الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

المدربون المواطنون: الفرصة والثقة قبل المحاسبة

المدربون المواطنون: الفرصة والثقة قبل المحاسبة
26 يوليو 2008 00:33
تفاعل مدربون مواطنون مع النداء الذي أطلقه أحمد عيسى نائب رئيس مجلس إدارة النادي الأهلي الأسبق عبر صفحات ''الاتحاد'' عندما أكد على ضرورة إصدار تشريع يحمي المدرب المواطن ويضمن له فرصة في الأجهزة الفنية لكافة فرق الدوري الإماراتي· وطالب المدربون بضرورة إنصافهم من قبل لجنة دوري المحترفين واتحاد اللعبة، بعدما أهدرت إدارات الأندية حقوقهم ولم تصن تاريخهم كلاعبين أو تمنحهم الفرصة كمدربين مؤهلين حاصلين على أعلى الشهادات في مجال التدريب· واتفق المدربون على ضرورة تفعيل دور رابطة المدربين المواطنين لتكون مهمتها البحث عن حقوق المدرب المواطن ومتابعة مسيرته مع الأندية والبحث عن سبل تمكن المدرب من زيادة دخله وحصوله ولو على نصف ما يحصل نظيره الأجنبي في نفس موقعه· وطالب المدربون بضرورة أن يحصلوا على الفرصة كاملة قبل أن تتم محاسبتهم، بدلا من اقتصار دورهم في الفرق الأولى على منصب مدرب الطوارئ، الذي يتم الاستعانة به عند فشل المدرب الأجنبي دون أي ترضية مادية، معتمدة إدارات الأندية على شعارات من قبيل (ابن النادي وغيرها)· وكشف المدربون المواطنون خلال الحوار المفتوح الذي أجرته ''الاتحاد'' مع عدد منهم، عن الظلم المادي والمعنوي الذي يتعرضون له من إدارات الأندية، بحيث لا يتعدى أجر المدرب المواطن في المراحل السنية في المتوسط الـ4 أو8 آلاف درهم على أقصى تقدير، فيما يحصل أي مدرب أجنبي يتم التعاقد معه لفريق بالمراحل السنية على أضعاف هذا الراتب مع امتيازات السكن والسيارة وغيرها من الامتيازات التي لا يحصل المدرب المواطن على ربعها· وتساءل المدربون: لماذا لا يفرض الاتحاد تعميما على الأندية يقضي بضرورة تواجد مدرب مواطن محدد الصلاحيات بالأجهزة الفنية، مثلما يحدث في الدوري الإنجليزي على سبيل المثال؟ وما بين هذا الرأي وذاك أثبت المواطن نجاحه في العديد من المهن والوظائف المختلفة التي كانت قصرا على الخبرات الأجنبية ليبقى التساؤل لماذا لا يحصل المدرب على الثقة؟ طالما كان متسلحا بالدراسة والعلم التدريبي الكافي فضلا عن مهاراته في الملاعب في السابق· واتفق المدربون على أن حال المدرب المواطن لا ترضي أحداً وأصبح مهمشا في معظم الأندية ولا يوجد له دور حقيقي، اختلفت الآراء ولكنها اتفقت على تهميش المدرب المواطن، فماذا قال أصحاب الرأي: منذر عبد الله: الأندية تخشى المدرب المواطن قال منذر عبدالله المحلل بقناة ''أبوظبي الرياضية'' والمدرب السابق: ''الأندية في الدولة لم تقدم أي جديد يصب في صالح المدرب المواطن حتى نعطيها الخيار بعمله وحصوله على فرصته''· وأضاف: ''صبرنا على الأندية ما يزيد على الـ 20 سنة ولا نزال ''محلك سر''، ولم تتطوع إدارة ناد لتعطي مدرب الفرصة حتى نحكم في النهاية، وبالتالي علينا أن نطالب بإصدار قرار في هذا الأمر، بعد أن اعتادت