الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

هيئة البيئة تؤسس لشراكات مع المؤسسات التعليمية لزيادة الوعي البيئي

هيئة البيئة تؤسس لشراكات مع المؤسسات التعليمية لزيادة الوعي البيئي
27 يوليو 2008 00:51
بدأت هيئة البيئة - أبوظبي في إطار استراتيجيتها للأعوام 2008- 2012 بتكوين شراكات وشبكات تعاون مع المؤسسات التعليمية البيئية المحلية والإقليمية والعالمية لزيادة الوعي بقضايا البيئة، في وقت أظهر مسحا بيئيا أن نسبة الوعي المجتمعي بقضايا البيئة في الإمارة بلغت 48,9%· وطرحت هيئة البيئة مفهوم ''المواطنة البيئية'' على لسان مديرة إدارة التعليم البيئي فوزية المحمود والتي أوضحت أن المفهوم يطالب كل إنسان يعيش على أرض ما يعتبرها أرضه فهو معني بالبيئة، ومسؤول عن المحافظة عليها باعتباره مستهلكا يوميا لمواردها· ودعت المحمود إلى خلق وعي مجتمعي بمفهوم التنمية المستدامة كأساس للتطور، وغرس مفاهيم التنمية البيئية المستدامة لدى فئة الأطفال، والإسهام في زيادة وعي المجتمع بأنماط الاستهلاك المستدام والتشجيع على أهمية العمل بها، وتأصيل أهمية دور الفرد في مسيرة التنمية كعنصر فاعل ذي قيمة في مجتمعه· وقالت المحمود لـ ''الاتحاد'' إن هيئة البيئة تسعى من خلال مديرية التعليم البيئي إلى الارتقاء بمستوى الوعي البيئي بين أفراد المجتمع ومتابعة تطوره وصولا إلى أفراد ومجتمع يتمتع بسلوكيات بيئية ايجابية، باتباع أساليب متنوعة تتم من خلال عدد من البرامج والمشاريع التعليمية والتوعوية· ولتحقيق التوعية البيئية، قالت المحمود إن مديرية التعليم البيئي بدأت بإعطاء جرعات من المعلومات البيئية عبر مجموعة من المحاضرات التفاعلية والأنشطة والعروض بالصور التي يقدمها ضباط التعليم والتوعية البيئية بالهيئة وموجهة لطلبة المدارس· وقالت إن تقدير البيئة والمحافظة عليها من قبل أجيال المستقبل لا تصبح واقعا إلا من خلال مشاركتهم الفعلية وملامستهم لعناصر البيئة والتعرف عليها عن قرب، وهو ما تحاول مديرية التعليم البيئي توفيره عبر برنامج الرحلات البيئية الميدانية الذي يهدف إلى تعريف الطلبة وتوعيتهم بالتنوع البيولوجي والمحافظة عليه· أفراد المجتمع وتتوجه الهيئة في برامجها إلى كافة فئات المجتمع بما في ذلك الأطفال والبالغون من النساء والرجال، في محاولة لبلوغ قطاعات المجتمع كافة بما في ذلك القطاع الزراعي والصناعي والصيد لتحقيق أعلى درجة من الوعي البيئي· وكانت الهيئة أجرت مسحا بيئيا لمستوى الوعي والسلوك الإيجابي حول الأولويات البيئية لإمارة أبوظبي أنجزته بداية العام الحالي أظهر أن معدل نسبة الوعي المجتمعي بقضايا البيئة في الإمارة بلغ 48,9 % ونسبة السلوك الإيجابي 43,8 %· وكان المسح أظهر أن ما نسبته 30- 35% من الجمهور العام يعتقدون أنه ليس هناك أي مشاكل تخص المياه في أبوظبي والنسبة المتبقية يعتقدون أن التلوث وجودة المياه هي أهم ما يقلقهم، حيث يعتقد 20% فقط منهم أن مياه الصنبور صالحة للشرب و73% منهم يفضلون ويستخدمون المياه المعبأة للشرب· وأظهرت نتائج المسح أنه في بعض القضايا النساء أكثر وعيا من الرجال، فيما تعد وسائل الإعلام هي المصدر الأساسي للمعلومات حول قضايا ومواضيع البيئة بالنسبة لمعظم الذين استجابوا للمسح وعددهم 2263 شخصا من كافة فئات المجتمع· واستنادا إلى البيانات التي تضمنها المسح، أكدت المحمود أن نتائج المسح ستشكل قاعدة أو أساسا لخطط عمل دائرة التعليم والتوعية البيئية بالهيئة حيث سيتم التركيز على الفئات التي أظهر المسح عدم وعيها بالقضايا البيئية خاصة المحلية منها· ونظرا لأن الماء من موارد الطبيعة الثمينة والمهمة والتي لا غنى عنها لحياة ورفاهية الإنسان فقد بادرت الهيئة، بحسب المحمود، بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة ''يونسكو'' بإطلاق مشروع البرنامج التعليمي المشترك حول قضايا المياه في الوطن العربي وهو عبارة عن برنامج تعليمي يوفر المعرفة العلمية حول موضوع المياه ويطبق في صورة أنشطة وتجارب عملية ومشاريع· مدارس ''اليونسكو'' ويستهدف هذا البرنامج المدارس المنتسبة لليونسكو في الوطن العربي، حيث يستفيد الطلبة منه في كافة المراحل التعليمية· وتشير