دورة أصدقاء الشرطة تكسر حاجز الخوف من رجل الأمن

لم يعد الطالب أحمد عيسى سبيل بلال يخاف رجال الشرطة بل أصبح حلمه أن يكون ضابط شرطة في المستقبل، وتغير مفهومه لرجل الأمن ومهمته، ليدرك بعد إنضمامه إلى ''دورة أصدقاء الشرطة'' أن الشرطي ''مواطن يسعى لتأمين الحماية للمجتمع وعلينا نحن كأفراد في المجتمع أن نساعده على تحقيق الأمان للجميع''· ويقول أحمد إن الدورة أبعدته عن قضاء أوقات فراغه في الكافتريا ومحال الألعاب الإلكترونية طوال الإجازة الصيفية· وأحمد هو واحد من 4000 طالب انضموا الى دورة أصدقاء الشرطة التي تنظمها سنويا الإدارة العامة لشرطة الشارقة بهدف حماية الأبناء من الفراغ خلال العطلة الصيفية في كل من إمارة الشارقة والمنطقة الشرقية والمنطقة الوسطى (الذيد)· وكل طالب استفاد من الدورة على طريقته، فمعاذ جاسم عبدالله في الصف الثامن والحائز على المركز الأول في مدرسة عبدالله بن الزبير في خورفكان يقول إن الدورة أكسبته ''الكثير من المعارف العملية والعلمية''، وعلى الرغم من أن انضمام معاذ الى الدورة أتى نتيجة ضغط عائلته وتشجيعهم له ''للابتعاد عن رفقاء السوء والجلوس أمام شاشات التلفزة والإنترنت طوال فترة العطلة الصيفية''، إلا أن معاذ أعرب عن استمتاعه بالتعرف على أجزاء السلاح وكيفية فكه وتركيبه على أيدي مدربين من رجال الشرطة، إضافة الى إطلاعه على الخدمات الشرطية كافة· وإلى جانب ما تقدمه للطلاب من توسيع آفاقهم على مهنة مستقبلية، فإن الدورة ساهمت أيضا في تدريبهم على ''تحمل المسؤولية والاعتماد على النفس''، فقرار عمر حمد محمد الطالب في الصف التاسع في مدرسة أبو أيوب الأنصاري في كلباء، الالتحاق بدورة أصدقاء الشرطة أتى مدفوعا برغبته في ''التعرف على مهام الشرطي من أجل تقديم الأمن والحماية لأفراد المجتمع''· وهو يقول إن أهم ما اكتسبته خلال الدورة تمثل في ''الإحترام والإنضباط''· وينصح عمر زملاءه الطلاب بالإلتحاق ب''دورة أصدقاء الشرطة'' ويغريهم ب''متعة التعرف على أنواع الأسلحة وكيفية استخدامها'' إضافة إلى متعة إرتداء الزي العسكري· فالإدارة العامة لشرطة الشارقة توفر للطلاب الزي العسكري وتؤمن لهم المواصلات ذهابا وإيابا حسب المناطق بالتعاون مع مواصلات الإمارات· وقال رئيس قسم العلاقات والتوجيه المعنوي النقيب إبراهيم مير إن ''دورة أصدقاء الشرطة'' تضم طلابا من سن الثانية عشرة ولغاية السابعة عشرة تهدف الى ''ملء أوقات الفراغ وإشغال الطلاب بما هو مفيد وتعليمهم وتدريبهم على الانضباط وتحمل المسؤولية بالإضافة إلى كسر حاجز الخوف لدى الصغار من رجل الشرطة وتوضيح رسالة رجال الأمن بحفظ المنجزات وتحقيق الأمن والأمان للمواطنين والمقيمين وحماية الأنفس والممتلكات من الأخطار''· انطلقت فكرة هذه الدورات سنة 1987 وتعد الدورة الحالية الـ 21 في الشارقة ، ويتراوح عدد المنتسبين بين 100 و150 منتسبا في مقر