الأندية أن تفرض عليها القرارات من الجهات المعنية''· وأكد منذر عبد الله أن ''إدارات الأندية تسعى خلف الحل السهل بالمدرب الأجنبي، فيما يكون قرار المدرب المواطن أصعب، وقد يجد رفض من الشارع الرياضي الذي يريد اسما كبيرا في عالم التدريب، فيما لو نجح المدرب المواطن قد يكون ذا تأثير·· وبالتالي تخشى الأندية من نجاح المدرب المواطن، لأنه قد يقلب أوراق الإدارات حال نجاحه وتفوقه وقد يقلب الرأي العام ضد الأندية، بينما الأجنبي لا يعرف عن الإدارة شيئا، ولو رحل يحصل على مستحقاته ويترك الفريق''· وقال: يجب العمل على إنشاء رابطة للمدربين المواطنين مثل رابطة الحكام وغيرها في هذا التوقيت الذي يتم فيه بلورة قوانين وتشريعات متعلقة بدوري المحترفين، وأرجو ان تهتم الرابطة بإصدار تشريع حول المدرب المواطن أو اتحاد اللعبة''· رأي اتحاد الكرة توطين المهنة خلال 10 سنوات اعترف يوسف عبد الله الأمين العام لاتحاد الكرة بأن قضية المدرب المواطن تحتاج إلى تحرك فوري وسريع من كافة الأطراف، خصوصا اللجنة الفنية للاتحاد، والتي يجب عليها دراسة آليات إصدار تشريع يفرضه الواقع· وقال: الظروف التي تمر بها كرة الإمارات من شأنها ضمان فرض المدرب المواطن في عصر الاحتراف، الذي ستهرول فيه الأندية خلف المدرب الأجنبي وتنسى المدرب المواطن كالعادة· وفيما يتعلق بمطالبة المدربين المواطنين بإنشاء رابطة تحمل اسمهم وتعمل على الدفاع عنهم والقيام على مصالحهم قال: ''الكرة الآن في ملعب المدربين أنفسهم، لأن النظام الأساسي للاتحاد يمنحهم الفرصة، وينص على انشاء رابطة للمدربين المواطنين، وبالتالي عليهم أن يجتمعوا ويضعوا الخطوط العريضة للرابطة من أجل تأسيسها ويرفعوا مذكرة بالاجتماع لاتحاد اللعبة، الذي يعمل على إشهار الرابطة من أجل أن تبدأ في مزاولة عملها بشكل يضمن حصول المدرب المواطن على حقوقه الضائعة، لكن أولا يجب أن يتكاتف كافة المدربين المواطنين وتتم اتصالات بينهم من أجل تحويل الرابطة إلى واقع ملموس'' واضاف: القضية تكمن في أن هناك بالفعل كفاءات مواطنة، ولكنها معطلة وغير مرغوب فيها وبالتالي يجب أن يتحرك اتحاد اللعبة لوضع أهداف استراتيجية من أجل ضمان وجود المدرب المواطن على رأس الأجهزة الفنية للفرق المختلفة في غضون فترة لا تزيد على السنوات العشر، وعلى الاتحاد أن يحصر المدربين المواطنين المتواجدين في الساحة حاليا· وقال: يجب وضع برنامج محدد حول احتياجات الكرة الإماراتية من المدرب المواطن، فمثلا لو وجدنا العجز في المراحل السنية، نعمل على توجيه الطاقة الموجودة نحو الفئات السنية وهكذا حتى نصل للفريق الأول· وأضاف: الأمر حاليا اختلف وأصبح التخصص مطلوبا في علم التدريب، فهناك مدرب في الأحمال وآخر لحراس المرمى وثالث للإحصاء والتحليل وعلينا توجيه المدربين الذين يدرسون اللعبة للتخصص في المجال الذي لايتوافر فيه مواطنون ويأتي ذلك عبر خطة استراتيجية واضحة المعالم مع ضرورة تجهيز البيئة المناسبة أمام المدرب المواطن حتى يحقق النجاح المطلوب