الفاجومي يروي تاريخ مصر من خلال نجم والشيخ إمام

فيلم «الفاجومي» المأخوذ من السيرة الذاتية للشاعر أحمد فؤاد نجم يستعرض الحياة السياسية في مصر خلال فترة الستينيات من القرن الماضي مرورا بنكسة يونية 1967 وحتى انتفاضة 18 و19 يناير عام 1977. ويستعرض الفيلم مسيرة أحمد فؤاد نجم ودوره النضالي وتكوينه لأشهر ثنائي فني مع الشيخ إمام عيسى. وقد انتهى مؤلفه ومخرجه د.عصام الشماع من تصويره منذ أيام ويعكف على مونتاجه ويشارك في بطولة «الفاجومي» خالد الصاوي وصلاح عبدالله وجيهان فاضل وكندة علوش وزكي فطين عبدالوهاب وفرح يوسف. عبر خالد الصاوي عن سعادته بتجسيده لشخصية الشاعر أحمد فؤاد نجم والتي أثرت في وجدانه خاصة وأنه من عشاق أشعار أحمد فؤاد نجم والحان الشيخ إمام التي حفظها منذ طفولته وكان لها تأثير كبير في تكوينه كشاعر كتب أول قصائده وهو في سن الحادية عشرة. رمز كبير وقال:» الفاجومي» رمز كبير في حياتي وكل الأجيال تقريبا استلهمت الكفاح من الثنائي أحمد فؤاد نجم والشيخ إمام فهما قصة نضال وكفاح. وأوضح الصاوي أن استعداده لشخصية «الفاجومي» مختلف عن أي شخصية سيرة ذاتية نكتفي فيها بالبحث في المعلومات والكتب وعلى الانترنت ولكن هذه الشخصية استدعاها من الذاكرة بجانب جلساته مع نجم لفترات طويلة حيث سمع منه العديد من الأمور التي سهلت عليه الكثير . والقصة نفسها عنصر جاذب لاي فنان فهي تدور في أوساط شعبية خرج منها شيخ أزهري ضرير وشاعر مناضل عاشا حياة صعبة ومتقلبة. وأكد الصاوي أن الشخصية استفزته كممثل عايشها على الواقع فما حدث في ثورة 25 يناير انتصار لحلم البطل الذي كان يحلم به طوال مشوار حياته ولم يستطع جيل السبعينيات أن يحققه ووجد أن طبيعة الشخصية قريبة من شخصيته. ونفى الصاوي وجود أي تغييرات في السيناريو ما لم يفضل المخرج اضافة لمحة من الثورة ويقدمها بشكل يتماشى مع رؤيته لان أحداث الفيلم تنتهي عقب أحداث 18 و19 يناير 1977 موضحا انه متفائل بالعمل الذي يعتبره مغامرة إنتاجية لكنه يتماشى مع المد الثوري كما أنه جدير بالمشاهدة. واكد صلاح عبدالله أن دوره في فيلم «الفاجومي» نقله جديدة في مسيرته الفنية خاصة وأنه يجسد شخصية أثرت في وجدانه وهو الشيخ إمام عيسى من خلال الحانه العبقرية مع كلمات الشاعر أحمد فؤاد نجم فعندما كان يسمع أعمالهما وهو طالب في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية كان يخرج في مظاهرات الطلبة مؤكدا أنه كان سعيد الحظ لانه حضر لهما حفلين لا ينسى جوهما بوجود نجم والشيخ إمام بجانب الجوقه لذا بذل مجهودا كبيرا للاستعداد لهذه الشخصية. مغامرة إنتاجية وأضاف: جيلي تأثر باعمال هذا الثنائي الرائع رغم أنهما كانا شبه ممنوعين من الغناء واقتصرت أعمالهما على حفلات الجامعات والعمال وجلساتهما الخاصة وكانت أعمالهما تتسرب إلينا ورغم هذا الحظر كانا مشهورين في الخارج ففي كل دولة زرتها كنت اسمع أعمالهما تذاع بقوة لدى العامة وأذكر في تونس أنني وجدت أغانيهما تتردد بقوة خاصة لدى سائقي التاكسي. وأوضح أن هذا العمل مغامرة إنتاجية من المنتج حسين علي ماهر ولكنه يستحق لأنه سيوضع في الارشيف السينمائي المصري ليس لمجرد أنه يتناول السيرة الذاتية للشاعر أحمد فؤاد نجم والشيخ إمام ولكن لانه يستعرض الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في فترة مهمة من تاريخ مصر. وقال: تعرفت على نجم والشيخ إمام خلال دراستي الجامعية حيث كانا يقدمان الأناشيد الثورية التي تلهب حماس الطلاب، مشددًا على أن الجيل الذي ينتمي إليه تأثر بالكامل بهذا الثنائي سواء كانوا متفقين مع ما يقدمانه أو مختلفين