السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ثلاثون خطاطاً يخطون المصحف بثلاثة أيام

ثلاثون خطاطاً يخطون المصحف بثلاثة أيام
2 أكتوبر 2009 00:26
كوكبة من ألمع فناني الخط الذين سطعوا في سماء عالمنا الإسلامي والعربي، أناروا سماء الإمارات عندما توافدوا إليها، وقد جمعهم عشق اللغة ورسم الكلمة فكانت همزة الصلة بينهم ذلك الفن الذي نقش في وجدانهم قبل أن ينساب على أوراقهم، فتنافسوا في الإبداع وتباروا في إمتاع الناظرين بجماليات تلك الحروف العربية التي بدت كجواهر تلمع على محيا الصفحات، يزداد نورها من نور تلك الآيات القرآنية التي تنطق بها هذه الكلمات، فتشع لمعاناً أضاء الملتقى الذي تنظمه وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع في تحدي كتابة المصحف الشريف، والاحتفاظ بهذه النسخة الوحيدة التي تخط باليد في متحف الوزارة، لتكون من مقتنيات الإمارات الثقافية والإنسانية والإسلامية. ثلاثون من أمهر الخطاطين الذين سابقوا الزمن في الكتابة، عهد إلى كل منهم كتابة جزء من القرآن الكريم في ثلاثة أيام، فاحتضن ريشته بين أصابعه، وخبأ حلماً في فؤاده ليكون الأفضل. بذل الجميع عصارة ما لديهم من خبرات، وتنافسوا في إضفاء لمسة بديعة على تلك الصفحات المضيئة. وصلوا الليل بالنهار ليفوزوا بهذا التحدي، فما الذي يقولونه عن تجربتهم في هذا الاختبار المبارك؟ حكاية تحدٍ يحدثنا الخطاط العراقي عدنان الشريف عن مشاركته: «فيقول كانت تجربة جميلة أن نقوم بكتابة المصحف الشريف بفترة ثلاثة أيام، وقد قمت بكتابة الجزء الثاني والعشرين، واستطعت بتوفيق من الله أن أتم الكتابة في الوقت المطلوب، وقد كانت هذه المشاركة بمثابة تحد حقيقي ليظهر كل خطاط مهاراته في هذا المجال، والكتابة على ورق معين، وفي زمن قياسي، والعبرة في هذا الملتقى هي الجرأة في طرح المبادرة». ويضيف: «أسهم الملتقى في شحذ همم الخطاطين، وتبادل الخبرات مع الآخرين، والاستفادة من تجاربهم، والإطلاع على أساليبهم. روعة التجربة من جانبه الخطاط الباكستاني خالد النفيس يصف مساهمته قائلاً: «هذه المشاركة الأولى لي في هذا العمل الجماعي الذي وضعنا أمام اختبار حقيقي، وهو كتابة المصحف في ثلاثة أيام، خاصة أنَّ القدامى كانوا يكتبونه في حوالي الشهر، فجميل أن نكتبه في ثلاثة أيام فقط». ويتابع: «هذا العمل الجماعي حفز المشاركين على العطاء بدءاً من القرعة التي يتعين معها الجزء الذي ستتم كتابتة، وكان من نصيبي الجزء التاسع عشر، وعلى الرغم من أنني كانت لي تجربة سابقة في كتابة وحفر عشرة أجزاء من المصحف الشريف على الحديد، موجودة في المتحف الوطني في بريطانيا، إلا أنَّ هذه التجربة كان لها طعم آخر من حيث مسابقة الزمن للانتهاء في الوقت المطلوب، والإبداع في رسم الحروف على الورق، والتعرف على خطاطين من بقاع مختلفة ومدارس متباينة، كما أن هذا الملتقى يشكل إضافة تراكمية لما لدينا من خبرات نجدها في اختلاف الأساليب، فالخط المستخدم الذي كتبنا به واحد وهو خط النسخ القرآني، إلا أن لكل منا أسلوبه ولمسته الخاصة في نقل صورة هذا الخط، وهنا يأتي التميز من حيث الترتيب والنظافة وتوازن الأحرف، والسرعة في الكتابة للانتهاء في الوقت المحدد، هذا بالإضافة إلى عدم وجود أخطاء إملائية وحجم الحروف وأطوالها. أمَّا الخطاط الإماراتي الوحيد المشارك في الملتقى محمد عيسى خلفان الذي عبر عن سعادته كونه ممثلاً للإمارات في هذا الملتقى فيقول: «كانت تجربة رائعة للجميع، شكلت منافسه في الفن والإبداع، والدقة في العمل، خاصة أن الخطاط منا يتعامل مع كلمات من كتاب الله فلا مجال لأي خطأ، مع أننا كنا تحت ضغط مراعاة الدقة في العمل تخوفاً من أن تأتي الكتابة السريعة على حساب الجودة. واللافت هو اجتماع هذه النخبة من الخطاطين تحت سقف واحد ولهدف واحد».
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©