الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تنازلات الدول الصناعية تبث الروح في مفاوضات التجارة العالمية

تنازلات الدول الصناعية تبث الروح في مفاوضات التجارة العالمية
27 يوليو 2008 22:22
تواصلت مباحثات التجارة العالمية في جنيف أمس مع تنامي الآمال في التوصل إلى اتفاق في النقاط المتعلقة بخفض الدعم الزراعي وتحرير الأسواق والمعلقة منذ بداية جولة الدوحة عام ·2001 وقالت مصادر دبلوماسية إن تنازلات قدمتها الدول الصناعية الكبرى تضمنت عرضاً من الولايات المتحدة بخفض حد سقف أموال الدعم لإنتاجها الزراعي الى 14,5 مليار دولار في العام، قد أعطت روحاً جديدة للمفاوضات· وقالت المصادر انه من المتوقع الآن على نطاق واسع أن تخفض دول الاتحاد الاوروبي التعريفات الجمركية التي تفرضها بنسبة 80% وذلك بدلاً من نسبة الـ60% التى تم عرضها بالفعل، وفى المقابل، يتطلع الاتحاد الاوروبي الى أن تجرى الدول النامية الرئيسية مثل الصين والهند والبرازيل والمكسيك تخفيضات مماثلة فى التعريفات الجمركية التي تفرضها على المنتجات الصناعية والخدمات التى تقدمها الدول الصناعية· وعرض المدير العام لمنظمة التجارة العالمية باسكال لامي يوم الجمعة الماضي على القوى التجارية السبع الكبرى (الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي والبرازيل والهند والصين واستراليا واليابان) سلسلة اقتراحات بالأرقام حول الموضوعين الأساسيين في جولة مفاوضات الدوحة حول تحرير المبادلات التجارية وهما الزراعة والمنتجات الصناعية، وللمرة الاولى خلال سبع سنوات من المفاوضات الشاقة، أقر المتفاوضون بأن ''آخر النفق يلوح'' على حد تعبير أحدهم· إلى ذلك أعلن الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا أمس أمس الأول أن الدعم البرازيلي لمشروع اتفاق في منظمة التجارة العالمية لا يعني أن البرازيل تخلت عن حلفائها التقليديين في مجموعة العشرين (مجموعة الدول الناشئة)· وأعلن وزير الخارجية البرازيلي سيلسو اموريم أن بلاده التي تعتبر رأس حربة الدول الناشئة هي: ''أول بلد وافق على نص باسكال لامي''· وقال لولا في لشبونة في تصريحات نقلتها الرئاسة البرازيلية: ''إن البرازيل لم تقطع التضامن· إننا جزء من مجموعة العشرين، لكن ينبغي أن نعترف أن هناك اختلافات داخل هذه المجموعة''· وهذه المجموعة من الدول الناشئة ''لن تخرج متفرقة (من المفاوضات) لأنها ليست استراتيجيتنا· لكن علينا أن نحترم الاختلافات بين الدول''، كما أضاف لولا· كما أعربت الحكومة الألمانية أمس الأول كذلك عن رضاها بالاتفاق الجديد الذي توصلت إليه الدول الأعضاء بمنظمة التجارة العالمية في جنيف· وقال وزير الزراعة هورست زيهوفر معقباً على الاتفاق: ''قطعنا خطوة هامة في الطريق لاتفاق شامل''، غير أن الوزير الألماني أشار في الوقت نفسه إلى أن هذا الاتفاق مازال يحتاج لأن يوضع في إطار عام وشامل ''مما يجعل من غير الممكن وصف اتفاق اليوم بأنه يمثل تحولاً نوعياً''· وأضاف زيهوفر في جنيف: ''ولكننا إذا تم الاستمرار في التفاوض على هذا الأساس فإن لدينا فرصة لمنح الاقتصاد العالمي دفعة أخرى نحو الازدهار من خلال إتمام جولة الدوحة''، ورأى زيهوفر أن هذه الخطوة الجديدة لا تتطلب بالضرورة إجراء إصلاح زراعي في الاتحاد الأوروبي· وقال مفوض التجارة في الاتحاد الاوروبي بيتر ماندلسون انه عندما بدأت المحادثات الاثنين الماضي كان الاتحاد الاوروبي مستعداً لإلغاء كل اموال الدعم على الصادرات الزراعية لو كان قد تم التوصل الى اتفاق فى جولة الدوحة الجارية منذ قرابة سبع سنوات· وقال ماندلسون في جنيف أمس الأول: إن الاتحاد الاوروبي يدعم تسوية اتفاقية