى أن الصاروخ ربما يكون وقع داخل المنطقة الاقتصادية الحصرية لروسيا. وفي الأثناء، سعى بيان وكالة الأنباء الكورية الشمالية إلى التأكيد على أن «الإطلاق- الاختبار تم على أعلى زاوية حرصاً على سلامة البلدان المجاورة». استفزاز موسكو! غير أنه من غير المعروف ما إن كانت بيونج يانج قد حاولت استفزاز موسكو من خلال هذا الإطلاق؛ ولاسيما أن العلاقات بين البلدين ظلت دافئة نسبياً خلال السنوات الأخيرة، وخاصة مقارنة مع الفتور الذي اعترى علاقات كوريا الشمالية مع الصين بعد 2013. ولنتذكر هنا أيضاً أن الاختبار الصاروخي الذي جرى يوم 14 مايو وقع بعيد ساعات قليلة على إطلاق الرئيس الصيني «شي جين بينغ» للحدث الدبلوماسي الأهم في الصين هذه السنة: «منتدى الحزام والطريق». وحتى إذا كانت وزارة الدفاع الروسية تنفي أن يكون الإطلاق قد طرح أي تهديد لها، فإن سقوط الصاروخ داخل المنطقة الاقتصادية الحصرية الروسية، وعلى بعد مسافة قصيرة نسبياً من مقر أسطول البحرية الروسية للمحيط الهادي في فلاديفستوك، لا يمكن أن يبعث على الاطمئنان. *محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «تريبيون نيوز سيرفس» الصــاروخ الجـــديــد.. أيــن ســقـط؟ بعض المسؤولين الأميركيين أخبروا شبكة «سي إن إن» التلفزيونية بأن الصاروخ قد يكون سقط على بعد 60 كيلومتراً فقط من الساحل الروسي. غير أن وزارة الدفاع الروسية أشارت إلى أن عملية الإطلاق «لم تطرح أي خطر» وإن الصاروخ إنما سقط على بعد 500 كيلومتر من الساحل الروسي.  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©