الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«صدمة آي باد» تهزّ قطاع الصناعات الإلكترونية في اليابان

«صدمة آي باد» تهزّ قطاع الصناعات الإلكترونية في اليابان
29 مايو 2010 21:27
شهد أول أمس الجمعة حدثاً مهماً على مستوى الأجهزة الإلكترونية عندما عمدت شركة “آبل” الأميركية إلى طرح الكمبيوتر اللوحي “آي باد” على المستوى العالمي بعد أن كانت قد أطلقته في الولايات المتحدة منذ 3 أبريل الماضي. وتسابقت المتاجر الكبرى في آسيا وأوروبا لبيع الجهاز بعد أن سبق لها أن خبرت العوائد المادية الكبيرة التي تنطوي عليها أجهزة “آبل” بشكل عام، وخاصة منها الهاتف المحمول “آي فون”. وفي اليابان، سبق للناس أن تحدثوا قبل بضع سنوات عما يسمى بـ”صدمة آي بود” iPod shock بعد أن شعروا بأن جهاز “آبل”، تفوّق على أجهزتهم الإلكترونية الشهيرة التي اعتادت على إطلاقها شركات عريقة مثل سوني التي أطلقت جهاز “ووكمان” المتفوّق. ثم أتت بعد ذلك “صدمة آي فون”؛ وهو الهاتف المحمول الذي دفع كبريات الشركات اليابانية المتخصصة بهذه الصناعة إلى إعادة النظر في استراتيجياتها حتى تتمكن من بناء نظير له. ويقول المحلل الياباني هيروكو تابوتشي إن “صدمة آي باد” التي استشعرها أبناء جلدته أول من أمس الجمعة، جاءت لتلقي المزيد من الضوء على مشكلة تراجع القدرة على الابتكار في صناعة الأجهزة الإلكترونية اليابانية بعد أن كانت تفتخر باحتلال موقع الريادة في هذا المجال التكنولوجي الحساس. وتم إطلاق “آي باد” أول من أمس في تسعة بلدان هي اليابان وأستراليا وبريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وسويسرا بعد أن بيعت منه أكثر من مليون نسخة في الولايات المتحدة. وفي وسط طوكيو، تهافت الناس على محال بيع “آي باد”؛ وشهد أحد هذه المحال تشكيل طابور اصطفّ فيه أكثر من 1200 مشترٍ. وعبّر بعض اليابانيين عن عدم اكتراثهم بالجهاز الجديد، ومنهم رجل أعمال يدعى توشيهيكو ساكاي الذي بدا غير مهتم بجموع الناس التي تجمعت أمام مخزن “آبل” في طوكيو؛ وعندما سئل عن موقفه من الجهاز الجديد قال: “كفانا ضجيج؛ فأنا لا أشعر بأنني بحاجة لأي أجهزة جديدة”. ولم يكن الأمر مختلفاً في باريس. وعندما سئلت امرأة فرنسية تدعى ديسي ميزون تبلغ 52 عاماً من عمرها، وتعمل مديرة لمحل لبيع العاديات والقطع الأثرية القديمة، عن السبب الذي يدفعها للخوض في الزحام حتى تتمكن من شراء الجهاز “اي باد” في اليوم الأول لإطلاقه، قالت: “لا أحد هنا يعلم حقيقة الدافع وراء هذا التهافت الكبير على شرائه”. ولكن هذه السيدة عادت لتبرر موقفها عندما قالت إن الجهاز يساعدها على الاتصال بزبائنها. ويقول خبراء إن الشركات العملاقة لصناعة الإلكترونيات في اليابان مثل “سوني” و”باناسونيك” تشعر بأنها أصبحت تحت ضغوط قوية من جهتين. تكمن الأولى في إقدام المنافسين الآسيويين على بناء أجهزة يدوية أرخص من تلك التي اشتهر بها اليابانيون. وبسبب هذه السياسة الناجحة، أصبحت شركة سامسونج الكورية الجنوبية تستأثر بنحو 25 بالمئة من أسواق الشاشات التلفزيونية المسطحة وفقاً لإحصائيات أنجزتها شركة “ديسبلاي سيرتش” الاستشارية. وتستأثر شركة “إيسير” التايوانية بالمرتبة الثانية عالمياً في مبيعات الكمبيوتر الشخصي بعد شركة هيوليت باكارد الأميركية بسبب سياسات التسعير المدروسة التي تتبعها. ولقد أصبحت تستأثر بأكثر من مبيعات شركة توشيبا اليابانية من أجهزة الكمبيوتر وفقاً لإحصائيات أنجزتها شركة “آي دي سي” الاستشارية. وتأتي القوة الضاغطة الثانية من الحقيقة التي تفيد بأن شعار “صنع في اليابان” فقد رنينه ومدلوله الابتكاري أمام الإبداعات الجديدة للشركات الأميركية العاملة في قطاع التكنولوجيات الاتصالية الدقيقة، وخاصة منها شركة “آبل”. ولا غرابة في أن جهاز “آبل آي بود” ما زال حتى الآن يقود أسواق أجهزة تشغيل الموسيقى في اليابان. وعلى الرغم من الانتقادات التقنية التي توجّه لهذا الجهاز، إلا أنه لا يزال يتفوق على الأجهزة اليابانية كافة لتشغيل الموسيقى. وكل يوم يتزايد عدد أجهزة “آي فون” التي تباع في اليابان حتى وصل هذا العدد إلى 1.69 مليون جهاز أو ما يساوي 72 بالمئة من الحجم الكلي للسوق المحلية من أجهزة الموبايل وفقاً لإحصائيات أنجزها معهد “إم إم ريسيرتش” للبحوث. وتثبت كل هذه الحقائق أن الصناعة اليابانية الدقيقة تعاني الآن من هذه “العفاريت” الجديدة التي تظهر في الأسواق بين الحين والآخر لتهزّ صورتها وتضعف من قوتها على المنافسة في الأسواق العالمية، وكان “آي باد” من أحدثها، إلا أنه من دون شك سيكون الأكثر تأثيراً. عن صحيفة “إنترناشونال هيرالد تريبيون”
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©