الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

كاميرون يودع رئاسة الحكومة وتيريزا ماي تتولى المسؤولية

كاميرون يودع رئاسة الحكومة وتيريزا ماي تتولى المسؤولية
14 يوليو 2016 11:38
لندن، عواصم (وكالات) دعا رئيس الوزراء البريطاني المستقيل ديفيد كاميرون خليفته تيريزا ماي أمس، إلى الحفاظ على علاقات وثيقة مع الاتحاد الأوروبي أثناء التفاوض على الانسحاب من الاتحاد، وذلك أثناء وداعه زملاءه من النواب قبل ساعات من تركه منصبه. وفي آخر جلسة «أسئلة وأجوبة» له في البرلمان، قال كاميرون إنه «سيفتقد ضجيج النواب، وانتقادات المعارضة» التي رافقته أثناء أدائه عمله خلال السنوات الست الماضية. إلا أنه أشار إلى أن رياح السياسة متقلبة ودفعته إلى الخروج من منصبه فجأة بعدما مثل «المستقبل في أحد الأيام». واستقال كاميرون، زعيم حزب المحافظين، بعد أن جاءت نتائج الاستفتاء بخروج بلاده من الاتحاد الأوروبي، مخالفة لرغبته. إلا أنه قدم النصيحة لخلفه ماي التي عملت وزيرة للداخلية في حكومته. وقال للوزيرة السابقة التي كانت تجلس إلى جانبه «نصيحتي إلى خليفتي، التي هي مفاوضة لامعة، أن علينا أن نحاول البقاء قريبين قدر الإمكان من الاتحاد الأوروبي لمصلحة التجارة والتعاون والأمن». وفي وقت لاحق قدم كاميرون استقالته للملكة اليزابيث في قصر بكنجهام، وبعد ذلك كلفت الملكة تيريزا ماي بتشكيل الحكومة. وستصبح ماي ثاني امرأة تتولى رئاسة الوزراء في بريطانيا بعد «المرأة الحديدية» مارجريت تاتشر من حزب المحافظين. وتواجه ماي، ابنة القس، المعروفة بصلابتها، مهمة شاقة تتمثل في التفاوض على الانسحاب بسلاسة من الاتحاد الأوروبي بعد التصويت الصادم بالخروج من الاتحاد في 23 يونيو. وقال زعماء الاتحاد إنهم يتوقعون من ماي التحرك بسرعة، وأعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الألمانية انجيلا ميركل ورئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي أنهم سيعقدون قمة في أغسطس لبحث نتائج الاستفتاء البريطاني. إلا أن ماي أكدت أنها لن تستعجل في إطلاق العملية الرسمية للخروج. وكان من المتوقع أمس، أن تبدأ ماي إعلان وزراء حكومتها الجديدة، بما في ذلك وزير «البريكست» الذي سيتولى عملية التوصل إلى اتفاق بشأن التجارة والسفر مع الاتحاد الأوروبي. ويتوقع أن يخسر وزير المالية جورج اوزبورن، الذي ناضل إلى جانب كاميرون من أجل البقاء في الاتحاد، منصبه إذ أن ماي من أكثر المنتقدين لتاريخه. ويتوقع أن تحصل النساء على العديد من المناصب العليا في الحكومة ومن بينهن وزيرة الطاقة آمبر رود، ووزيرة التنمية الدولية جستين جريننج، اللتان يتوقع أن تحصلا على دورين قياديين إلى جانب فيليب هاموند وزير الخارجية، وكريس جرايلينج الذي دعم حملة الخروج من الاتحاد الأوروبي. وصرح أصدقاء رئيس بلدية لندن السابق بوريس جونسون لصحيفة «تلجراف» أنه يأمل كذلك في أن يلعب «دوراً مهماً» في الحكومة، وذلك بعد أسبوعين من انسحابه من السباق على خلافة كاميرون. وتعهدت ماي في حملتها لتولي رئاسة الوزراء بأن تكون اليد الأمينة التي ستساعد على تجاوز حزب المحافظين لانقساماته، واستعادة ثقة المستثمرين في مواجهة احتمالات