الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جمهور معرض الكتاب يطلع على ثقافات العالم عبر 33 لغة

جمهور معرض الكتاب يطلع على ثقافات العالم عبر 33 لغة
30 مارس 2012
وسط إقبال وتفاعل جماهيري غير مسبوق انطلقت الدورة الثانية والعشرون من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، أمس الأول، حيث انتشرت في المعرض العائلات والأفراد من الشرائح العمرية كلها، ليشاركوا في الاحتفال بعرس ثقافي صار مهرجاناً معرفياً عالمياً ينطق بأكثر من 33 لغة. وينتظر الناس المعرض عاماً بعد عام، ويعدون العدة له لشراء ما يلزمهم من كتب ومطبوعات، حتى أدوات ووسائل تعليمية لأطفالهم، لا تتوافر في غير هذه المناسبة الثقافية، التي اتخذت من مركز المعارض في أبوظبي مسرحاً لأحداثها وفعالياتها التي تختتم 2 أبريل المقبل. قالت حمدة خميس، معلمة، في الحلقة الأولى وجاءت إلى المعرض برفقة أبنيها محمد 7 سنوات، وخالد 3 سنوات، إنها تحرص على زيارة المعرض بشكل سنوي منذ ان كانت طالبة في الجامعة، لتشتري كتباً علمية تساعدها في الدراسة، فضلاً عن بعض الروايات والمؤلفات العربية و العالمية التي يمكن أن تجدها بسهولة في المعرض، مثل مؤلفات محمود درويش ونزار قباني، وجارسيا ماركيز، وهي الآن تحرص على غرس هذه العادة الجميلة في أولادها وتصطحبهم معها إلى المعرض حتى تنشأ علاقة جيدة بينهم وبين الكتب، باعتبار الكتاب هو الصديق الوفي الحقيقي للإنسان، وهو الوسيلة الأولى في اكتساب العلم والحصول على المعلومة الصحيحة والموثقة. تعميق المعرفة وذكرت خميس أنها بالفعل اشترت مجموعة من قصص الأطفال باللغتين العربية والانجليزية، لأولادها، فضلا عن كتب خاصة بالسيرة النبوية العطرة لتقرأها هي وزوجها من أجل تعميق معارفها الدينية. وأشادت خميس بالتنظيم الذي يشهده المعرض هذا العام، وحرص منظميه على راحة جماهير الزوار من خلال جعل فترة العمل ممتدة حتى العاشرة مساء، وهذا يدل على مدى ملامسة المسؤولين لرغبات الزوار وحرصهم على أن يستفيد الجميع من المعرض إلى أقصى حد ممكن. في السياق ذاته لفت المهندس عادل الخيامي 46 سنة، إلى أن زيارة معرض أبوظبي الدولي للكتاب صار تقليداً سنوياً يحرص عليه هو وأفراد عائلته، حيث أن لديه أبناء في مراحل تعليمية مختلفة، يحرصون على زيارة المعرض بصحبة أصدقائهم وأحياناً في معية الرحلات المدرسية. وأشاد الخيامي بتنوع الكتب الموجودة في المعرض والتي تلبي كافة الأذواق والاحتياجات، منها الفلسفي والديني والعلمي والتعليمي والتربوي، ولذلك يرى الخيامي أن من يفتقد لزيارة المعرض، قد خسر الشيء الكثير الذي لا يمكن أن يعوضه ويجده سوى في مثل هذا المحفل الثقافي العالمي الذي يشهد دور عرض ومؤلفين من كافة دول العالم، وكذا عروض توقيع الكتب والمحاضرات والندوات التي تتيح التلامس المباشر بين المؤلفين والكتاب. وقال الطالب الجامعي عمر محمد المزروعي، إنه جاء من مدينة العين برفقة أصدقائه لمشاهدة أحدث إصدارات الكتب العالمية، ومتابعة فعاليات المعرض الغزيرة، وأيضاً شراء بعض الكتب التي تتحدث عن الإمارات وتاريخها، وكذلك تاريخ دول الخليج، ومن الطبيعي، حسبما أكد، أن تتوافر هذه الكتب في المعرض بشكل كثيف وبأسعار معقولة مقارنة بمثيلاتها في السوق الخارجية. في حي ذكر صديقه عبد الرحمن محمود، موظف حكومي، إلى أن المعرض منظم بشكل لافت ويشجع الجميع على زيارته والاقتطاع من الوقت والمال للاستفادة من الوجبة الثقافية والفعاليات المدهشة التي تقام خلال أيامه، والتي تتنافس عليها كافة مؤسسات وهيئات الدولة. كتب نادرة ومن العنصر النسائي الذي ملأ جنبات المعرض، قالت هيفاء علي مديرة مشاريع بإحدى الشركات، إن المعرض مناسبة فريدة لاقتناء كتب نادرة يصعب إيجادها في