باكستان تحذر القوات الأميركية من مهاجمة بلوشستان

حذرت باكستان القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي أمس من أنها لن تسمح للطائرات الأميركية بدون طيار من مهاجمة إقليم بلوشستان جنوب غرب البلاد، بعد مقتل تسعة مقاتلين متشددين بصاروخ أطلقته إحدى هذه الطائرات في ثالث هجوم من نوعه خلال أربع وعشرين ساعة في المنطقة. وأفادت أنباء اليوم بأن قائد الجيش الباكستاني الجنرال أشفق كياني أبلغ قائد قوات حلف شمالي الأطلسي، قائد القوات الأمريكية ستانلي ماك كريستال أن بلاده لن تسمح للطائرات الأميركية بدون طيار بشن هجمات على أهداف في بلوشستان، بحجة وجود مجلس قيادة «طالبان» في الإقليم وانتقال عناصرها إليه من الحزام القبلي شمالي باكستان. وقالت أنه أوضح موقف بلاده في اجتماع اللجنة العسكرية الثلاثية الذي عقد في كابول أمس بحضور قائد الجيش الوطني الأفغاني الجنرال بسم الله خان وقائد حلف الناتو الجنرال كريستال مؤكدا أن إسلام آباد لا تؤيد أي خطة أميركية لاستهداف عناصر مسلحة داخل حدودها. وكانت تقارير قد نقلت عن الجنرال الأميركي القول أن شورى «طالبان» يتمركز في كويتا عاصمة الإقليم ويدعم التمرد في أفغانستان. وأشارت إلى تصريح لوزير الداخلية الباكستاني رحمن مالك أكد فيه أن باكستان لن تسمح لأي قوات أجنبية باستهداف مواقع المسلحين في بلوشستان نافيا ادعاءات وجود قيادات «طالبان» في الإقليم. الى ذلك قال مسؤول استخبارات باكستاني بالمنطقة اشترط عدم الإفصاح عن هويته إن «طائرة بدون طيار هاجمت مجمعا سكنيا في نوراك فقتلت تسعة مسلحين في موقع الهجوم وأصيب ستة آخرون، بعضهم حالته خطيرة بينهم مسلحون من الأوزبك وعرب». وذكر أن المسلحين كانوا في طريقهم إلى منطقة تابعة لـ»طالبان» وتعتبر معقلا للموالين للقيادي الأفغاني جلال الدين حقاني. ويعد هذا الهجوم الثالث من نوعه بإقليم وزيرستان خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية. وكانت طائرتان أميركيتان بلا طيار قتلتا 12 شخصا بينهم أجانب في هجومين صاروخيين أمس الأول في وزيرستان. وفي الشأن نفسه قال قائد بحركة «طالبان» أمس إن زعيم حركة «طالبان» الأفغانية الملا محمد عمر غير موجود في باكستان، وأن الولايات المتحدة تقول فقط إنه موجود هناك لتبرير توسيع الهجمات الصاروخية التي تشنها بطائرات دون طيار. وذكرت صحيفة واشنطن بوست هذا الأسبوع أن مسؤولين أميركيين أبدوا قلقهم بشأن قدرة عمر ومساعديه على شن هجمات داخل أفغانستان من ملاذات حول مدينة كويتا الباكستانية. وقال حياة الله خان وهو قائد بـ»طالبان» إن كل قيادة «طالبان» موجودة في أفغانستان. وأضاف أن»باكستان ليست آمنة بالنسبة لنا، عدد من أناسنا اعتقلوا في باكستان بشكل أكبر من أفغانستان ومن ثم فإن الجميع موجودون هنا بما في ذلك الملا عمر». وقال خان إنه يتحدث من أفغانستان على الرغم من امتناعه عن أن يكون محددا. وأضاف أن «الأميركيين يجعلون مجلس شورى كويتا حجة للقيام بتوسيع هجماتهم التي يشنونها بطائرات بلا طيار إلى بلوشستان»، مشيرا بذلك إلى الإقليم الواقع في جنوب غرب باكستان وعاصمته كويتا والمجاور لجنوب أفغانستان. وتعترض باكستان رسميا على الهجمات التي تشنها أميركا بطائرات بلا طيار قائلة إنها تخرق سيادتها، كما أن ما تسببه من سقوط ضحايا من المدنيين يشعل الغضب العام.