تباطؤ الاقتصاد. أما مهمتها الأكبر فتمثل في منع اسكتلندا المؤيدة للبقاء في الاتحاد الأوروبي، من السعي للاستقلال عن البلاد من أجل البقاء في الاتحاد الأروبي، إضافة إلى عقد تحالفات تجارية ودبلوماسية جديدة خارج نطاق الاتحاد. ورغم أن جلسة البرلمان اتسمت بالودية، إلا أن كاميرون وجه انتقادات إلى زعيم حزب العمال جيريمي كوربن الذي يواجه معركة مريرة على زعامة الحزب. وأمس أعلن اوين سميث ترشحه للمنافسة على زعامة حزب العمال خلفا لكوربن الذي يواجه ضغوطا شديدة للاستقالة بسبب حملته التي اعتبرت فاترة لدعم بقاء بريطانيا في الاتحاد. وقال كاميرون «لقد قمنا بالعملية بسلاسة: قدمنا الاستقالة، وقمنا بالترشيح، وجرت المنافسة وبعد ذلك التسلم، وهم لم يقرروا حتى الآن ما هي القوانين». ورد عليه كوربن بالقول، وهو يبتسم «الديموقراطية أمر مشوق ورائع وأنا استمتع بكل لحظة». واختتم كاميرون الجلسة بعبارة مؤثرة استخدمها قبل عشرة أعوام ضد رئيس الوزراء العمالي السابق توني بلير. وقال «كما قلت مرة، لقد كنت أنا المستقبل في يوم من الأيام»، مغادرا المنصة وسط تصفيق حاد من النواب المحافظين. وصرحت ماي، التي دعمت البقاء في الاتحاد ولكن دون حماسة كبيرة، أن «قرار الخروج من الاتحاد اتخذ» متعهدة أن تقوم بذلك بنجاح. وخلال توليها وزارة الداخلية على مدى السنوات الست السابقة، حصلت ماي على تأييد كبير من زملائها في الحزب ومن الصحف البريطانية التي عادة ما تكون متشككة. وهي ابنة قس وتحب رياضة الكريكت، وتقول إن من هواياتها الطبخ والمشي. وتلقى شعبية كبيرة في معقلها في ميدنهيد غرب لندن التي يسكنها أفراد الطبقة الوسطى ذوو المستوى الاجتماعي الجيد. وتمثل ماي هذه المنطقة منذ 1997. توسك: يجب ألا تربح بريطانيا من الخروج وارسو (رويترز) قال دونالد توسك رئيس المجلس الأوروبي أمس، إن على الاتحاد الأوروبي ألا يسمح لبريطانيا بأن تربح من خروجها من الاتحاد حتى لا يشجع ذلك دولاً أخرى على أن تحذو حذوها. وتتفق هذه التصريحات مع تصريحات آخرين من صناع القرار السياسي مما يشير إلى تبني موقف متشدد في مفاوضات الانسحاب من الاتحاد الأوروبي المقبلة. وصوت البريطانيون في استفتاء الشهر الماضي للخروج من الاتحاد في الوقت الذي دعا فيه مؤيدو الخروج لوضع قيود على الهجرة. لكن زعماء الاتحاد الأوروبي أوضحوا أن بريطانيا لن تحتفظ بمكانها في السوق الأوروبية الموحدة إذا لم تقبل بحق المواطنين الأوروبيين في الانتقال إلى البلاد. وقال توسك في مقابلة مع صحيفة بوليتيكا البولندية الأسبوعية أمس «لا ينبغي لأحد أن تستأثر به الرغبة في معاقبة أو إذلال البريطانيين بسبب ما فعلوه معنا». لكن إذا صارت فكرة خروج دولة عضو من الاتحاد نموذجاً جذاباً يحسن وضع هذه الدولة فستفكر دول أعضاء أخرى في الأمر ذاته. وأضاف «ليس بوسعنا إبعادهم عنا لكن لا يمكننا أن نتركهم يربحون من الخروج من الاتحاد الأوروبي لأن ذلك سيقضي عليه». وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الأحد الماضي إن بريطانيا لن يسمح لها بانتقاء ما تريده في علاقتها بالاتحاد الأوروبي وترك ما لا يعجبها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©