الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

روسيا تكتسب عضوية نادي القطارات فائقة السرعة

روسيا تكتسب عضوية نادي القطارات فائقة السرعة
2 أكتوبر 2009 00:08
أصبحت روسيا متخلفة بشكل خطير في مجال السكك الحديدية، رغم أن الاتحاد السوفيتي السابق كان يعتمد بشدة على القطارات في نقل الركاب والبضائع؛ وتعتبر روسيا حالياً مسألة اللحاق باليابان وأوروبا في تبني السكك الحديدية الفائقة السرعة أمراً يتعلق بالأمن القومي بالرغم من أن الولايات المتحدة - العدو التقليدي في فترة الحرب الباردة - ما زالت متخلفة أيضاً في هذا المجال. وكان البرنامج السوفييتي الخاص بالسكك الحديدية الفائقة السرعة قد تمخض عن قطار رمادي اللون يفتقد إلى الجودة والأناقة يسير بسرعة لا تتعدى 230 كيلومتراً في الساعة (حوالي 140 ميلاً في الساعة) أطلق عليه اسم «سوكول» أي الصقر باللغة الروسية، وبمجرد انهيار الاتحاد السوفييتي استحكمت الأزمة الاقتصادية مما أدى في نهاية المطاف إلى إلغاء العمل ببرنامج قطار سوكول. ولكن وبعد 20 عاماً من انهيار الاتحاد السوفييتي وإنهاء العمل بقطار سوكول يبدو أن الأبواب قد انفتحت أمام شركة سيمنز عملاقة الهندسة الألمانية حيث أصبح من المقرر أن تنطلق في ديسمبر المقبل أول القطارات التي قامت بتصميمها الشركة والمهيئة للعمل في مواسم الشتاء الروسي ما بين مدينتي سان بطرسبرج وموسكو في رحلة تبلغ مسافتها 641 كيلومتراً. ولكن الغريب أن الألمان لا يستهدفون روسيا فقط بتكنولوجيا القطار الذي أطلق عليه اسم سابسان أو «صقر الباز» بل أيضاً الولايات المتحدة الأميركية آخر الدول المتخلفة في مجال القطارات الفائقة السرعة، فلسنوات عديدة ظل الأميركيون يتحدثون عن الدخول إلى عصر القطارات الفائقة السرعة إلا أن خدمة القطارات الوطنية في الولايات المتحدة ظلت تعاني من عجوزات في الميزانية ولا يوجد سوى قطار واحد فقط يدعي «اسيلا» يسير رحلات ما بين بوسطن ونيويورك وواشنطن ولكنه يعتبر بالكاد قطاراً فائق السرعة بالمفهوم الأوروبي. وتعتبر شركة سيمنز إحدى أربع شركات مصنعة للقطارات الفائقة السرعة، والتي لا تتواجد أي منها في الولايات المتحدة، ولكنها تأمل بالطبع في الاستفادة في نهاية المطاف من برنامج القطارات السريعة بقيمة 13 مليار دولار لفترة خمس سنوات والذي أجازه الكونجرس الأميركي في أبريل الماضي كجزء من خطة التحفيز الاقتصادي. وذكر التنفيذيون في شركة سيمنز أنهم يرغبون في عرض الموديل المرشح للعمل في الخط الحديدي العالي السرعة المقترح لكي يربط ما بين مدينتي سان فرانسيسكو ولوس أنجلوس والمقرر افتتاحه في عام 2020، إلا أن من المؤكد أن شركة سيمنز سوف تواجه منافسة حادة من شركات الستوم مصنعة قطارات TGV الفرنسية وشركة بومباردير الكندية إلى جانب شركة هيتاشي مصنعة قطار الطلقة الياباني. وفي روسيا فقد استغرق الأمر عقداً من الزمان من الشد والجذب قبل أن تنجح سيمنز في توقيع الصفقة مع مؤسسة السكك الحديدية الروسية في عام 2006 وسط انفراج في العلاقات بين ألمانيا وروسيا، ويقول فيلادمير زينر كبير المهندسين في المؤسسة الروسية للسكك الحديدية «لقد أصبحنا الآن ننافس شركات الطيران بعد أن أضحت الرحلة ما بين مركز مدينة موسكو إلى مدينة بطرسبيرج تستغرق 3 ساعات و45 دقيقة فقط»، علماً بأن متوسط الرحلة بالطائرة ما بين المدينتين تستغرق خمس ساعات كاملة بما فيها زمن الرحلة إلى المطار والوقت المستغرق في عمليات التفتيش والإجراءات الأمنية في المطار. ومن أجل تحقيق ذلك فقد أنفقت المؤسسة الروسية 485 مليون دولار في أعمال تحسين وترقية المسارات الحديدية ومبلغاً آخر بقيمة 926 مليون دولار مقابل ثمانية قطارات من نوع سابسان واتفاقية للخدمة لفترة 30 عاماً بسعر الصرف الحالي للدولار مقابل الروبل. وكانت شركة سيمنز قد أجرت أول اختبار لهذه القطارات في مارس الماضي حيث حقق القطار الروسي الجديد سرعة قياسية بلغت 280 كيلومتراً في الساعة، وبذلك فقد تمكنت روسيا أخيراً من الانضمام إلى نادي الدول التي تسير القطارات الفائقة السرعة الذي يضم اليابان وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا وإسبانيا وتايوان وكوريا الجنوبية والصين التي لحقت بالمجموعة في عام 2007. عن «نترناشونال هيرالد تريبيون»
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©