الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

واشنطن في مواجهة «الجهاديين» والمعادين

13 يوليو 2016 22:44
ما فتئت سياسة أوباما لمحاربة الإرهاب تخضع لمزيد من التحديد والتركيز. فتحت رئاسته، لم تكن الولايات المتحدة في حرب مع الإرهاب أو «الإسلام الراديكالي»، وإنما في حرب غير معلنة مع قيادة «القاعدة» وفرعها في اليمن وتنظيم «داعش». ولئن عرفت حرب أوباما مداً وجزراً، فإنه لم يشرح أبداً أجزاءها المختلفة على غرار ما فعله سلفه. ولكن «مايكل فلين»، الذي كان ثاني مدير لوكالة استخبارات الدفاع في إدارة أوباما، يتبنى الرأي المعاكس. ففي«ميدان القتال»، وهو كتاب جديد ألّفه «فلين» بالتعاون مع المؤرخ «مايكل لِدين»، يحاجج الجنرال الأميركي بأن (أميركا تواجه تحالفاً عالمياً يجمع «الجهاديين» المتشددين ودولاً معادية لأميركا مثل روسيا وكوبا وكوريا الشمالية. ويقولان إن هذه الحرب ستدوم لفترة جيل على الأقل، وإنها ستتطلب قوات برية أجنبية لملاحقة «القاعدة» و«داعش»، إضافة إلى حملة إعلامية متواصلة لتشويه سمعة إيديولوجيا حركات الإسلام الراديكالي). وقد يعتقد المرء أن حرباً كبيرة من هذا النوع هي إعادة غريبة لفترة ما بعد الحادي عشر من سبتمبر عندما ألقى جورج بوش خطابه حول «محور الشر»، ولكن يمكن القول إن «فلين» هو رجل الساعة من عدة نواح. فخلال عطلة نهاية الأسبوع، أفادت صحيفة واشنطن بوست أن ضابط العمليات الخاصة السابق والجنرال ذا الثلاث نجوم هو الاختيار الرئيس لدونالد ترامب لمنصب نائب الرئيس. اختيار يجعل الثنائي غريباً من بعض النواحي على اعتبار أنه إذا كان ترامب قد تعهد بـ«سحق داعش»، فإن المرشح الذي يحمل شعار«أميركا أولاً» وعد أيضاً بالتقرب من رئيس روسيا فلاديمير بوتين لرؤية ما إن كان من الممكن تحقيق مزيد من التعاون. والحال أن «فلين»، الذي سافر إلى موسكو العام الماضي، قصد حضور مؤتمر ترعاه مؤسسات تابعة للدولة الروسية مثل قناة «روسيا اليوم»، يُعتبر من أشد المنتقدين لبوتين. وقد كتب فلين ولدين «عندما يقال إن روسيا يمكن أن تمثل شريكاً مثالياً لمحاربة «الإسلام الراديكالي»، يجدر بنا أن نتذكر أن الروس لم يكونوا ناجحين جداً في محاربة «الجهاديين» على أراضيهم، كما أنهم شركاء للإيرانيين. ففي سوريا، أعلن الحليفان أنهما يخوضان حرباً ضد «داعش»، ولكن الجزء الأكبر من جهودهما موجه ضد خصوم نظام الأسد في الواقع». بيد أن كل هذا يثير أسئلة حول الثيمة الرئيسة لكتاب «ميدان القتال»: (أن بلداناً مثل روسيا متحالفة مع الإسلام الراديكالي. ولكن إذا كان الروس يحاربون الجهاديين على نحو غير فعال، فهل ينبغي لنا أن نصدّق أيضاً أنهم متحالفون معهم؟ عندما تحدثتُ مع «فلين» خلال عطلة نهاية الأسبوع، أوضح لي لماذا اختار أن يسميه تحالفاً إذ قال: إنها طريقة أبسط لشرح العلاقة). ولكن ما الذي يربط هذه البلدان والحركات معا إذاً؟ المؤلفان يقولان إن البلدان والحركات الثورية في هذا التحالف تشترك في حبّها للنظام الشمولي، وتنظر إلى أميركا باعتبارها التهديد الأكبر، ويقول المؤلفان: (إن البلدان والحركات التي تحاول تدميرنا لديها رؤى ووجهات نظر مختلفة قد تبدو متباينة ومتنافرة بعضها مع بعض، ولكن ما يوحِّدها هو كرهها للغرب الديموقراطي واعتقادها بأن الديكتاتورية متفوقة). ولتعزيز ما يذهبان إليه، يركز«لدين» و«فلين» على العلاقة بين إيران وروسيا ثم إيران و«الجهاديين السنة» مثل «القاعدة» ولكن بعض ما يقوله في هذا الصدد معروف ومتداول. فبعد تدمير ملاذهم الآمن في أفغانستان في 2001، فر بعض زعماء «القاعدة» وعائلاتهم إلى إيران. كما أن إيران سبق لها أن دعمت فرع «القاعدة» في سوريا في بعض الأحيان، وأول زعيم لفرع «القاعدة» في العراق سافر إلى العراق عبر إيران. ويقول فلين ولدين إنه يمكن إيجاد تفاصيل أوفى حول علاقة «القاعدة» مع إيران في الوثائق التي تم الحصول عليها من منزل أسامة بن لادن في باكستان في 2011، غير أن تلك الوثائق ما زالت تصنف «سرية» من قبل إدارة أوباما لأسباب سياسية، وفق «فلين». وبالنسبة إلى القارئ المتشكك قد تبدو هذه الحملة الكبيرة أشبه بوصفة لحرب لا نهاية لها، ولكن حرب أوباما الضيقة وغير المعلنة أوصلته إلى المكان نفسه. فعلى الرغم من الجهود التي يبذلها أوباما من أجل الإنهاء التدريجي لحرب بوش على الإرهاب، إلا أن خلفه سيرثها عنه مع ذلك. وهنا يجادل فلين ولدين بأنه ينبغي للرئيس المقبل أن يخوض حرباً كبيرة ويسعى لكسبها. *محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©