الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

علماء يدعون إلى استعادة دور المسجد وينتقدون سرعة انصراف المصلين

علماء يدعون إلى استعادة دور المسجد وينتقدون سرعة انصراف المصلين
10 ابريل 2014 20:34
اعترف علماء الدين بأن دور المسجد تراجع كثيراً في ظل تعدد أدوات اللهو ليتحول المسجد لمكان لا يقصده المسلم إلا لدقائق قليلة يؤدي فيها صلاته لينصرف بأقصى سرعة، وهو الأمر الذي يجعل المساجد تواجه مجموعة من العقبات في سبيل الدعوة، وقد تتابعت تلك العقبات على مدى السنين وبتأثير من الغزو الثقافي الغربي وهجوم العولمة الترفيهية في أبشع صورها، بالإضافة إلى التشويه الإعلامي. حسام محمد (القاهرة) أوضح فضيلة الشيخ محمد زكي أمين عام مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر أن ضعف دور المسجد هو انعكاسٌ لِضَعْف الأمّة الإسلاميّة ولن تكون الصحوة والنهضة الإسلاميّة إلا عندما يقوم المسجد بدوره الشامل ويرتقي بأساليبه ووسائله التربويّة والتعليميّة والتوجيهيّة بما يتناسب مع احتياجات العصر ومقتضياته. ويضيف: وإذا كنا نريد أن نعيد الانضباط إلى كل شيء في حياتنا فيجب أن نعيد الإخلاص والإيمان، فالإخلاص لله إذا تعمق في نفوس الناس فإننا سنعيد من جديد وجود القدوة الحسنة والصالحة في نفوس أطفالنا وشبابنا، بالإضافة إلى ذلك فإن المسجد يجب أن يستعيد دوره ويجب أن تعمل المؤسسات الدينية جاهدة على دعم المسجد وإمداده بالدعاة المؤهلين القادرين على اتباع أفضل فنون الاتصال بالشباب حتى نجذبهم من جديد إلى المسجد وداخل المسجد يستطيع الدعاة بث الأفكار الإيجابية، واجتثاث الأفكار السلبية من أذهان الشباب المسلم، الذي سيخرج من المسجد بعد أن استمع للقرآن الكريم وتهذب بخلق القرآن ووقتها ستختفي من حياتنا كل الممارسات التي نرفضها جميعاً. تعاليم المسجد أما فضيلة الشيخ شوقي عبداللطيف وكيل وزارة الأوقاف المصرية سابقا والمشرف العام على شؤون الدعوة والمساجد في مصر فيقول إن الأصل في المسجد أنه ليس دار عبادة فحسب، وإنما هو المربي لهذه الأمة، حيث يجتمع المسلمون فيه للصلاة فيقفون جميعا صفوفا ليتعلموا بصورة عملية النظام والانضباط والتواصل فيما بينهم، وقديما كانت المساجد هي المحرك الرئيسي لكل شؤون المجتمع المسلم، بل لقد خرجت من المساجد المقاومة الشرسة التي أخرجت المستعمر الأجنبي من بلادنا العربية والإسلامية وللمسجد دور في وضع اللبنة الأولى للأسرة، حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم “أعلنوا هذا النكاح في المسجد واضربوا عليه بالدفوف”. جذب الشباب وقال: الملاحظ اليوم أن دور المسجد تراجع ولكن هذا التراجع يعود أساسا إلى المسلمين بشكل عام والشباب منهم بشكل خاص، ولابد من جذب الشباب المسلم إلى المسجد، وهذا يكون لاسترجاع دور المسجد الإصلاحي في عصر العولمة الشرسة، واسترجاع رواد المسجد للمسجد، وذلك يكون بداية حقيقية لاستعادة دور المسجد الإصلاحي وبعدها يأتي تحقيق الدور الحقيقي والفعال في المسجد، بحيث لا يقتصر دور المسجد على السجود والركوع وقراءة القرآن فقط ولكن يكون مثل مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جامعة للأنشطة التعبدية والاجتماعية، ويسهم بدوره -هو وملحقاته- وبشكل فعال في مجالات الحياة كافة. مركز القرار ويقول الدكتور محمد المختار المهدي عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر: المسجد كان منذ صدر الإسلام النواة لبناء المدينة الإسلامية وإلى جانبه تنشأ دار الإمارة، وهو ما يتطلب العمل لاستعادة وظائفه التعليمية والاجتماعية والسياسية، إذ لم تكن خطبة الجمعة هي الخطبة الوحيدة التي تؤدى بالمسجد، بل كان مركزا لاتخاذ القرارات، ولكن اليوم نهتم ببناء مساجد ضخمة معماريا لتصبح علامة بارزة ومنافسة داخل المجال العمراني لمدننا الإسلامية من دون الاهتمام بما يمثله المسجد على المستويين الأخلاقي والتربوي، وبالإضافة إلى هذا فإن الوعظ السلبي لعب دورا هو الآخر في تدهور دور المسجد الإصلاحي، في ظل اتجاه أكثر الخطباء إلى الوعظ السلبي الذي لا يقيم أمة ولا ينشئ مجتمعا، وعدم تعرضهم للواقع الحياتي الذي يحياه الناس خاصة الشباب، وبالتالي فإن أول سبل عودة دور المسجد هو ضرورة إعادة النظر في طرق تأهيل وتدريب الأئمة والدعاة، ومن المهم أن نقوم بعمل اختبارات متقدمة لمن نوفدهم إلى الغرب للدعوة إلى الإسلام يجب أن نقوم بتأهيل جيد للدعاة في الداخل الإسلامي حتى تتوافق رؤاهم مع طبيعة العصر. ويضيف: ومن الواجب أن يدعم رجال الأعمال العرب الأثرياء وهم كثيرون دور المساجد في كبح جماح الانحراف الأخلاقي، وذلك بأن يتبنى رجال الأعمال جزءا من العمل الدعوي والخيري الذي يقوم به المسجد، بحيث يتوفر للمسجد القدرة المالية على مساعدة فقراء ومرضى المسلمين. اختيار العلماء ويقول الدكتور حامد أبوطالب عضو مجمع البحوث الإسلامية: إذا أردنا أن نعيد دور المسجد فلابد أن نعمل على اختيار العلماء من ذوي الكفاءات والعلم وصقل مواهبهم وتنمية مهاراتهم عن طريق التدريب والدراسة المتواصلة وإحاطتهم بما يدور حولهم في المجتمع من متغيرات، حتى يلم الداعية بأحوال المجتمع عن طريق المراكز البحثية التي تولي اهتمامها بدراسة المجتمع بغية تغيير الواقع إلى ما هو أفضل حتى نصل إلى الصورة المنشودة، ثم نضع محصلة هذه الدراسات أمام العلماء لمحاولة فهم الواقع الاجتماعي فهما صحيحا في التعامل مع المجتمع، وفق قواعد الدين ومستجدات العصر. وتوفير الإمكانات اللازمة للداعية ليتفرغ لمهمة الدعوة فإنسان مشغول بالبحث عن لقمة العيش سيضيع عمره ولن يجد وقتا ليؤدي رسالته، ولابد من تنظيم ممارسة العمل الاجتماعي داخل المساجد لدعم الدور الاجتماعي للمسجد وإعادته إلى ما كان عليه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©