السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الرياضة تجلب الأجر شريطة التقوى والاستقامة

الرياضة تجلب الأجر شريطة التقوى والاستقامة
10 ابريل 2014 20:36
شدد علماء الأزهر على أن ممارسة الرياضة من السنة النبوية المطهرة، ومثلها مثل أي عمل يحتاج إلى نية، مؤكدين أن المسلم يؤجر عند ممارسة الرياضة بنية التقوي على العبادات، وحتى أمور الدنيا من تربية الأبناء والقيام بالواجبات والالتزامات المختلفة. وأوضح العلماء أن الرياضة أخذت حيزاً من حياة النبي صلى الله عليه وسلم، فلقد أمر بها، وفعلها، وأقر الصحابة على ممارستها حفاظاً على صحتهم وأجسادهم وكافأهم على ذلك. أحمد مراد (القاهرة) أوضح علماء أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يربي أصحابه على القوة والفتوة والرجولة، ويعدهم للحياة وللجهاد، فكان يقيم لهم المسابقات، وكان هو القدوة لهم في ذلك، حيث يقول الدكتور منصور مندور من علماء الأزهر: اهتم الإسلام بالجسد كما اهتم بالروح، وأكبر دليل على ذلك الصلاة، وما فيها من قيام وقعود وركوع وسجود واطمئنان والتفاتات، وهذه السنن كلها عبارة عن حركات، والحركة عماد الرياضة، وقد عرف النبي صلى الله عليه وسلم بالقوة والشجاعة والحيوية والنشاط، بل إن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يجهدون أنفسهم إذا مشوا معه أو صحبوه إلى مكان ما، وكان قد تجاوز الخمسين من عمره، و يقول أبو هريرة رضي الله عنه: «ما رأيت شيئاً أحسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم كأن الشمس تجري في وجهه، وما رأيت أحداً أسرع في مشيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنما الأرض تطوى له، إنا لنجهد أنفسنا وأنه لغير مكترث». سيرة الرسول يذكر لنا التاريخ كما أوضح الدكتور منصور، خروج النبي صلى الله عليه وسلم إلى الطائف من مكة التي تبعد عنها 50 ميلاً على الأقدام ذهاباً وإياباً، وتعرضه للأذى حتى سالت منه الدماء، وقصته معروفة في حفر الخندق، عندما كان يستعين به الصحابة رضي الله عنهم عند مواجهة صخرة كبيرة كسرت مجاذفهم الحديدية التي كانوا يحفرون بها، فاستعانوا بالرسول صلى الله عليه وسلم فضرب الصخرة فعادت كثيباً. ويؤكد أن ممارسة الرياضة من السنة النبوية المطهرة ومثلها مثل أي عمل يحتاج إلى نية، ويؤجر عليه المسلم إذا ابتغى به وجه الله عند ممارسة الرياضة بنية التقوي على العبادات وحتى أمور الدنيا من تربية الأبناء والقيام بالواجبات والالتزامات المختلفة يؤجر عليه المؤمن، أما بخصوص رياضة المرأة في الإسلام بشكل خاص، فتشير إلى ذلك رواية عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره وقوله لها: «تعالي حتى أسابقك». تقول عائشة رضي الله عنها: فسابقته فسبقته فسكت عني حتى إذا حملت اللحم وبدنت، خرجت معه في بعض أسفاره، فقال للناس تقدموا فتقدموا، ثم قال: تعالي حتى أسابقك، فسابقته فسبقني، فجعل يضحك وهو يقول: هذه بتلك، فأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها والصحابية الجليلة أم عمارة خرجن إلى المعارك، وركبن الخيل، وها هو ذهاب وإياب ذات النطاقين أسماء بنت أبي بكر لمؤونة الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبه في غار ثور ما يتطلب قوة في الأبدان إضافة إلى قوة الإيمان. مطلب شرعي الدكتور عبدالرحمن العدوي الأستاذ بجامعة الأزهر قال بما أن الرياضة وسيلة فعالة لتقوية الجسم وتقويمه، فهي بهذا مطلب شرعي، لا كما يظن البعض أنها من الأمور التي يجب على المسلم الابتعاد عنها باعتبارها لهوا يشغل عن العبادة والذكر، ويقلل من درجة الهيبة والاحترام بين الناس، وهذا فهم خاطئ لمعنى الدين الشامل الذي جاء ليصوغ المسلم جسديا وعقلياً وروحياً واجتماعياً وأخلاقياً، فالرياضة من أسباب بناء الجسم وتقويته، وهي تعينه على تأدية وظائفه، وتنظم دورته الدموية، وتحسن عمل المخ والقلب، وتقوي العضلات وتمنع ترهلها، وتزيد مرونة المفاصل، وتكسب المرء النشاط والحيوية. كما أن الرياضة باب لملء الفراغ في النافع المفيد، فلا يستغل في الانحلال والفساد. وعلى الجانب الأخلاقي تنمي أخلاق الفرد وتحسن علاقاته ومعاملاته مع الآخرين، وتربيه على أخلاقيات الفرسان كالقوة واحترام المنافس، وتنمي فيه روح التعاون والمنافسة الهادفة بين الأفراد والجماعات. الهداية الربانية الدكتورة سعاد صالح الأستاذ بجامعة الأزهر لفتت إلى أن الإسلام اهتم بالرياضة عند المسلمين رجالا ونساء وأطفالا، فقد راعى محبة الأطفال للعب والحركة والرياضة وعدها نوعا من الهداية الربانية في بناء الجسم، ومطلباً نفسياً وجزءًا لا يتجزأ من العملية البنائية والتربوية لدى الأطفال، ولذا كان صلى الله عليه وسلم يراعي ذلك فتارة يداعبهم ويلاعبهم، وتارة يلقاهم يلعبون فيقرهم ويتركهم، طالما لم تكن هناك مخالفات شرعية. بل كان يقيم بينهم المسابقات ويكافئهم، ففي مسند أحمد عن عبدالله بن الحارث رضي الله عليه عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصف عبدالله وعبيد الله وكثير بني العباس رضي الله عنهم ثم يقول: من سبق فله كذا وكذا... قال فيسبقون إليه، فيقعون على ظهره وصدره، ويقبلهم ويلتزمهم. وأقام مصارعة بين رافع بن خديج وسمرة بن جندب وهما ابنا أربعة عشر عاماً، فصرع سمرة رافعاً وقبلهما النبي في الغزوة بعد ما رأى قوتهما، وكان رافع راميا، وسمرة مصارعاً بطلًا، وهذا يدل على اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بناشئة الإسلام، وأنه كان يجرى بينهم المسابقات رغم كثرة أعبائه، وقد ورث عنه قادة الأمة هذه المهمة، ومازال الدهر يصدح بما روي عن عمر بن الخطاب في قولته المشهورة «علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل». إضاءة أوضحت الدكتورة سعاد صالح الأستاذة بجامعة الأزهر أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يهمل النساء بل دلت سيرته على اهتمامه بهن في هذا الجانب، كما اهتم بهن في كل الجوانب.. وليس أدل على هذا من حديث مسابقته لعائشة زوجته مرتين، سبقته مرة، وسبقها مرة.. فقال: هذه بتلك، ومن ثم فإن الرياضة للنساء أمر مباح إذا روعيت الضوابط الشرعية كعدم الاختلاط، أو التكشف، أو الدخول فيما يخص الرجال، أو شغل المرأة عن واجباتها الشرعية، أو إخراجها عن طبيعتها الأنثوية ونحو ذلك.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©