تقديرات اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا إلى أن حصة الفرد في الدول الأعضاء فيها استمرت في التناقص إلى أن أصبحت هي الأقل عالميا، حيث يبلغ نصيب الفرد السنوي فيها من إجمالي الموارد المائية حوالي 990 مترا مكعبا سنويا، أي أدنى من معدل الفقر المائي المعتمد عالميا والمقدر بحوالي 1000 متر مكعب سنويا، ووصل في بلدان إلى أقل من 500 متر مكعب سنويا، بما يهدد بمشاكل خطيرة تعيق خطط التنمية التي تتطلع دول المنطقة إلى تنفيذها في المستقبل· وقالت المحمود إن مديرية التعليم البيئي توجهت في برامجها إلى المرأة باعتبارها من أكثر القطاعات فاعلية وتأثيرا في نشر التوعية البيئية، حيث استهدفت القطاعات النسوية منذ عام ،2001 محاولة استقطاب جهودها من خلال الجمعيات النسائية المختلفة، بما يطور قدرات وإمكانيات المرأة في التقليل من استخدام المواد الكيميائية بالأعمال المنزلية، وترشيد استخدام المياه والطاقة وتوعيتها بالمشاكل البيئية بصفة عامة وتزويدها بالإجراءات والخطوات العملية لاستدامة المياه في المنازل· النفايات وتعرضت المحمود لمشكلة النفايات وارتفاع نسبة إنتاجها لدى الفرد في الإمارات مقارنة بدول أخرى متقدمة، سيما وأن الفرد في الدولة ينتج يوميا 2,3 كيلوجرام وهو معدل مرتفع وذلك بسبب الإقبال على الشراء والاستهلاك دون أي تخطيط، معتبرة أن أخطر أنواع النفايات هو البلاستيك· وتنتج أبوظبي يومياً ما يزيد على ألف طن من النفايات المنزلية، و7 آلاف طن من نفايات الهدم والبناء، إلى جانب كميات مختلفة من أنواع النفايات الأخرى الصناعية· ويصل المعدل السنوي للفرد في أبوظبي إلى 584 كيلو جراما من النفايات غالبيتها منزلية، خاصة بواقي الطعام (95%) بينما يصل متوسط المعدل السنوي للفرد في أوروبا 365 كيلو جراما سنويا· وفي إطار الخطط المستقبلية للهيئة في مجال التعليم البيئي، أعلنت المحمود أن الهيئة في استراتيجيتها للأعوام 2008- 2012 تسعى إلى تكوين شراكات وشبكات تعاون مع المؤسسات التعليمية البيئية المحلية والإقليمية والعالمية، وإنتاج مصادر ومواد تعليمية بيئية، وإنشاء سياسة للتعليم البيئي لدولة الإمارات، مع تكثيف حملات التوعية بالأولويات البيئية للهيئة وإنشاء معهد بيئي تعليمي للتدريب، إلى جانب التأسيس لمشروع المدارس المستدامة· وأوضحت المحمود أن المديرية توزع نشاطاتها لتشمل كافة فئات المجتمع بداية من قطاع التعليم: الطلبة والمعلمون، الشباب، المرأة، العاملون في القطاع الزراعي، قطاع التجارة والصناعة، قطاع الصيد، خطباء المساجد، الإعلاميون وعامة الجمهور· ويشار إلى أن هيئة البيئة، التي بدأت برامجها التعليمية والتوعوية البيئية منذ عام ،1997 تستثمر الفعاليات المختلفة لترتقي بالوعي البيئي للطلبة بما في ذلك المعسكرات الكشفية والتربوية التي تقيمها المناطق التعليمية· وركزت على المعلم باعتباره عامل التغيير الأساسي وله الدور الأكبر في رفع مستوى الوعي البيئي لدى الطلبة· وفي إطار تخفيض الانبعاثات الملوثة للبيئة فإن الهيئة تعمل في إطار استراتيجيتها للأعوام 2008 -2012 على تشجيع الالتزام الذاتي للأنشطة الاقتصادية والتنموية في الإمارة عن طريق ترويج مبادئ المسؤولية البيئية ودعم جهود المؤسسات المختلفة في الإدارة المتكاملة للبيئة والصحة والسلامة، والترويج لآلية التنمية النظيفة· وتجسدت جهود آلية التنمية النظيفة عبر ''مبادرة مصدر'' التي يشرف عليها الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ، والتي جاءت استجابة متعددة الأوجه للتوجه العالمي نحو الحفاظ على الموارد وقطاع الطاقة البديلة· وتركز مبادرة ''مصدر'' على استنباط التكنولوجيا المتقدمة والمبتكرة والاستفادة منها في مجالات الطاقة المتجددة وتعزيز كفاءة أنظمة الطاقة وإدارة قطاعات الكربون بتحويلها إلى منتجات ذات عوائد اقتصادية وفي الاستخدامات المختلفة للمياه مثل التحلية· ويذكر أن آلية التنمية النظيفة انبثقت من بروتوكول كيوتو عام 1997 الذي يطالب الدول الصناعية بتخفيض انبعاثاتها من مادة الكربون بنسبة 5%، وذلك في الفترة الممتدة بين 2008 -2012
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©