ووقتها يمكننا القول إن مهنة التدريب ستصبح مهنة وطنية بعد 10 أعوام· وأكد يوسف عبد الله أن معظم الكفاءات الوطنية في التدريب هربت لعدم وجود من يعطيها الفرصة ما دفع المدربين المواطنين للبحث عن وظائف وأصبح عملهم في النادي في وقت الفراغ أو كمهنة ثانوية غير أن هذه العقلية يجب أن تتغير لتغير مفهوم اللعبة من الهواية الى الاحتراف· اليماحي: لن نرى مدرباً مواطناً ولو بعد 200 سنة أكد ناصر اليماحي رئيس لجنة العلاقات العامة والإعلام باتحاد الكرة رئيس مجلس إدارة نادي الفجيرة أن المدرب المواطن حقه مهضوم في الساحة الرياضية بشكل عام وليس في كرة القدم فقط· وأشار اليماحي الى أن المرحلة المقبلة تحتاج لتشريع واضح سواء من اتحاد اللعبة أو الهيئة أو أي جهة أخرى تعمل على وضع المدرب المواطن في مكانه الطبيعي حتى ننجح في خلق جيل من المدربين القادرين على قيادة الفرق الأولى، لأن الأندية لن تتحرك من تلقاء نفسها وتضع مدربا مواطنا مع الجهاز الفني الأول الذي يأتي عادة بالكامل من الأجانب· وقال: الكفاءات الوطنية موجودة في التدريب، وتحتاج لمن يثق بها ويعطيها الفرصة، ولو تركنا الأمر بيد الأندية سيظل الحال كما هو عليه، فلن نرى مدربا مواطنا في الفريق الأول ولو بعد 200 سنة، لأن الأندية تريد النتائج السريعة والإيجابية فقط''· وأشار اليماحي إلى ان الأندية أمامها فرصة ذهبية لتجربة المدرب المواطن في مواقع مهمة قريبة من الفريق الأول، ألا وهو دوري الرديف الموسم المقبل الذي سيكون له حضور كبير ومتابعة لا بأس بها وعلى المدرب المواطن ان يثبت هو الآخر جدارته بالحصول على الفرصة ويقدم أوراق نجاحه للإعلام وللرأي العام قبل مجالس الإدارات، عبر النتائج الطيبة والمواهب التي يسهم في تصعيدها للفريق الأول· عبد الله صقر: الأجانب سلع مغشوشة قال عبدالله صقر مدرب المنتخب الوطني ونادي الشباب السابق: ''موقف إدارات الأندية السلبي مع المدرب المواطن دفع كفاءات تدريبية مواطنة للهروب من مهنة التدريب، فضلا عن مواهب كروية خلال الأجيال الأخيرة كان من الممكن أن تنجح في مجال التدريب، لكنها فضلت البحث عن وظيفة تؤمن بها مستقبلها''· أضاف: ''حل القضية يكمن في تشريع واضح يصدر عن الاتحاد ويحمي المدرب المواطن، لا سيما أن الأندية تحتاج بالفعل لوجود مدرب مواطن ضمن الأجهزة الفنية بحيث يأتي المدرب الأجنبي ويطلب طاقما أجنبيا بالكامل عادة ما يكون طاقم الولاء الخاص به، وبالتالي لن يكون ولاء هذا الطاقم للنادي أو اللاعبين، بل سيكون ولاؤه للمدرب، وقد يسكت عن أخطاء تدريبية ولا يفضحها، أما المدرب المواطن فسيكون ولاؤه لناديه ولاعبيه، وفي حالة حدوث أخطاء فنية عليه التدخل أو إبلاغ الإدارة للتصرف وإنقاذ ما يمكن إنقاذه''· وأضاف: ''هناك مدربون مواطنون يرتقي مستواهم العلمي والمهني فوق مستوى الكثيرين من مدربين حضروا ونالوا المال والسمعة من دورينا وبعضهم لم يحصل على أي شهادة تدريبية معترف بها، أو حتى لم ينل أي فرصة تدريبية في بلده، كونه لم يكن محل ثقة كافية، وبالتالي