الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

محمد بن زايد يشهد محاضرة «المسلمون في أوروبا وتحديات المواطنة»

30 مايو 2017 14:34
عمر الأحمد، ووام (أبوظبي) شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والرئيس علي بونجو أونديمبا، رئيس جمهورية الجابون، المحاضرة التي استضافها مجلس البطين مساء أمس بعنوان «المسلمون في أوروبا وتحديات المواطنة»، والتي ألقاها الدكتور محمد البشاري، الأمين العام للمؤتمر الإسلامي الأوروبي. حضر المحاضرة، سمو الشيخ عبدالله بن راشد المعلا، نائب حاكم أم القيوين، ومعالي الدكتورة أمل عبدالله القبيسي، رئيسة المجلس الوطني الاتحادي، وسمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، وسمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، وسمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي، وسمو الشيخ ذياب بن زايد آل نهيان، وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، وسمو الشيخ خالد بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس إدارة مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة، ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة وتنمية المعرفة. وأشاد البشاري بالدور البارز الذي تلعبه دولة الإمارات في مواجهة الفكر المتطرف، مشيراً إلى أنها كانت على رأس الدول التي تصدت لمفاهيم الكراهية والإقصاء عبر إصدار قانون مكافحة التمييز والكراهية، ثم تصدت بحزم للإرهاب الإلكتروني الذي يعد البيئة الأكثر تأثيراً في انتشار الإرهاب. وفي هذا السياق، نوه إلى أن تصدي الإمارات للجريمة الإلكترونية وفق منطلقات عالمية، يعكس مدى الوعي الذي تتمتع به، والثقل الذي باتت تشكله عالمياً في مواجهة الإرهاب والفكر المتطرف. وحذر الأمين العام للمؤتمر الإسلامي الأوروبي من تأثيرات تبني البعض سياسات مشبوهة، ساهمت في ظهور جماعات إرهابية متطرفة، مؤكداً أن الجماعات الإرهابية والتيارات الفكرية المنحرفة كلها وبمختلف مسمياتها، خرجت من رحم واحد، وتنطلق من القواعد الضالة ذاتها والداعية برسائلها العابرة للحدود إلى الفوضى والقتل والإرهاب تحت شعارات كاذبة، أسبغتها بكذبة كبرى أطلقت عليها «أسلمة المجتمعات». وشدد على أن جماعات كـ «الإخوان المسلمين» وأتباع «الولي المرشد» و«حزب التحرير»، انتهاء بـ «داعش» و«القاعدة»، تمثل أوجهاً متعددة لعملة واحدة هي الإرهاب والقتل، مطالباً الدول التي تدعم تلك التنظيمات بالتوقف فوراً. اختطاف الإسلام وقال «على مدار التاريخ، كانت هناك جماعات تظهر وتتصدر المشهد وتسعى لاختطاف الإسلام عبر منطق قائم على القتل والتهجير، بل وقتل الذاكرة الإنسانية للمجتمعات كما فعلت «داعش» و«القاعدة» والجماعات المتحزبة التي تسعى لاختزال الإسلام في جماعة كالإخوان المسلمين»، مشيراً إلى أن كل هذه الجماعات والتنظيمات لا تؤمن بالولاءات للوطن ولا لولاة الأمر، وتشترك في ولاءات زائفة عابرة للحدود. ونوه إلى أن أتباع تلك الجماعات استغلوا المساجد والملتقيات لتشويش أفكار المسلمين، انطلاقاً من مدارس تكفير وقتل لكل من هو غير مسلم، مشيراً إلى أن معالجة الفجوة الفكرية التي تسبب فيها أولئك الإرهابيون تحتاج إلى آليات عمل، تكفل إزاحة الأفكار المغلوطة من العقول، وإعادة ما استطاع هؤلاء الإرهابيون خطفه. وعن نتائج التشويش التي شكلتها تلك الجماعات، أوضح أن أبناء الأقليات شكلوا 50 في المائة من جيش «داعش»، فيما التحق 12 ألف أوروبي بتنظيمات إرهابية مقاتلة في سوريا والعراق، شكل الإناث 20 في المائة منهم، بينما بينت دراسات دقيقة أن أغلب المنتسبين للجماعات الإرهابية من حديثي الإسلام. وقال البشاري «علينا مواجهة الإرهابيين الذين يسعون لتأصيل الصدام مع الآخر، ومحاولة إقناع الشباب المسلم بأن العلاقة بيننا والعالم، يجب أن تبقى علاقة حرب وقتل وسبي». ثلث المسلمين في دول غير إسلامية وتابع «يعيش ما يقارب ثلث المسلمين في دول غير إسلامية، حيث يتراوح عدد المسلمين الذين يعيشون في دول غير إسلامية بين 450 و500 مليون نسمة، فيما يعيش أكثر من 200 مليون مسلم في الهند، وأكثر من 100 مليون بالصين، ونحو 50 مليوناً في أوروبا، و20 مليوناً في روسيا، و12 مليوناً في أميركا». وفي هذا الصدد، أوضح أن المواثيق الدولية عند مناقشتها موضوع الأقلية من حيث حمايتها، لم تغفل ضمان حقوقها الدينية والثقافية واللغوية والاجتماعية، وبالتالي فإن مصطلح الأقلية أو الجالية يكون مبرراً إذا ما كان الحديث عن حقوق تشريعية وقانونية وممارسة الشعائر. وأوضح أن التراث الفكري لدى علماء المسلمين كان دائماً محل دراسة وتجديد، وهو ما تعكسه المكتبة العربية والإسلامية التي حفظت هذا التاريخ، مستدركاً بالقول «لكن يبدو أن المدارس الفكرية التي تعاملت مع أحداث وقتية فرضتها متغيرات سياسية في تلك الأزمنة، أرست قواعد محددة لوجود المسلمين خارج الدول الإسلامية، وفق مفهوم الأقليات، وما صاحب ذلك من قضايا كالهجرة والإقامة، الأمر الذي استغلته الجماعات الإرهابية عبر إصدار فتاوى تحريم الإقامة خارج الدول الإسلامية، وهو أساس نشوء اختطاف الدين لاحقاً». وقال الدكتور محمد البشاري، الأمين العام للمؤتمر الإسلامي الأوروبي، إن العالم يؤسس اليوم لمجتمع التعارف والتسامح والتواصل، وفكر نظام مؤسساتي منظم تعبر عنه الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي. فقه الأقلية وأوضح أن حضور الجالية الإسلامية أو المسلمين في أوروبا بهذه الأعداد، يتطلب بيئة تشريعية واضحة، تحدد واجباتهم، وتكفل حقوقهم، وتغليب الأطر التي يجب على المسلمين هناك التعامل بها، مشدداً على أنه على المسلمين في أوروبا الوعي بمفهوم فقه الأقلية وما يترتب عليه.. منوهاً في هذا السياق إلى أن المجتمعات تقف في مرحلة شديدة الأهمية، وبالتالي فلا يمكن بأي حال من الأحوال الارتكان إلى التصنيفات القائمة على الإقصاء والتمييز. وأكد الدكتور البشاري أن الدين الإسلامي شدد على أهمية المحافظة على الأمن، واعتبره منطلقاً رئيساً لبناء الحضارات واستدامة الحياة الإنسانية، مشيراً إلى أن الأمن هو السبيل لتأدية الفروض والشعائر، موضحاً أن المجتمعات الأوروبية كانت ولا تزال تعيش حالة من الاستقرار، تم بناؤها على قواعد تكفل العدالة الاجتماعية للجميع.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©