ثلاث فنانات باكستانيات يعبرن عن مشاعر البشر

افتتح في دبي مساء أمس الأول معرض ضم أعمال ثلاث فنانات من باكستان، وتضمن موضوعات عدة تحت عنوان «مرة واحدة مع الألم» يعبرن من خلاله عن مشاعر البشر عند لدغة قنديل البحر والعنكبوت والحشرات عموما في رسومات عدة. والمشاركات في هذا المعرض الذي افتتح في «غاليري جام جار» ويستمر حتى الرابع والعشرين من الشهر الجاري هن: زارا محمود ونيريسا فرنانديز وسابا كزلباش. وتتنوع أعمال المعرض في الشكل والأسلوب، لكنها تعبر عن المضمون نفسه، مضمون الألم الذي يأتي من جهات عدة، وتتعدد كذلك عناوين الأعمال التي تدور في الفلك نفسه، ما بين معاني الألم والحديقة ورحيق أزهارها، فنحن في عالم النحل والعنكبوت والحشرات لكن التعبير عنه يتم بأدوات ومواد مختلفة. الفنانة سابا كزيلباش ترسم بالأكريليك على الورق، وتقدم أعمالا بألوان مختلفة بين البارد والحار، وتجسد رؤيتها من خلال قنديل البحر وكائنات وحشرات صغيرة، وتربطها في علاقة مع الإنسان، وخصوصا مع الطفل، أو تجعلها تتدلى مثل حبال ترتبط بوجوه غامضة الشكل والتكوين. ويتميز اللون الأزرق لديها بتداخلاته مع الأبيض في رسم أجنحة متداخلة للحشرات. وفي عمل بالأبيض والأسود تظهر الحشرات وهي تتغذى على الرحيق في مشهد يبرز تفاوت الحجم بدءا من الأصغر في أسفل اللوحة حتى الأكبر في أعلاها دلالة على مفعول الغذاء. أما الفنانة زارا محمود فتشتغل بخلطة مواد وألوان مستخدمة الأزرار والدبوس في إبراز حجم الألم الناجم عن الوخز والدموع المنسابة في العينين على شكل حلقات وخواتم حمراء، في إشارات بليغة إلى أسباب الألم الإنساني، وإبراز العيون في حالة من الرعب والذهول أمام العالم. إنها تحاول في عملها الذي يشكل سلسلة مترابطة أن تفحص أعماق الإنسان وتبرز مشاعره وخصوصية روحه، متوخية إبراز صورة من السكون في عملها بعيدا عن الصراخ والمباشرة. وتعبر نيريسا فرنانديز عن الألم الناجم عن القيود عبر أشكال وصور مختلفة، منها ما يمثل حبال الشوك كما في لوحة تحمل عنوان «خطوط القيد»، أو في صورة متاهة من الدوائر المتشابكة كما هو حال «طريق إلى اللامكان»، أو في «بحثا عن مأوى» بين الدوائر. وتشتغل الفنانة بمادة الغواش اللينة التي تساعد على تشكيل أبعاد عدة للعمل، وهي تنوع على اللون ما بين الرمادي وجمع الأخضر والبني، وتتميز أعمالها بصغر حجمها إذ لا تتجاوز (23 سم عرضا و24 سم طولا)، لكنها تحمل مضامين ودلالات مميزة من خلال الحركة الدائرية خصوصا.