يكون هؤلاء سلعا مغشوشة تشتريها الأندية وتدفع فيها ملايين الدراهم كل عام''· رأي محايد شوم: المدرب المواطن ذكي اعترف الألماني برنارد شوم خبير التدريب باتحاد الكرة، الذي أشرف على تدريب وتخريج جيل من المدربين المواطنين خلال العامين الماضيين، أنه ومن خلال احتكاكه بمدربين مواطنين، بأنهم على درجة عالية من الكفاءة والذكاء خلال الدورات المختلفة التي حاضر فيها· وأشار شوم إلى أن الواقع يقول إنه رغم ذكاء وموهبة المدرب الإماراتي، إلا أن معظم الأندية لا تثق بقدراته· وقال: العلاقة بين المدرب والنادي يجب أن تكون تفاعلية، بمعنى أن يقاتل المدرب المواطن متى ما حصل على فرصة ولو في فريق المراحل السنية، ليثبت مهارته وقدرته على اتخاذ القرارات وقيادة اللاعبين وهو ما قلته للمدربين إن المهنة ليست سهلة ولن ينجحوا فيها بسهولة وعليهم التمسك بالفرصة مهما كانت صغيرة''· وأشار شوم إلى أنه خرج مدربين وصلوا للرخصة ء المعترف بها من الاتحاد الآسيوي والدولي قادرين على قيادة فرق درجة أولى في فرق مختلفة ليس بالدوري الإماراتي فحسب، بل في أي موقع وأي فريق، غير أن المشكلة هي عدم الثقة في امكانياتهم التي يتبعها تراجح في حماس المدربين، وبالتالي أرى أن الأندية ستكون مطالبة خلال الفترة المقبلة بالاستفادة من الإمكانات والطاقات الحالية التي عمل اتحاد اللعبة على توفيرها عبر الدورات التي أقامها خلال العامين الماضيين ليضمن تأهيل كوادر وطنية· سيف سلطان: الفرصة غائبة خلال 20 سنة اعترف سيف سلطان لاعب العين والمنتخب الوطني ومدرب المراحل السنية السابق باتحاد كلباء أن المدرب المواطن لم يحصل على فرصة كاملة طوال السنوات العشرين الأخيرة، بخلاف مدربين برزوا كمدربين طوارئ أنقذوا أنديتهم بعد فشل الأجانب، ولكن الثقة فيهم لم تدم، وهو ما حدث مع عبد الله صقر في الشباب وجمعة ربيع من الشارقة· وقال سيف: ''الوضع أصبح مختلفا ولدينا في الإمارات مدربون مؤهلون بشكل علمي عبر دراسة مهنة التدريب والحصول على رخصة متقدمة في هذا المجال، وهي الرخصة التي لم يستطع معظم الأجانب الذين عملوا بدورينا الحصول عليها''· وأكد سيف سلطان أنه حصل على الرخصة ء في التدريب وقاد فرق المراحل السنية وحقق نجاحات مختلفة غير أن أحدا لم يضمه لجهاز الفرق الأولى هو أو غيره من المدربين المواطنين· وقال سيف: ''الثقة غائبة تماما في المدرب المواطن الذي لا يهتم به أحد ولا تعامله إدارة أي ناد بشكل لائق، حتى فيما يتعلق بالحقوق المادية والأدبية، وعلى الأندية أن تمنحه الفرصة بالتدريج مع المراحل السنية، واذا ما أثبت نجاحه يترقى لفرق أعلى حتى فريق الرديف وبعدها يتولى الفريق الأول، لكن هذا لم يحدث حتى الآن''· واضاف: أطالب بإنشاء رابطة للمدرب المواطن تضم مدربين أصحاب الرخص الدولية المعترف بها وأن تكون مهمتها البحث عن حقوق المدرب المواطن، لأن الوضع الحالي غير منصف للمدرب المواطن الذي يحصل الأجنبي على كافة حقوقه''
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©