الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كاميرا إنذار الرجوع إلى الخلف آخر موضة

كاميرا إنذار الرجوع إلى الخلف آخر موضة
27 يوليو 2008 01:34
تروي خديجة إبراهيم قصة ابن الجيران الذي قضى قبل بضعة أعوام نتيجة واقعة موجعة، عندما تعرض للدهس الخاطئ من جانب والده، بينما كان راجعاً بالسيارة إلى الخلف بقصد الخروج من الموقف· ففي هذه اللحظة صادف ركض الطفل إليه لملاقاته بقصد توديعه عند مدخل البيت، فلم يتمكن الأب من رؤية ابنه ولا حتى معانقته للمرة الأخيرة · هذا الحادث يشبه حوادث كثيرة تكررت في السنوات الأخيرة نتيجة إهمال البعض وخطأ البعض الآخر· فعلى الرغم من أن الرجوع بالسيارة إلى الخلف مزعج ويدعو إلى التوتر أحياناً كثيرة، إلا أنه قبل كل ذلك أمر في غاية الخطورة ولا بد من أن يحمل الجميع مسؤولية كبيرة من غير المقبول التهاون بها· فحياة المارة، ولا سيما الأطفال ليست لعبة· واذا كان أبناؤكم في البيت أو معكم داخل السيارة، فهذا لا يعني ألا تنتبهوا إلى أبناء الآخرين الذين قد يصادف مرورهم فجأة من خلفكم· فحاذروا على فلذات الأكباد ولا تحرموا آباءهم منهم· حساسات خلفية الحذر الشديد والانتباه التام، أمران مطلوبان بشدة عند القيادة وتحديداً أثناء الرجوع بالسيارة إلى الخلف· أما من يخونه التركيز ويفلت من قدمه زمام السيطرة في الوقت المناسب على ''الفرامل''، فما عليه إلا التوجه إلى أقرب متجر لقطع السيارات لتزويد سيارته بأحد أجهزة التحسس· وهكذا يضمن أن ثمة صوتاً سينذره عند اقترابه من أي جسم غريب، وهنا وجب التوقف الفوري· مصطفى كلاس ميكانيكي وصاحب ورشة لتغيير قطع السيارات في ''السكراب'' بمنطقة المصفح الصناعية، يوضح أنه من الممكن تركيب ''حساسات خلفية'' لأنواع السيارات كلها من دون استثناء· وأنه متوافر منها في السوق خمسة أنواع أفضلها التايواني وكلفته مع التركيب بين 300 و350 درهماً· أما النوع الصيني، فهو أرخص ولا تتجاوز كلفته 250 درهماً· ويذكر أن السعر لا يحدد بحسب قيمة الجهاز المراد تركيبه وحسب، وإنما بحسب عدد الأسلاك المستعملة وحجمها ونوعيتها أيضاً· وكلها أمور تختلف باختلاف نوع السيارة، هذا إلى جانب الأجرة· ''فقد أصبح من السهل تزويد السيارات بـ(الحساسات الخلفية) التي تضمن تنبيه سائق السيارة لأي جسم يقترب منه، بحيث ترتفع حدة الإنذار كلما ازداد القرب إلى حد الاحتكاك''· شاشة من جهته، علي عواد وهو عامل في هذا المجال، يلفت إلى أن ''الموضة الجديدة في عالم تركيب قطع السيارات، هي اليوم لجهاز يعرف باسم كاميرا إنذار الرجوع إلى الخلف''· وهو عبارة عن كاميرا تثبت عند طرف السيارة من الخلف بحيث تكشف المنطقة المحيطة وتظهرها من خلال شاشة يضعها السائق نصب عينيه· ومن الممكن أن توصل الكاميرا إلى شاشة ''الدي في دي'' التي تقدم خدمة مزدوجة: أفلام كرتون للصغار عند قيادة السيارة، ومشاهد حية لضمان سلامة الصغار عند التوقف أو الاضطرار إلى الرجوع للخلف· وهنا، لا داعي لأن يستدير السائق محاولاً رفع جسمه ليتمكن من مشاهدة المنطقة كاملة