الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مقاصد سامية لمنع زواج المسلمة بغير المسلم

مقاصد سامية لمنع زواج المسلمة بغير المسلم
2 أكتوبر 2009 00:23
يحترم الإسلام كل الأديان السماوية السابقة ويجعل الإيمان بالأنبياء السابقين جزء لا يتجزأ من العقيدة الإسلامية. ومن أهم مبادئه أنه «لا إكراه في الدين» البقرة: 256، فلا يجبِر أحدا على اعتناقه ويؤكد المساواة بين البشر،مع ذلك يتخذ البعض من تحريمه زواج المسلمة بغير المسلم ذريعة لاتهامه بالنزعة العنصرية. هذا الاتهام الباطل يرد عليه ويفنده الدكتور محمد أبو ليلة، أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، قائلا إن الإسلام خاتم الأديان السماوية. إذ يقول الله تعالى :«هو الذي أَرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون» التوبة: 33، موضحا أن الدين يحرص على أن تسود المجتمع قيم المساواة والاستقرار والرحمة واحترام الآخر وبناء الأسرة على أسس سليمة تضمن الاستمرار للعلاقة الزوجية التي تنجب الولد الصالح المبارك. دحض العنصرية أما محاولة البعض الطعن في الإسلام بحجة أنه يجيز زواج المسلم من غير المسلمة من نساء أهل الكتاب «مسيحية أو يهودية» ولا يجيز زواج المسلمة من غير المسلم، واعتبار هذه المسألة دليل على العنصرية، فإن هذه فرية لا تستند إلى دليل. والله تعالى يقول: «آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن باللَّه وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أَحد من رسله» البقرة: 285. وكل تشريعات الإسلام مبنية على حكم معينة ومصالح حقيقية لكل الأطراف، والزواج في الإسلام يقوم على المودة والرحمة والسكن النفسي. وأضاف:«ديننا الحنيف يربي أبناءه على الإيمان بكل رسل وأنبياء الله السابقين والكتب والأديان السماوية السابقة واحترام معتقدات وقيم وأعراف الآخرين. ولكن أهل الكتاب لا يؤمنون إلا برسولهم وكتابهم. وعندما يتزوج المسلم بالكتابية «مسيحية أو يهودية» فهو مأمور باحترام عقيدتها ولا يجوز له أن يمنعها من ممارسة شعائر دينها والذهاب إلى دور العبادة من الكنائس أو المعابد. ويحرص على توفير الاحترام من جانب الزوج لعقيدة زوجته وعبادتها لان ذلك ضمان وحماية للأسرة من الانهيار على اعتبار أن الاحترام المتبادل بين الزوج والزوجة هو الأساس لاستمرار العلاقة الزوجية». في حين أنه عندما يتزوج غير المسلم من مسلمة فإن عنصر الاحترام لعقيدة الزوجة يكون مفقودا لأن غير المسلم لا يؤمن بالإسلام وتربى على النظر إليه باعتباره دينا ملفقا ولا يعترف بالرسول -صلى الله عليه وسلم- بل يعتبره «نبيا زائفا» ويصدق كل ما يشاع ضد الإسلام وضد نبي الإسلام من افتراءات وأكاذيب. والإسلام دين العقل والمنطق. كما أن الواقع يؤكد أن هؤلاء الكتابيين لو تزوجوا من المسلمة فلن يسمحوا لها بأن تذهب للمسجد وتظهر شعائر الإسلام، وأيضا حتى لو لم يصرح الزوج غير المسلم بعدم احترامه للإسلام ونبيه أمام زوجته فإنها ستظل تعيش تحت وطأة شعور عدم الاحترام من جانب زوجها لعقيدتها. وهذا أمر لا يقبله الإسلام ولا تجدي فيه كلمات الترضية والمجاملة. لا تنكحوا المشركات أشار أبو ليلة إلى أن الإسلام حين حرم زواج المسلم من غير المسلمة التي تدين بدين غير المسيحية واليهودية مصداقا لقوله تعالى: «ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن» البقرة: 221 . كان لنفس السبب الذي من أجله حرم زواج المسلمة بغير المسلم، يقول الله تعالى: «فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن «الممتحنة: 10. فالمسلم لا يؤمن إلا بالأديان السماوية وما عداها تعد أديانا بشرية. فعنصر التوقير والاحترام لعقيدة الزوجة في هذه الحالة يكون مفقودا. وهذا يؤثر سلبا على العلاقة الزوجية، ولا يحقق المودة والرحمة المطلوبة في هذه العلاقة، ويقول تعالى: «لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن». وأضاف د.أبو ليلة:« يقول الله تعالى: «ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن». ويقول سبحانه: «ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا»، ثم استثنى. فقال : «وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب»، فأباح زواج المحصنات من أهل الكتاب ولم يجز زواج الرجال من نساء المسلمين». وقال:«الزواج في نظر الإسلام ولاية وقوامة، والله تعالى يقول:«ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا» النساء: 141. ويقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم: «الإسلام يعلو ولا يعلى». حقوق الزوجين والزوجة عليها طاعة زوجها، فلو تزوجت المسلمة غير المسلم لتعارضت طاعتها له مع طاعتها لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم، كما أنه يخشى عليها من ممارسة الإكراه والتأثير فيها لترك دينها. كما أن هذه القوامة تجعل اتباع أبناء المرأة المسلمة لدين أبيهم محققا، وهي جناية عظيمة على تلك الذرية أن تنشأ ولم تهتد إلى دين الله الخاتم». وهناك حكم أخرى كامنة في منع زواج المسلمة من غير المسلم يعلمها الله تعالى العليم بما يصلح العباد. ومن عظمة الإسلام أنه أمر أن يعطى الزوج غير المسلم ما أنفق على زوجته إذا أسلمت فلا يجمع عليه خسران الزوجية والمالية، والله تعالى يقول: «وآتوهم ما أَنفقوا».
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©