معه. قناة شعبية وقالت جيهان فاضل: اعتز بهذه التجربة الفنية في مشواري الفني وهذا نابع من معرفتي باحمد فؤاد نجم معرفة شخصية فهو صديق والدي لذا تعرفت عليه وعلى أغانيه في سن مبكرة وحفظت أغانيه قبل أن أدرك معناها، ودوري يرصد العديد من الأحداث المهمة في تاريخ مصر وكان لنجم تدخل فيها واشارت الى أنها تجسد دور «أمال» وهي مزيج بين أكثر من شخصية نسائية عاش معها أحمد فؤاد نجم العديد من التجارب وهو دور فتاة شعبية تعتبره الأصعب في مسيرتها الفنيَّة وقدمت الشخصية بصورة راضية عنها تماما معتبرة أن هذا الدور سيكون بمثابة الخروج من دائرة الفتاة الأرستقراطية، الَّتي حصرت فيها بسبب طبيعة ملامحها، مشيرةً إلى أن الرهان الحقيقي على الأداء التمثيلي وليس على الملامح.وأكدت فرح يوسف أن هذه التجربة جديدة تماما ومختلفة عن الأدوار التي قدمتها من قبل فهي تجسد دور» منة مراد» فتاة من طبقة اجتماعية راقية تقرر ترك بيت أهلها وتذهب لتتزوج أحمد فؤاد نجم وتتحمس للعيش معه وتعود هذه الشخصية لجيل السبعينيات والدور للفنانة عزة بلبع وأعطاها فرصة لمعرفة المزيد عن فترة السبعينيات من القرن الماضي، مؤكدة أن العمل ككل جيد وسيكون نقطة مهمة في مشوارها. زوجة نجم وقال أحمد فؤاد نجم: فوجئت بالمخرج عصام الشماع يقول إنه سيعمل مذكراتي في فيلم باسم «الفاجومي» ولم اكن أتوقع تقديم مذكراتي في فيلم سينمائي. وأشار نجم إلى أنه جلس مع خالد الصاوي والمخرج لفترة طويلة لإطلاعهما على كافة تفاصيل القصة. وقالت كندة علوش: ألعب دور الكاتبة والناقدة «صافيناز كاظم» إحدى زوجات أحمد فؤاد نجم وأتوقع أن يحظى الفيلم بإقبال جماهيري كبير باعتباره يسلط الضوء على شخصية ثورية في مرحلة الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، والأحداث الأخيرة أثبتت أن تأثير هذا الشاعر في وعي الشارع المصري والعربي مازال قائماً إلى الآن. وقال المخرج عصام الشماع: هناك أسباب كثيرة جذبتني لتقديم هذه الرؤية فأنا مخرج ولي رؤيتي الخاصة، وقبل أي شيء أنا مصري وعشت مرحلة مهمة من تاريخ مصر بكل حلاوتها ومشكلاتها وتناقضاتها وتقلبات أوضاعها، وأكثر الأسباب التي دفعتني لتقديم هذا العمل رغبتي في رسم صورة للوضع الذي عاشه المصريون جراء نكسة 67 وحتى انتصار 73 من خلال إلقاء الضوء على ظاهرة غنائية شعبية لاثنين أثرا في وجدان العرب، حيث كانا نبض الشارع في ذلك الوقت وعبرا عن غضب المصريين وشجنهم، بالإضافة إلي أنهما كانا الوقود الذي كان يشعل القلوب بأشعارهما التي أمدت المصريين بالقوة والدماء القوية التي ساهمت بشكل كبير في إشعال حماس المصريين مما أدى إلى سجن الشيخ إمام وأحمد فؤاد نجم في وقت اعتبر فيه الغناء تهمة ووصمة عار في جبين أي فنان. وأضاف: هدفي من خلال تقديمي لهذا العمل هو تعليم الأجيال القادمة أشياء كثيرة لم يعرفوها عن جيل المصريين الذي ساهم في انتصار 73، بالإضافة إلى أن كل الفريق سعى إلى تقديم عمل مختلف عن كل ما يقدم بسوق السينما الموجودة الآن من خلال هذه الرؤية الخاصة، وهدفنا جميعا إحداث نوع من الجذب إلى السينما المغايرة، وأتمنى أن ينال العمل رضا الجمهور، والذي أعتبره نتاج مجهود كبير من كل فريق العمل لتقديم رؤية فنية مختلفة اتسمت بخلفية سياسية واضحة. وعن لجوئه إلى تغيير الأسماء الحقيقية بالفيلم رغم أنه يمثل سيرة ذاتية قال: حتى لا ندخل في مشكلات قد تجعلنا نخرج عن الإطار الذي رسمناه للعمل، ولأنني أريد أن أوجه رسالة محددة للجمهور، بالإضافة إلى أنه من خلال الفيلم أستعرض تاريخ مصر من خلال إلقاء الضوء على اثنين عاشا فترة زمنية صعبة وأثرا في وجدان المصريين.