من ورائه، ويكفي أن يركز في الشاشة وهي ترشده إلى درب الأمان· يوضح: ''وعلى الرغم من أن كاميرا الإنذار هذه مكلفة، بحيث يراوح سعرها بحسب النوعية بين 500 درهم و1800 درهم، إلا أنها مشروع ضامن لحوادث أقل· فهي تكشف حتى الأجزاء الصغيرة الكامنة على مستوى الدولاب الخلفي، وكذلك وجود أطفال جالسين على الرصيف، أو أطفال لا يتجاوز طولهم مستوى الصندوق الخلفي''· وبحسب كلاس وعواد، فإن الطلب على تركيب الكاميرا وجهاز التحسس هو بمعظمه لسيارات تقودها نساء، وقد يكون السبب أن المرأة أكثر حرصاً من الرجل، وهي تحسب لخطواتها ألف حساب خصوصاً خلف المقود· على اعتبار أن غالبية الرجال يترفعون عن الاعتراف بحاجتهم إلى حساسات من هذا النوع· تقول غنى بغدادي التي كانت زودت سيارتها بجهاز ''حساسات خلفية'' قبل سنة: ''منذ ذلك الوقت وأنا أشعر بالطمأنينة كلما تحركت بالسيارة؛ لأن هاجس دعم أحدهم كان دائماً يراودني ويجعلني أكثر توتراً· ومع ذلك أرى أنه لا بد من الحذر الشديد وتحسب ظهور أي طفل بشكل مفاجئ بين الأحياء وعند مداخل العمارات''· أما سناء حمدان، وهي أم لأربعة أبناء أكبرهم في التاسعة من عمره، فتورد بانفعال: ''ان أرواح الأطفال ليست سهلة ولا هي تجربة لتهور أي كان· ومن غير المقبول أن نسمع بحادث دهس صغار أبرياء؛ لأن قائد السيارة كان راجعاً إلى الخلف ولم يتمكن من رؤيتهم· وأولئك المتهورون لا بد من معاقبتهم أشد عقاب كي يكونوا عبرة للآخرين''· وتدعو الجميع إلى شراء سيارات ذات أجهزة تحسس عن قرب، وإذا تعذر عليهم ذلك فتطالبهم بأن يأخذوا الأمر على محمل الجد ويقوموا بتركيب ''حساسات خلفية'' لسياراتهم أو كاميرا للإنذار· ''وهكذا نتبع الحديث الشريف: (أعقل وتوكل)، ولا نرمي بأنفسنا وبالآخرين إلى التهلكة''· دور الأهل من جهتها، فاطمة المزروعي تترحم بحسرة على كل الأطفال الذين قضوا بحوادث سير من هذا النوع وتقول: ''صحيح أنه لا يمكننا منع وقوع القدر، وكي أكون موضوعية، لن ألوم السائقين فحسب وإنما أُريد أن أطرح سؤالاً على الأهالي عموماً: هل أنتم حقاً جديرون بحماية أبنائكم؟ وأياً كان الجواب، فالمعنى واضح وهو أن المسؤولية الكبرى تقع على أولياء الأمور المطالبين بالانتباه إلى صغارهم وعدم السماح لهم بالخروج بمفردهم إلى الشارع''· هنا، يورد عبدالله الشارد أنه إذا كانت الخطورة تكمن في عدم رؤية السائق للأطفال أثناء رجوعه إلى الخلف، فقد تمت معالجتها بتركيب جهاز إنذار ما· لكنه يسأل: ''ماذا عن الطرف الآخر؟ فهل سيمضي الآباء باستهتارهم وترك أطفالهم يسرحون ويمرحون في الشوارع وعلى حافة الخطر؟ الأمر ليس بهذه البساطة ولا يمكننا أن نمنع وقوع حوادث مماثلة إذا لم يع الأهل مسؤولياتهم بضرورة حماية أبنائهم على الطرقات وعدم ترك أيديهم ولو للحظة واحدة''· ويختم بجملة مؤثرة: ''أما اذا دفعنا بصغارنا إلى الهاوية، كتركهم يقطعون الشارع بمفردهم أو السماح لهم باللعب بين مواقف السيارات، فإن إنذارات العالم كلها لن تبقيهم لنا سالمين''·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©