الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نبيل صوالحة: كتابة النص الكوميدي أصعب من الحفر في الصخر

نبيل صوالحة: كتابة النص الكوميدي أصعب من الحفر في الصخر
27 يوليو 2008 01:48
غايته إضحاك الناس لينسوا همومهم اليومية، وغالباً ما تلامس ''قفشاته'' الخطوط الحمراء سياسياً واجتماعياً، لذلك تحظى مسرحياته بإقبال جماهيري واسع النطاق· الفنان نبيل صوالحة يرى أن ''الضحكة دواء والدمعة سبب كل داء''· ففي مسرحيته ''واحد طالعه روحه من عمّان إلى رام الله'' التي عرضها مجدداً في الأيام القليلة الماضية، قال ما لم يقله أحد، ولسعاته طالت حتى ''المناسف والمسخن'' (أكلات أردنية وفلسطينية) دون تجريح· التفاصيل في الحوار التالي الذي خصَّ به صوالحة ''دنيا الاتحاد'': يقول صوالحة عن مسرحيته: ''هي ميلودراما اجتماعية سياسية كوميدية ساخرة، تعكس وحدة الشعبين الأردني الفلسطيني ومعاناتهما وأوضاعهما المعيشية والسياسية وخاصة جنون الغلاء''· فـ''أبوالكيف'' وهي الشخصية المحورية التي تدور حولها الميلودراما، موظف متقاعد ''طالعه روحه'' من كل شيء في حياته· ويجد صعوبة في ملاحقة التطورات الاجتماعية والتكنولوجية التي تجري من حوله· ويشعر بالضيق لأنه وُعِد بعد التقاعد بتعيينه وزيراً ولم يتحقق حلمه· يؤمن صوالحة بأن ''الضحكة هي الدواء والدمعة هي الداء''، ويشدد على أنه يقول في الميلودراما التي كتبها ما يريد أن يقوله مسرحه دائماً· وفيها ''ألخص تجاربي المسرحية والحياتية، فأنا ''اللّي طالعه روحه''· والكوميدي الذي يقول كل هذا بأسلوب ضاحك يستخرج الضحكة من دمعة الحياة''· تركز المسرحية، بحسب صوالحة، على ''ظروف حياتنا والمتغيرات الهائلة التي تهاجمنا أكثر مما تواجهنا، فأولادنا اقتربوا من أن يكونوا غرباء عنا، خاصة إذا كنا نربيهم ''أحرار العقول'' وليس نسخاً مستنسخة منا· ما يعني أن الأمل ضعيف في أن نرى يوماً أفضل قريباً· وبدلاً من أن نتجه إلى الحوار في ظل هذه السهام التي ترشق علينا على كل المستويات، نفضل في العالم العربي أن نهاجم الناجح، ولا نساند الضعيف، ولا نقرأ، ثم نعوض كل هذه النقائص بالاهتمام بالمظاهر السخيفة في البيوت والمآدب والملابس''· أما سبب تركيز مسرحه على القضايا السياسية فيتمثل في أن ''السياسة أصبحت مثل إنزيم يجري في دمنا· وحياتنا مربوطة بسياساتنا المزاجية والسياسات الخارجية التي تلعب بنا· وأنا كفنان أشعر بمسؤولية كبيرة تجاه ما أقوله، ولهذا حظيت بثقة الناس، فهم يعرفون أن نبيل صوالحه لا يقول إلا الحقيقة ولا يتاجر بها، ولا يتعرض لما هو في غير المصلحة العامة''· وسألنا صوالحة فيما إذا كان استأنس برأي رؤساء وزارات أردنيين يقلدهم في مسرحيته ''يا بلاد العجائب''، فاعترف بأنه جلس مع السيد أحمد اللوزي ليعرف ميزات حكم كل واحد، ووصفه بأنه ''رجل كبير القلب والعقل''· وأضاف: ''رؤساء الوزارات هم المثل المميز لنوع المسرح الجريء وغير المؤذي، فكل جملة كتبتها استغرقت أياماً لأنها خليط من الجرأة والبلاغة بقالب كوميدي· ولم أحصل على موافقة مسبقة لأن جميع رؤساء الوزارات شاهدوا أنفسهم في فترات سابقة على المسرح، وضحكنا معاً على حال الدنيا''· لكن، هل يُضحك صوالحه جمهوره أم يضحك عليه؟ يجيب على سؤال من هذا النوع بقوله: ''كتابة النص الكوميدي ليس حفراً في الصخر بل في الأكثر قوة وصلابة من الصخر· فهي خليط من البلاغة والفهم السياسي الحر وغير الحزبي واحترام عقول الناس· وعني شخصياً، أقف على خشبة المسرح كالراهب في محرابه فأضحك الناس وأضحك معهم على ما نعانيه جميعاً، بعيداً عن اللغو الفارغ والإضحاك السطحي الذي لا مضمون له، كما أقدم لهم في الوقت ذاته فكرة تمس حياتهم مكتوبة بأسلوب أنيق يعالج القضايا المعقدة بلغة بسيطة''· مثلما يرسم الفنان بريشته، يرسم صوالحه صورة من الحياة بالكلمات، أما ما يقدمه فهو حسب وصفه ''فتح ثقافي'' وليس كما يدعي آخرون بأنه ''المسرح الثوري أو التحريضي''· ورداً على ما يقال بأن المسرح السياسي في الأردن مجرد تنفيس عن الاحتقان، قال صوالحه انه ''يفتخر بهذه الكلمة، فإذا استطعت التنفيس عن أهلي فأنا في قمة السعادة لأن البديل هو ''سياسة الحزام الناسف''·
المصدر: عمّان
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©