الأسواق مثل الكتب العلمية والاقتصادية المتخصصة، وبينت أنها في سبيل الحصول على عدد من المؤلفات الاقتصادية باللغتين العربية والانجليزية، التي تتناول أحدث الاستراتيجيات النظريات الاقتصادية في العالم، والتي تفيدها في عملها، وعلى الرغم من أن سعر هذه الكتب يكون مرتفعاً بشكل لافت إلا أن الفوائد المتحصلة منه أكبر بكثير من المبالغ المادية المدفوعة فيها، وهذا يجعلها لا تتردد في شراء أي كتاب بجذبها موضوعه أو عنوانه. وعن ترتيب وتنظيم المعرض، أكدت على أن أبوظبي كعادتها في تقديم كل ما هو جميل وراق، نجحت بامتياز في توفير كافة سبل الراحة لجمهور المعرض من حيث توافر مواقف السيارات والمطاعم، وحتى الفعاليات الخاصة بالأطفال، التي تشجع الجميع على اصطحاب أبنائهم ليقضوا يوماً عائلياً في أحضان الثقافة والمعرفة. من ناحيته ذكر وسيم رسلان اخصائي مبيعات في إحدى الشركات، أنه مقيم في أبوظبي منذ سنوات عديدة ويتابع الفعاليات الجميلة التي تقام فيها، ويحرص على زيارتها والاستمتاع بها لأنها جميعاً تقدم بشكل جذاب وتوفير كل سبل الراحة لمن يرغب في زيارتها، إلى درجة توفير مواصلات مجانية من وإلى تلك الأماكن، فضلاً عن مجانية الدخول والزيارة، وهي ميزة لا تتواجد في كثير من العواصم الجميلة والنظيفة مثل أبوظبي. وعن عالم الكتب، أوضح رسلان أنه يميل إلى قراءة واقتناء الكتب التاريخية وخاصة فترة القرون الوسطى كونها فترة مليئة بالأحداث التاريخية وتجذب القارئ بما فيها من وقائع مثيرة، ولذلك سيحاول شراء بعض من هذه الكتب لو كانت أسعارها في متناول يده. تلبية الاحتياجات هاني محمد بائع في إحدى دور النشر ذكر أنها المرة الأولى التي يشارك فيها في معرض الكتاب، وأنه فوجئ بالمستوى الرائع من التنظيم الذي لم يكن يتوقعه، وتوفير كافة سبل الراحة سواء للعارضين أو الزائرين. من حيث المساحات المنظمة وطريقة عرض الكتب في الأجنحة، و وجود عناوين كثيرة للكتب، ما يلبي كافة الاحتياجات والأذواق، وأيضاً وجود فعاليات مدهشة للأطفال، جعلت الأطفال عنصر أساسي من المشاركين في المعرض وفعالياته. شهيرة معلوف، ربة منزل، ذكرت أنها جاءت إلى المعرض بصحبة أبنائها هويدا 13 سنة، عبير10 سنوات، ايهم 5 سنوات، لشراء بعض المجموعات القصصية والألعاب الالكترونية لهم، غير أنها وجدت كثير من الفعاليات الجميلة الموجهة للأطفال وهو ما سيشجعها على تكرار الزيارة إلى المعرض مرة أخرى قبل انتهاء أيامه. من جهة أخرى شهد جناح نادي تراث الإمارات بالمعرض رقصات شعبية وعروضاً كرنفالية جميلة قدمتها طالبات مركز أبوظبي النسائي التابعين للنادي، الذي أقام قرية تراثية مصغرة، اشتملت تقديم أكلات تراثية للجمهور، وجناح خاص بالصيد وأدواته، وجناح الطواش (تاجر اللؤلؤ) وعرض لأدوات الوزن والكيل وفلق المحار، وكذلك مجسم لسفينة تراثية تتوسط الجناح. فضلاً عن مشاركة والدات المشغل النسائي التابع للنادي، اللواتي قدمن طرق صناعة التلّي، والسدو وأساليب الخياطة القديمة اللواتي كن يستخدمها نساء الإمارات. كما عرض النادي للجمهور أكثر من 150عنواناً من الكتب الأدبية والتراثية المحققة في مجالات الأدب واللغة والثقافة والتاريخ والحضارة والكتب التراثية، حيث تتنوع إصدارات النادي لتشمل التراث والشعر والفقه والأديان والتدوين وغيرها من مكونات التراث العربي والإسلامي وعلى رأسها التراث الإماراتي. مواهب الأطفال لفت عدد من زوار المعرض إلى وجود زخم من الفعاليات الجميلة التي تحاول الكشف عن مواهب الأطفال في الفنون المختلفة خاصة الرسم، وقالوا إنها بادرة طيبة من المسؤولين عن تلك الأجنحة كونهم يساعدون أولياء الأمور في توجيه أبنائهم ناحية الأشياء التي يبرعون فيها.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©