الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تصحيح صورة الإسلام يوقف الإساءة المتكررة في الغرب

تصحيح صورة الإسلام يوقف الإساءة المتكررة في الغرب
30 مارس 2012
أوضح عدد من علماء الدين أن الكثير من المجتمعات الغربية تجهل حقيقة الإسلام، لذا أصبحت الإساءات المتكررة للدين الحنيف كمسلسل تبثه تلك المجتمعات بين الحين والآخر. وقالوا إن الأمر يتطلب تخلي المسلمين عن منطق ردود الأفعال وبيانات الشجب والاستنكار والإدانة كلما تجددت الإساءة للقرآن الكريم والرسول صلى الله عليه وسلم، ولا بد أن تكون لهم مبادرات جادة وفاعلة لعرض الإسلام، وتصحيح صورته في الغرب. محمد عبدالخالق (القاهرة) - أكد الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر أن أي مساسٍ بالقرآن الكريم أو إساءةٍ إليه تعتبر اجتيازاً للخطوط الحمراء، التي لا يقبلها مسلم. ويرى المفكر الإسلامي الدكتور محمد عمارة عضو مجمع البحوث الإسلامية أن مشكلتنا في مواجهة الهجوم على القرآن والإسلام، والإساءة للرسول صلى الله عليه وسلم، خاصة تلك المتكررة من دوائر السياسة والإعلام في الغرب، إن تعاملنا مع هذه الهجمات والإساءات غير صحي، ويتسم في أغلب الأحيان بالاجتزاء والموسمية والانفعالات التي سرعان ما تتبخر مع بقاء المواقف المعادية على حالها، بل ربما تتصاعد وتزداد، وحلاً لتلك الإشكالية لابد من وضع صياغة استراتيجية دائمة وثابتة لمواجهة العداء للإسلام والتهجم والإساءة إلى النبي صلى الله عليه وسلم. جذور العداء وقال إن الحقيقة التي يجب إدراكها أن الجذور العميقة للعداء للإسلام عند الآخرين بدأت منذ ظهور الإسلام، وسجل القرآن الكريم والسيرة النبوية هذه الحقيقة باعتبارها من سنن التدافع بين الحق والباطل، واعترف كثير من الغربيين بقدم العداء الغربي للإسلام، حتى قال القائد والكاتب الإنجليزي الجنرال جلوب: إن تاريخ مشكلة الشرق الأوسط - أي مشكلة الغرب مع الشرق الأوسط - إنما يعود إلى القرن السابع الميلادي، أي إلى ظهور الإسلام، فنحن إذن أمام موقف سابق وقديم. ودعا الدكتور عمارة إلى إعداد مشروع فكري ضخم نقدم فيه وعلى نطاق واسع، شهادات المفكرين الغربيين أو صانعي القرار، المنصفة للإسلام، التي ستكون أجدى في كشف الزيف الذي تمثله حملات العداء. حقيقة مهمة وقال إن الحقيقة المهمة في هذا الشأن هي أن الغرب ليس كتلة واحدة. ولا يشكل موقفاً واحداً تجاه الإسلام، رغم الافتراءات التي تملأ الكتب الدراسية الغربية، وتنتشر في الثقافة الشعبية وتكاد تمثل مخزوناً لدى كثير من دوائر السياسة الغربية. إلا أن هناك عدداً لا بأس به من الغربيين الذين قادتهم عقولهم إلى الثناء على الحضارة الإسلامية والإنصاف لتاريخ الأمة، وعلينا أن نقدم للإنسان الغربي مشروعا للتعريف بالإسلام، نترجم فيه معالم الفكر الوسطي، وتنهض مؤسسات الفكر الإسلامي ذات الصدقية والتاريخ، كالأزهر لتقول هذا هو الإسلام لمن أراد أن يعرفه. وأضاف: يجب أن نضع في الاعتبار أن أفكار الجمود والعنف والغضب التي لا تخلو منها المجتمعات الإسلامية يسلط أعداؤنا عليها الأضواء حتى تحجب تيار الوسيطة والاعتدال في الفكر الإسلامي لتشويه صورتنا، ولإخافة الشعوب الغربية منا، حتى تنخرط وراء الحكومات في مشروعاتها الاستعمارية. ويوضح الدكتور عبدالمعطي بيومي أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر أن الأزمة تكمن بين ثنايا الضعف الذي