الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

بانا.. «كسول» أصبح أغنى لاعب في العالم

بانا.. «كسول» أصبح أغنى لاعب في العالم
25 ابريل 2018 21:08
أبوظبي (الاتحاد) فيليبي بانا أشهر لاعب جو جيتسو في الوقت الحالي.. اختير العام الماضي صاحب أعلى دخل في العالم.. سيظل يذكره التاريخ لأنه آخر لاعب فاز بذهبية العالم في الوزن المفتوح ببطولة أبوظبي العالمية، قبل أن يلغى هذا الوزن، هو الوحيد الذي احتفظ بلقبه العالمي في الحزام الأسود لوزن 94 كجم 3 سنوات متتالية أعوام 2015، و2016، و2017، وهو المرشح الأول للفوز بلقب 2018 الحالي.. إنه كتلة من القوة والمهارة والذكاء والتحدي.. عزيمة تمشي على الأرض تغلفها الإرادة. فيليبي بانا لا يعترف بالهزيمة في الجو جيتسو.. سجله مع الخسائر خالٍ، خلال السنوات الثلاث الأخيرة، ولكن.. ما هي القصة التي وراء هذا اللاعب؟.. الحكاية التي جعلته صلبا لا يلين؟.. جاداً لا يعرف الحلول الوسط؟، قوياً لا يعترف بالضعف؟. قال فيليبي بانا: ولدت في عائلة كلها تلعب الجو جيتسو، أحببت هذه الرياضة منذ صغري لأن والدي كان لاعباً محترفاً، وأشقائي أيضاً لاعبين مشهورين كلهم «حزام أسود»، كنت أتمنى أن أبدأ مسيرتي مع اللعبة في سن السابعة أو الثامنة أو حتى التاسعة، لكن ذلك لم يحدث، كنت أعاني من السمنة، ألقب بالكسول، لأنني ثقيل الوزن، ومثل الغريب في جسم عائلتي فهم جميعاً رياضيون، أقوياء الكل يفخر بهم، بينما أنا مهمل، ومهمَل، ولذلك تأخرت بدايتي مع الجو جيتسو حتى سن الخامسة عشرة، حينها كان سني بدأ يتقدم، وبدأت شخصيتي تنمو، وأتمرد على الإهانات والنظرات وعلى نفسي أيضاً، تضايقت من طريقتي في الحياة، وقررت أن أمارس الرياضة، أن أكون شيئاً مهماً في الحياة، بدأت أتدرب وأفقد وزني، أتحدى أصدقائي وأشقائي الأكبر مني أصحاب الحزام الأسود، أخسر لكني أتحدى، أشرب من كأس الهزيمة لكني أتعلم، أتحدى نفسي في النهاية، وضعت قدمي على الطريق بالتمرد على أخطائي، وغيرت أسلوب حياتي، وتقدمت للأمام. وأضاف: تعلمت من هزائم البداية ألا أخسر بسهولة، خضت البطولات الواحدة تلو الأخرى، ولم أسمح لنفسي بالخسارة، تعرفت على أخطائي وتحاورت معها، قضيت معها في التدريبات مع المدربين ومع نفسي ساعات أيضاً، أبحث دائماً عن الحلول، وضعت برنامجاً لعلاج كل خلل دفاعي أو هجومي في طريقتي، بحيث أنتهي من هذا وأبدأ في الذي يليه، لم أترك شيئاً للمصادفة، لأنني أريد أن أصبح الرقم واحد في العالم.. نعم تلاشت خسائري، وأصبح لدي الثقة في الفوز بكل نزال، ولكني أحسب لكل منافس ألف حساب، أركز على نفسي أكثر، وطريقتي هي وضع المنافس في موقف رد الفعل دائماً. وتابع: شاركت في بطولة أبوظبي العالمية بآخر 3 نسخ، وفزت بها جميعاً، ولكني لن أنسى لحظة الفوز في نهائي الحزام المفتوح عام 2016، قبل أن يتم إلغاء هذا الوزن وتلك الفئة، أعتبرها أهم لحظة مجدٍ في حياتي، لأنني لم أتحد فيها اللاعبين من نفس فئتي، لكنني تحديت من هم أثقل مني، وأكثر خبرة، وهزمت الجميع، لقد أعطتني هذه الرياضة كل شيء، لأنها غيرت حياتي تماماً، هي غيرت طريقة أفكاري خارج البساط وداخله، منحتني خبرة التعامل مع الناس ومع المنافسين. وقال: حياتي كلها حافلة بالتحديات، الأول أن تضحي براحتك إذا أردت أن تدرس وتنجح في دراستك، في نفس الوقت الذي تريد فيه أن تكون بطلاً، ومنذ بداياتي مع الجو جيتسو، سواء الحزام الأبيض أو الأزرق أو البنفسجي، أو البني كنت أواجه لاعبين من العيار الثقيل في كل البطولات، وكان شعاري هو الفوز ودون سواه، في الرياضات القتالية تخرج من قتال لتجد نفسك أمام قتال آخر أصعب منه، وأنت في معركة مستمرة مع المنافسين، ومع الحياة، أحياناً تصاب، أحياناً تتعرض للخسائر، لكنك لا يجب أن تفقد الأمل أبداً، ولا يجب أن ترفع الراية البيضاء، لقد تعرضت إلى مواقف صعبة كثيرة، تعرضت للإصابة قبل بطولة العالم بأسبوع واحد، وهي التي كنت أستعد لها طوال العام، إنها لحظات قاسية، لكنها الواقع، وفي الجو جيتسو يجب أن تتعلم أول درس وهو الحكمة، يجب أن تتعامل مع كل هذه الأمور بهدوء، أن تكون قوياً حتى في حالة غضبك وحزنك وألمك. وأوضح: «رغم كل انتصاراتي التي يراها الكثيرون معجزة فإن أحلامي كبيرة، لا أريد فقط أن أكون بطلاً عالمياً، أو صاحب أرقام قياسية، ولكني أريد أن أصنع تاريخاً لرياضة الجو جيتسو، أن أترك اسماً يتذكره الجميع دائماً، يفخر به الجميع حتى المنافسون، لقد واجهت الكثير من الأقوياء، واجهت جاجافون في بطولة العالم بأبوظبي، هو لاعب قوي جداً، لعبت معه في نهائي عام 2016، وفزت عليه برغم أن كل التوقعات كانت تصب في صالحه، كان نزالاً مدهشاً شعرت بالمجد بعد الفوز عليه؛ لأنه لا يخسر بسهولة». وأضاف: عام 2011 مثّل أهم نقطة تحول في مسيرتي تلك التي فزت فيها بذهبية بطولة العالم بأبوظبي، كنت أشارك في فئة الحزام البنفسجي، النزالات قوية، فزت بالذهب في أول مشاركة لي في أبوظبي، وضعت قدمي على بداية الطريق وعرفت أن الحلم من الممكن أن يتحقق، والأمل من الممكن أن يصبح واقعاً، لذا قررت أن أكمل المشوار حتى النهاية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©