إبراهيم سالم: المسرح هو فضيحة الممثل

يقوم الممثل والمخرج المسرحي إبراهيم سالم حاليا بتقديم دروس نظرية في ورشة تدريبية تقيمها فرقة المسرح الحديث بالشارقة ويشارك فيها عدد من المواهب الواعدة في مختلف الفنون المسرحية، فيما يتولى الممثل مرعي الحليان تقديم الدروس في الجانب التطبيقي من الورشة. وقال إبراهيم سالم لـ»الاتحاد» عن دوره في هذه الورشة «يقتصر دوري في هذه الورشة على تقديم مجموعة من المحاضرات النظرية حول الممثل وعلاقته بالمسرح وأخلاقياته وطريقة التعامل معه وكذلك السلوك الفردي الذي يتطلبه هذا الفن». مؤكدا أن الأمر في هذه الحال لا يقتصر على الالتزام بالحضور واحترام وجهة نظر المخرج واحترام طبيعة العلاقة بين الممثلين بل يتجاوز ذلك إلى أنّ على الممثل أن يدرك تماما الشخصية التي يؤديها وجملة علاقاتها المركبة مع الشخصيات الأخرى في العمل المسرحي في ضوء ما يريده المخرج من العمل وفي ضوء الدلالة الكبرى والواسعة التي يتقصدها العمل إجمالا. وأضاف «إن على الممثل المسرحي بالذات أن يطلع على كل ما هو جديد في هذا الفن الصعب كي يدرك الكيفية التي ينبغي عليه التعامل من خلالها مع الدور المنوط به في أي عمل مسرحي إجمالا». مشيرا إلى أن ما يقدمه يخص البدايات التأسيسية لأي فنان قد يعمل في أي من الفنون المسرحية. وفي صدد تلك الخطوط الفاصلة بين الممثل على خشبة المسرح وأمام الكاميرا في أي عمل تلفزيوني أو سينمائي، أكد الفنان إبراهيم سالم، الذي خَبِر الحالات الثلاث للممثل فضلا عن كونه مخرجا مسرحيا، أن الممثل هو الممثل في نهاية الأمر وأن عليه دائما أن يدرك أدواته جيدا وأن يؤدي دوره كما ينبغي له أن يؤديه في ضوء فهم عميق للشخصية». وقال «إن الممثل الذي عمل في السينما والتلفزيون والمسرح يدرك أن المسرح هو الأكثر أهمية وفائدة بالنسبة إليه، حيث المواجهة المباشرة مع الجمهور تستفز فيه كل طاقته الإبداعية نظرا لأن ردّ فعل الجمهور سوف يكون مباشرا، من الأخطاء سوف يتم كشفه فورا.. إن المسرح فضيحة الممثل حقا». ويضيف «إن السينما عبارة عن إخراج وإنتاج والتلفزيون يمكن تحديده بكلمة واحدة هي أنه: نَفْس، أما المسرح فهو الممثل رغم كل ما أتت نظريات الإخراج المسرحي خلال القرن العشرين وما أفرزته هذه النظريات من مدارس». وأكد «أن المسرح فكرة وممثل مثقف وموهوب يعي (لعبة) المسرح على نحو عميق وقادر على اشتقاق عمل مسرحي كبير من فكرة بسيطة ومدهشة، كي لا أقول ساذجة. أما الممثل فهو الممثل سواء في السينما أو التلفزيون أو على خشبة المسرح التي هي الأقرب إلى قلبي دائما». وعن عمله المسرحي المقبل يقول ابراهيم سالم «حالنا كحال أي بلد عربي، فإننا ننتظر الموسم المسرحي كي تكون لدينا خطوة جديدة أخرى سواء على صعيد التمثيل أم الإخراج» مؤكدا أن ثمة أفكارا عديدة تراوده لكنه لم يحسم أمره في شأن أيٍ منها حتى الآن. من جانب آخر، يشارك إبراهيم سالم، ممثلا، في مسرحية «ميادير» للمخرج أحمد الأنصاري وتأليف الكاتب إسماعيل عبدالله والتي فازت بجائزة أفضل تمثيل متناغم في الدورة السابقة لأيام الشارقة المسرحية. ومن المقرر أن تشارك في مهرجان المسرح العربي الذي تقيمه وزارة الثقافة الأردنية في عمان خلال ديسمبر المقبل. وقال «أؤدي في هذا العمل دور رجل الدين «المطوع» الذي يعمل في أحد الفروع التابعة لبنك إسلامي، وصاحب شخصية رصينة ومتماسكة حتى لقاء هذه الشخصية مع أصدقاء الطفولة والشباب الذين تفرقت بهم أسباب العيش والحياة، حيث يحدث اصطدام مع الشخصيات الأخرى في رحلة بحرية إذ يكتشف أن ثمة مصالح شخصية تشكل دافعا لهذا اللقاء ويتقابل هذا الاكتشاف مع حادثة تمس الصراع الدرامي في جوهره ما يدفع بالتوتر الدرامي إلى أقصى ذروة».