يعيشه بعض المسلمون في هذا الوقت، وهذا الضعف هو الذي أغرى أعداء الإسلام بأن يقولوا ويفعلوا ما يشاؤون وصلت إلى التهكم على مقدساتنا، فاللوم أولاً وأخيراً على المسلمين لأنهم لم يخاطبوا العالم بلسان واحد ولا إرادة واحدة، فنحن مثلاً في منظمة المؤتمر الإسلامي المكون من 57 دولة نتكلم بـ 57 رأياً وليس هناك تجمع واحد يجمعنا. ويقترح الدكتور عبدالمعطي بيومي تعيين مستشار للشؤون الدينية مؤهل دينياً، ويجيد اللغات بكل سفارات الدول الإسلامية لتصحيح الصورة الخاطئة عن الإسلام لدى الغرب، والرد على أي إساءة وأن تكون هناك بعثات أزهرية حقيقية ونشطة تذهب لهذه الدول مع تنظيم محاضرات تشرح حقائق الإسلام، وتبين مكانة الرسول عليه الصلاة والسلام. وأشار إلى أننا نحتاج إلى موقف مدروس، لا إلى مظاهرات أو اعتداءات على سفارات بل إلى ممارسة عقلانية مع البلاد التي تصدر هذه الإساءات تحت سلطتها حتى تضطر لاستصدار قانون يجرم الاعتداء على الأديان. ودعا المؤسسات الإسلامية إلى التحرك العملي الناجح والنافع فلا يكفي إرسال واعظ بل يجب محاورة هؤلاء، فإذا أردنا أن نعبر عن حبنا الحقيقي لرسولنا ولديننا فلتكن مواقفنا مدروسة وعقلانية ومؤثرة فيما يضر هؤلاء وما ينفعهم لأنهم لا يعرفون سوى لغة المال والاقتصاد. ويرى الدكتور رأفت عثمان عضو مجمع البحوث الإسلامية أن ما يجري من إساءة هو اعتداء على مليار ونصف المليار مسلم فالرسلام من اكبر الأديان أتباعا على وجه الكرة الأرضية ولذلك تكثر الإساءات الى المسلمين، ولكن لا يستطيع المسلمون التصدي لهذه الهجمات رغم أن لديهم أكثر ثروات العالم. حملات المقاطعة أما الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر الأسبق فيقول: ليست لدينا عزيمة لاستمرار ما بدأناه، فالمقاطعة التي بدأها المسلمون في عام 2006 لم تستمر رغم أن هناك مصانع أغلقت بسببها، فحال المسلمين عندما تحدث أي إساءة كحال النار والرياح، فإذا وقفت الرياح تنطفىء النار وذلك بسبب أن حملات المقاطعة لا تجد من ينظمها؟ ويطالب الشيخ عاشور بوقف المؤتمرات التي تعقد تحت مسمى حوار الأديان لأنها لم تحقق الهدف منها، فالحوار لابد أن يمتزج بالاحترام المتبادل بين طرفيه، وليس من طرف واحد، ولما كانت هذه المؤتمرات لا تحقق هذا الهدف، وهو احترام الدين الإسلامي واتباعه، فلابد أن توزع نفقات إقامتها على بعثات تقوم بنشر الدين الإسلامي في دول الغرب. خطأ التعميم أما الدكتور محمد أبو ليلة أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، فيؤكد أن حملة العداء والهجوم على الإسلام تصاعدت بوضوح بعد حادث 11 سبتمبر وقال: يجب ألا نقع في خطأ التعميم، ونعتبر أن العالم كله ضدنا لأن هذا غير صحيح. وأضاف: هناك عقلاء وحكماء ودول تعرف جيداً قدر الإسلام واعتداله وسماحته، وراغبة في الحوار والتعايش السلمي، والمشكلة في وجود بعض التيارات المتطرفة المهووسة والمناوئة التي يحركها الخوف وهواجس انتشار الإسلام ومنهجه ومفاهيمه وقيمه في الغرب، ومحاولة قطع الطريق على انتشاره وجاذبيته للقلوب والعقول، وحماية نمط القيم الغربية الاستهلاكية العلمانية، ورفض أي مظهر إسلامي يهدد هذه المنظومة، وفي الواقع هذا يلقي علينا مسؤولية كبيرة نحو التعريف بالإسلام، وفضح هذه الأباطيل والادعاءات الزائفة ونشر المعرفة الصحيحة عن الإسلام والأمة الإسلامية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©