منظمة التجارة العالمية الجديدة· وقال ''نحن أقرب للتوصل إلى اتفاق من أي وقت مضى خلال السنوات السبع الماضية''· وقال ماندلسون لهيئة الاذاعة البريطانية ''بي بي سي'' إن فرص التوصل لاتفاق ارتفعت من50 إلى 75%، وقال ماندلسون ''لم نتوصل الى اتفاق بعد وهناك عدد من الموضوعات الصعبة الاخرى التي سنتعامل معها خلال الايام المقبلة· لكن الفرق يكمن في أننا نملك الآن حزمة أساسية نعتمد عليها إلى جانب إعراب الدول النامية عن نواياها الحسنة مما سيدفعنا إلى الامام في عملنا''· وأوضحت الولايات المتحدة بالفعل التزامها بتأمين نهاية ناجحة للمحادثات الخاصة بتحرير التجارة، ولكن مراقبين قالوا انه لايزال هناك الكثير من القضايا التى ستجرى حولها مساومات صعبة· ولكن هذه المقترحات لا تلقى إجماعاً، حيث قال رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني انه والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يساورهما ''قلق عميق'' بشأن مقترحات طرحت لإنقاذ اتفاق في مباحثات التجارة العالمية· وقال مكتب برلسكوني في بيان: ''يشارك الرئيس ساركوزي (برلسكوني) فيما عبر عنه من قلق عميق بشأن نص الحل الوسط الذي نوقش في الساعات الاخيرة في جنيف''، وأضاف البيان أن الزعيمين سيبقيان على اتصال مع استمرار المفاوضات في الايام القادمة· يذكر أن جولة الدوحة، التى سميت باسم العاصمة القطرية حيث بدأت فى شهر نوفمبر عام ،2001 متعثرة منذ سنوات· ولا يمكن التغلب على هذه الأزمة إلا من خلال موافقة بالإجماع بين كل الدول الاعضاء البالغ عددها 153 دولة· ويتفاوض قرابة 40 وزيراً من كل الكتل التجارية الكبرى هذا الاسبوع فى جنيف فيما وصف بأنها محاولة اخيرة لكسر الجمود الحالي· كما أبقت الهند على موقفها الرافض لفتح أسواقها سعياً منها الى حماية مئات الملايين من صغار الفلاحين وصناعاتها الناشئة من تخفيضات كبيرة للرسوم الجمركية· واتهمت المفاوضة الاميركية سوزان شواب ''حفنة'' من الدول الناشئة بتشكيل ''خطر حقيقي على دورة المفاوضات هذه''، وباتت الدول النامية منقسمة بفعل التباين في موقفي البرازيل والهند، وظهرت هذه الانقسامات الى العلن خلال اجتماع للدول الـ153 اعضاء منظمة التجارة العالمية· وقال المتحدث باسم المنظمة كيث روكويل ''إن دولاً كثيرة عبرت عن مخاوفها بشأن آلية الحماية'' الجمركية التي تطالب بها الدول النامية في حال ارتفاع واردات بعض المنتجات الزراعية· وبحسب مشروع لامي، يمكن لبلد ما زيادة التعرفة الجمركية الى حد 15% عن مستواها الحالي في حال ازدادت الواردات بأكثر من 40%· وتعتبر الهند واندونيسيا وتركيا والفليبين وممثلو المجموعة الافريقية أن عتبة 40% مرتفعة جداً وستمنعهم من تطبيق آلية الحماية· وفي المقابل، أعلنت دول مصدرة مثل الباراجواي والأوروجواي وكوستاريكا والتشيلي انها تود حصر استخدام آلية الحماية هذه الى اقصى حد ممكن· ورأى المفاوض الارجنتيني في منظمة التجارة العالمية الفريدو تشياراديا أن البرازيل بتأييدها اقتراح لامي: ''أثارت توتراً'' بين اعضاء السوق المشتركة لدول اميركا الجنوبية (مركوسور) التي تضم الارجنتين والبرازيل والباراجواي والاوروجواي· وأشار تشياراديا الى أن اقتراحات لامي: ''غير كافية بالنسبة للزراعة ومرتفعة اكثر مما ينبغي في ما يتعلق بالمنتجات الصناعية''، وعلى صعيد المنتجات الصناعية، تعارض الدول الناشئة ايضا فتح أسواقها بشكل كبير امام منافسة الدول المتطورة· وتتصدر الارجنتين وجنوب افريقيا حركة الرفض هذه· وقال وزير التجارة الجنوب افريقي روب ديفيس ''لا يسعنا الموافقة على الاتفاق حالياً''.
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©