الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«دبا الحصن للمسرح الثنائي» ينطلق من «صفحة 7»

«دبا الحصن للمسرح الثنائي» ينطلق من «صفحة 7»
17 يناير 2017 00:15
الشارقة (الاتحاد) افتتحت مساء أمس الأول، بمسرح المركز الثقافي في مدينة دبا الحصن، الدورة الثانية من مهرجان المسرح الثنائي، برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وذلك في حضور عبد الله العويس، رئيس دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، والعديد من الفعاليات الإدارية والثقافية في المنطقة. واُستعرضت في مستهل حفل الافتتاح الأنشطة التي سيشهدها المهرجان، إلى جانب العروض المسرحية، وتشمل «ملتقى الشارقة الرابع عشر للمسرح العربي»، الذي يجيء هذه السنة تحت شعار»المسرح والرواية»، إضافة إلى ورش تدريبية يوميّة، وندوة حول واقع المسارح العربية خلال السنة المنصرمة. وشهد المهرجان، الذي يشارك به أكثر من مئة مسرحي من أقطار عربية عدة، حضوراً ملفتاً للجمهور في يومه الأول. أما عرض الافتتاح فجاء تحت عنوان «صفحة 7» وهو من تأليف وإخراج وتمثيل عصام بو خالد وفادي أبو سمرا، ويحكي قصة متشردين، في مرحلة متوسطة من العمر، وقد بانت عليهما علامات الضعف والهزال من أثر الأعياء والجوع. لا أحداث في العرض تقريباً ولكن ثمة حالات تعبيرية تتشكل من منازعاتهما الصغيرة التي تفصل بينها لحظات وداد ومحبة، لتظهر صورتهما فوق الخشبة فكهة وتعيسة في آن. وعلى الرغم من جوعهما وافتقارهما للمسكن والملبس والمال وبؤسهما الكامل، إلا أن كل ذلك لم يكسر أحلامهما وتطلعاتهما كما لم يمس ثقتهما بنفسيهما، فوسط حالتهما المزرية كان بوسعهما الحديث عن المجرات والنجوم والفلسفة والتسامح والإنسانية. لعل من الملامح التأليفية المبدعة في العمل مراوحة المؤلف المضبوطة والذكية في إظهار المتشردين بين الاختلاف والتشابه، وذلك من خلال الأزياء التي اختارها لهما أو في تقديمهما بلا اسميهما، وكذلك في اقتصاره على سرد لمحة من طفولة أحدهما دون الآخر، كما أننا نسمع في أكثر من موضع من العرض أحدهما يقول للآخر (أنت هو أنا)! الإيقاع المنضبط والانسجام في أداء الممثلين وحركتهما وإشاراتهما وإيماءاتهما الموحية والتوظيف الخلاق لفضاء العرض، إلى جانب لغة الحوار البسيطة المشحونة بالمجازات.. كلها عناصر أثرت صورة العرض الجمالية وأغنت بعده الدلالي ليتحول من مجرد حكاية عن متشردين جائعين يبحثان عن مائدة في بيت عزاء إلى استعارة واسعة عن عبثية الوجود في مجتمع يميز بين أفراده، استناداً إلى شجرة نسبهم العائلي أو أشكالهم وألوانهم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©