الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

أبوظبي مدينة طلائعية تمتاز بحساسية جمالية عالية

أبوظبي مدينة طلائعية تمتاز بحساسية جمالية عالية
10 ابريل 2014 21:55
جهاد هديب (الاتحاد) أقيمت مساء أمس الأول في قصر الحصن الحلقة النقاشية “كنوز أبوظبي المعمارية الخفية” بمشاركة ثلاثة من الباحثين الذين درسوا العمارة الحديثة لأبوظبي: مارك كيفن، رئيس قسم الهندسة المعمارية في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، وأمل الشابي مرمم مبان في الهيئة ومسؤول المحافظة على التراث المعماري الحديث، وديبوره بينتلي الأستاذ المساعد في المعهد الملكي للمهندسين المعماريين البريطانيين، جامعة أبوظبي، وقدمتها الدكتورة ميشيل بامبلنج المنسق الفني للجناح الوطني لدولة الامارات العربية المتحدة ـ بينالي البندقية. وهذه الحلقة النقاشية حول عمارة أبوظبي وتراثها القديم والحديث، هي الأولى ضمن حلقات نقاشية ثلاث تعقدها هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة في إطار البرنامج الثقافي الموازي لمعرض قصر الحصن الذي يستمر حتى نهاية الشهر المقبل، حيث تعقد مساء الأربعاء السادس عشر من هذا الشهر الحلقة النقاشية الثانية: “المدينة بوصفها شاهدا تاريخيا، تحول السوق المركزي في أبوظبي”، تليها مساء الأربعاء السابع من مايو المقبل الحلقة النقاشية الأخيرة: “لئلا ننسى، تراكيب الذكريات في الإمارات العربية المتحدة”، وتقام جميعا في السادسة والنصف مساء، بموقع المعرض في قصر الحصن. وإجمالا فقد تركز النقاش، في جزئه الأول، في هذه الحلقة على مجموعة من الصور التي سوف يضمها الجناح الوطني للدولة المشارك في معرض العمارة الدولي الرابع عشر في بينالي البندقية 2014، والذي يعكس صورة للتاريخ المعماري الإماراتي خلال الفترة من 1914 وحتى العام 2014. غير أن الصور الجوية التي التقطت لجزيرة أبوظبي خلال فترات متعددة من القرن الماضي، وتمتد إلى النصف الأول منه هي التي كانت محور النقاش في الجانب الذي تناوله مارك كيفن، بالإضافة إلى رسم لافت من موجودات المتحف البريطاني ويعود إلى القرن التاسع عشر ويظهر فيه موقع برجي المراقبة في الحصن ومقع مساحته الفارغة آنذاك بالنسبة لجزيرة أبوظبي في المنطقة الشرقية منها. ثم استكمل النقاش ذاته حول صورة حديثة لأبوظبي تعود إلى العام 2003، حيث يبدو قصر الحصن جزءا من الموروث المعماري المعاصر بالقياس إلى ما نبتت حوله من مبان وأبراج وما تتخلل المنطقة المحيطة به من مساحات خضراء باتت قيد التآكل الآن بسبب الامتداد العمراني. وجرت الإشارة هنا إلى أن استحضار هاتين الصورتين معا كان ضروريا لمعرفة إلى أين وصلت أبوظبي اليوم، حيث هذه البنيات، أي الوحدات أو المربعات التي تنقسم إليها أبوظبي جغرافيا، والهيئات، أي هذا التنوع والاختلاف في المباني وأشكالها وطرزها المعمارية، التي تخترق أبوظبي ولا زالت في أغلبها موجودة ولم تطلها بعد يد التجديد أو تمتد إليها يد الهدم وإعادة البناء. ثم انتقل الحديث مع أمل الشابي إلى العام 1968، حيث بدأت بشائر النهضة العمرانية بأبوظبي التي شابها نمو بطيء استمر حتى العام 1974 ليتسارع النمو حتى منتصف الثمانينيات ثم ليعود إلى التباطؤ بسبب الانخفاض في أسعار النفط والاشكاليات الدولية التي ارتبطت به. غير أن هذا النمو استعاد عافيته بدءا من التسعينيات فشهدت أبوظبي نموا عمرانيا غير مسبوق، استمر حتى الآن. وبحسب الصور المعروضة، جرى طرح بعض الأفكار التي أشارت إلى أن اختلاط الطرز والأنماط المعمارية لأبنية أبوظبي يعود إلى مطالع الستينيات، حيث كان لانتشار الكهرباء الدور الهام في التاريخ الحديث لعمارة أبوظبي. وكنموذج لشرح جملة الأفكار المرتبطة بتطور عمارة أبوظبي، انتقل الحديث ليتركز تحديدا حول شارع الشيخ زايد الأول (شارع إلكترا) وذلك بدءا من السبعينيات، عندما لم يكن أقصى ارتفاع للبناية يتجاوز الاثني عشر طابقا، وغالبا ما تكون بشرفات، وحيث بدا الطابع الغربي للبناء هو الأكثر بروزا في هذه الأبنية. غير أن المعمار الإماراتي تم تحديثه وعصرنته بالظهور في منتصف الثمانينيات، فظهرت مبان مثيرة للاهتمام تبرز فيها موتيفات وعناصر من العمارة العربية والإسلامية، فبدا أن الفكرة الكامنة وراء تصميم هذه المباني هو إقامة مدينة عصرية عربية تجمع ما بين نظام العمارة الإسلامية، التي لم يكن لها دور وظيفي سوى الدور الجمالي والتزييني، إلى جوار عناصر أخرى ذات وظيفة تجعلها أكثر انتماء إلى راهن مدينة أبوظبي. وإلى الجزء الأخير من الحلقة الذي تولته ديبوره بينتلي، فاستعرضت صورا محددة لأبوظبي تعود إلى فترات متباعدة وذات أدوار مختلفة في الحياة الاجتماعية الظبيانية، مشيرة إلى أن أبوظبي كانت خلال الستينيات والسبعينيات مدينة طلائعية لجهة انفتاحها على الأنماط المعمارية المختلفة وفيها حساسية رفيعة جدا إلا أنه بوسع المتأمل في الصور أن يرى لحم وعظم البناء. واختتمت الحلقة بالتركيز على مستقبل العمارة في أبوظبي من خلال عدد من المباني التي باتت عرضة للهدم بسبب افتقاد أعمال الصيانة، حيث طرحت العديد من الأفكار التي من الممكن أن يؤدي تنفيذها إلى إنقاذ البعض من هذه المباني.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©