الأكاديمية والعلوم الشرطية· وفي المنطقة الشرقية التي تشمل مدينة خورفكان ودبا الحصن ومدينة كلباء، فالدورة الحالية هي الثانية عشرة ويتراوح عدد المنتسبين بين 50 و90منتسبا يتدربون في مدرسة الجسر وذلك بالتعاون مع مكتب الشارقة التعليمي في المنطقة الشرقية، وفي المنطقة الوسطى فهذه الدورة الثالثة ولا يزيد عدد المنتسبين عن 70 منتسبا في معهد الخضيرة التابع للأكاديمية· وتبدأ ''دورة أصدقاء الشرطة'' سنويا في 15 يونيو وتستمر لمدة شهرين· ويتم التدريب فيها يوميا من الساعة السابعة والنصف صباحا وحتى الواحدة ظهرا يتلقى المنتسب خلالها تدريبات على برامج متنوعة وشاملة منها التدريبات العسكرية إلى جانب البرنامج الأكاديمي والمحاضرات الأمنية في الدفاع المدني والإسعافات الأولية والمصارف والبنوك بالإضافة إلى المحاضرات الدينية والثقافية وبرنامج الرحلات الترفيهية والعلمية إلى المتاحف والدوائر المحلية ورحلات سياحية للتعرف على معالم الوطن· وأشار النقيب مير إلى أن جديد الدورة لهذا العام تمثل في تقديم الدورات التخصصية للأفراد المنتسبين في الشارقة· فالطلاب استفادوا هذا العام من تدريبات على أيدي متخصصين في السباحة والغواصة وركوب الخيل· وستمنح الدورة طلابها رخصة دولية في الغواصة والحاسب الآلي بالتعاون مع معهد الشروق· وأكد مير أن الطالب الذي ينهي الدورة بدرجة تفوق يحظى بفرصة تعيينه كموظف في الإدارة لمدة شهرين براتب شهري· وآمل أن يحضى طلاب المنطقتين الشرقية والغربية بالفرصة نفسها في العام المقبل مع توفر المكان المناسب· بدوره قال وكيل ميدان في قسم المعهد الأكاديمي في شرطة الشارقة والمشرف على التدريب في المنطقة الشرقية سعود تميم الريامي إن إهتمام أولياء الأمور وأبنائهم للإلتحاق بدورة أصدقاء الشرطة يتزايد سنويا· وتحدث عن برنامج الدورة في المنطقة الشرقية حيث يشرف 6 مدربين على تدريب 91 منتسبا في صالة الخليل بن أحمد في مدرسة الجسر· وتشمل الدورة برنامجين أكاديمي وتدريبي· ويتلقى الطالب خلال البرنامج الأكاديمي محاضرات ثقافية وتوعوية بالتعاون مع عدة جهات منها دائرة الأوقاف وبلدية كلباء (قسم الصحة) ودائرة الإعلام والثقافة وإدارة المرور والتراخيص والجنسية والإقامة إضافة إلى إدارة الطب الوقائي التي تتكفل في المساعدة على تدريبات الإسعافات الأولية، وحظي الطلاب بفرصة تنفيذ عملية إطفاء حريق وهمية بالتعاون مع الدفاع المدني· أما البرنامج التدريبي ومدته ثمانية أسابيع يشــــمل فك وتركيـــــب السلاح والقبض والتسديد والاعتناء والتنظيف بالسلاح والتعبئة والتفــــريغ واحتــــياطات الأمان في المســـدس ووضعيات الرماية والذخــــيرة الحــية· ولفت الريامي إلى أن هذا البرنامج يحظى بأعلى نسبة إلتــزام بين الطلاب· وتعـــمد إدارة الدورة على توزيع نشــرة أســبوعية لأولياء الأمور توضح لهم الـبرامج التي تلـقاها الطالب خلال أسبوع·