عباس جيجان يقرأ للوطن والإنسان والحب

استضافت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث أمس الأول في المجمع الثقافي بأبوظبي الشاعر العراقي عباس جيجان في أمسية شعرية قرأ فيها منتخبات من قصائده التي تنوعت مضامينها في مختلف أغراض الشعر وسط حضور جماهيري واسع من شخصيات اجتماعية وإعلامية وصحفيين ومحبي الشعر· في تقديمه للشاعر عباس جيجان قال الدكتور محمد ولد عبدي: إن عباس جيجان قامة كبيرة في الشعر العراقي والعربي، شاعر أسس لنفسه بالشعر مذهباً خاصاً على طريقة القدماء في تأسيس المذاهب الإبداعية، فاخترع جيجان نمطاً أسلوبياً مختلفاً برع فيه أيما براعة وأجاد فيه أي إجادة، ولد الشاعر عام 1951 في مدينة البصرة العراقية، وتعلم فيها ونبغ شعراً، فأجاد وتغنى بشط العرب الذي ترعرع على ضفافه حيث نخيل الجنوب وقصائد السياب وكتابات الجاحظ وبحور الفراهيدي وكلها استلهمها الشاعر فأصبحت متغلغلة في ثنايا قصائده المبدعة، لقد اشترك في العديد من المهرجانات الأدبية في العراق والوطن العربي، فكان صوتاً مؤثراً، أما ''أحلام عباس جيجان'' فهو ديوانه الذي صدر وفي دفتيه أجمل الشعر وأرقّه، مما جعل قراء شعره يحفظونه عن ظهر قلب، رسم بمخيلته أحلام أبناء الوطن العربي والعراق بأن يعيشوا مستقبلاً مشرقاً بالمحبة إلا أنه حاول مراراً أن يتجاوز الخطوط الحمراء مما جعله يهاجر مبتعداً إلى هولندا، إلى أرض الغرب التي لم تسلم من لسعات شعره، وبريق صوره، ومن جميل عباراته واقتناصاته· عاش التجربة الشعرية بكل جوانحه وبكل مفاصلها، تجربته روحية في القصيدة، فهو بحق قامة شعرية من الصعب توصيفها بهذه العجالة· ثم ابتدأ الشاعر عباس جيجان أمسيته بتقديمه الشكر لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث على استضافتها له، بعد ذلك قرأ مختارات من شعره، وجاء بعضها بطلب من الجمهور تحديداً لقصائد بعينها، يحبها جمهوره الذي استمتع بها وصفق له كثيراً، حيث قرأ قصيدة ''الإسراء والمعراج'' في وصف الرسول الأعظم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم فكان مؤثراً ومعدداً لصفاته الكريمة، كما قرأ قصيدة ''الرمسة'' التي استفاض فيها حباً بآل نهيان وبالمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ''رحمه الله'' وبالخصال الجليلة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله'' وبالفعال الرائعة والمآثر الكبيرة للفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة· ثم قرأ ''بغداد'' و''يوسف واخوته والذئب'' و''خطوط حمر'' و''دوي دوي'' و''عراق'' و''حلم'' وقصيدة غزلية كتبها عام 1984 ابتدأها ''أنتِ أحلى من القصيدة'' و''الفنجان'' التي أفاض فيها بتعداد خصال ومآثر وأفعال الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة· ومن قصيدة ''الإسراء والمعراج'' عن الرسول الأعظم يقول: بسم الله إله الكون ربنا الخالق الأحد/ صلى الله على أشرف أنبياء الله/ نبينا المصطفى أحمد/ وصلى الله على آل الرسول/ وصحب الرسول/ الخاتم أنبياء الله محمد/ محمد يا رحمة لكل الناس/ عاش ابدنيته امحدد/ محمد يا أعذب نبي / يا أشرف نبي/ مامات واتخلد''· ثم قرأ قصيدة ''الرمسة'' التي تعد من غرر قصائده في الوصف وفي دقة العبارة وتعاقب الصور حتى كأنك لا ترى بيتاً شعرياً يخلو من صورة موحية عذبة، وقد ابتدأها بوصف العراق والإمارات ثم عرج فيها إلى موضوعات ذات قدر محبب لديه وجلال واحترام كبيرين و''الرمسة'' تعني ''القول'' أو ''الكلام''، الذي أراده الشاعر أن يكون جميلاً بمن يتحدث عنهم بقوله: أريد أرمس رمس مارامسينه/ واعدن بالقصايد محد ايعدها / أنا ابن الفرات ودجلته وطينه / وابن كل المفاخر من تعددها/ ابن بغداد ذيج العاصمة الزينه / وكثيرة شعوب عاشت من موائدها/ ابن شط العرب مرسى موانينا/ ابن ثغر العراق الباسمة بحدها / لو ما ندري عندكم طيب ماجينا/ إمارات العرب بالطيب نفردها/ اجينا الداركم والكم تعنينه/ اجينا الدار زايد كان قائدها/ كلمن قال زايد مات مت عينه/ ذا خليفة الشيخ أبوسلطان زايدها/ خليفة الشيخ ما اختلت موازينه / ثجيل وكفة الميزان حددها/ ومحمد اخوه وساعده ايعينه/ وخلافه المراجل محد ايسدها/ ما تعرف يساره شعطت ايمينه/ قصيدة وشفة التاريخ رددها/ أبوخالد علم من جدمه لجبينه/ وطوله الساريه المحد وصل حدها''· بعدها توسع الشاعر في ملحمة شعرية بعنوان ''خط أحمر'' قرأ فيها عن الوضع العربي مستلهماً بطولة عنترة بن شداد من عمق التاريخ العربي، أما قصيدة ''حلم'' فهي وصف وحوار لما جاءه في المنام حيث تجلى في صياغة عباراتها· لقد كانت أمسية متميزة تلاحم الشاعر بجمهوره الذي طلب منه لمرات عديدة أن يعيد أبياتاً قرأها