الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الاحتراف.. «سارق فرح» المعتزلين

الاحتراف.. «سارق فرح» المعتزلين
29 مارس 2015 22:45
معتصم عبد الله (دبي) مهرجان اعتزال ناصر خميس مهاجم الوصل ونجم منتخبنا الوطني السابق، والذي أقيم منتصف يناير الماضي باستاد زعبيل في نادي الوصل بحضور نحو 4200 مشجع، والذي انتظر نحو 15 عاماً لإقامة مهرجان اعتزاله الذي تأجل مرتين، الأولى في العام 2004، والثانية في عام 2010 ، قبل أن تكون الثالثة ثابتة بإقامة حفل تكريمه في 2015، أعاد الحديث عن اختفاء فكرة مهرجانات الاعتزال والتكريم في الساحة الرياضية المحلية، خلال السنوات القليلة الماضية، مع دخول عصر الاحتراف، بعد أن ضاعت معالم الجهات المنوط بها تكريم اللاعبين المعتزلين، في ظل كثرة انتقالات اللاعبين بين الأندية المختلفة، الأمر الذي يجعل فرص إقامة مهرجانات أخرى ضيقة إلى أبعد الحدود. حاولت «الاتحاد» التنقيب في ملف «مهرجانات الاعتزال ما بين الوفاء والجفاء»، للبحث عن مسببات الغياب، والشروط والمعايير الواجب توافرها لإقامتها، مع استعراض أبرز المهرجانات التي أقيمت للاعبي الإمارات والخليج، حيث يتصدر المشهد حفل اعتزال أحمد عيسى نجم الأهلي السابق، وأول قائد لمنتخبنا الوطني الأول لكرة القدم، حيث يعد مهرجان اعتزاله الذي أقيم صيف 1980 في ستاد راشد بالنادي الأهلي في دبي، بحضور المغفور له الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم، الأول من نوعه في الملاعب المحلية، بعد أن كان عيسى سباقاً أيضاً في أنه أول اللاعبين الذين يعلنون اعتزالهم بصورة رسمية، في الوقت ذاته تحتفظ ذاكرة الرياضة الإماراتية بمواجهة يوفنتوس الإيطالي ومنتخب نجوم العالم الذي استضافه ملعب مدينة زايد الرياضية في أبوظبي، بحضور نحو 60 ألف متفرج، في مهرجان اعتزال عدنان الطلياني لاعب القرن في الإمارات. قال الكابتن أحمد عيسى عن ذكريات تلك الأيام، «فكرت في الاعتزال بصورة رسمية في ذات الوقت التي وصلت فيه مع الأهلي إلى قمة الإنجازات المحلية، بنيل لقب الدوري للمرة الثالثة موسم 1979- 1980، وأعتقد أن ذلك كان الوقت المناسب للترجل عن الملاعب رغم أن مفهوم الاعتزال لم يكن مطروقاً وقتها على النحو الحالي للدرجة التي كان فيها مهرجان اعتزالي هو الأول على مستوى الدوري الإماراتي، وربما الأول أيضاً على مستوى العديد من الدوريات الخليجية». واعتبر عيسى أن قرار الاعتزال يعود بالمقام الأول إلى اللاعب، منوهاً بأهمية اختيار التوقيت المناسب للإعلان عن القرار، حتى لا يتم فرضه قسراً، وبالشكل الذي لا يتناسب مع تاريخ وقيمة أي لاعب، وقال «الانتظار إلى فترة طويلة يفقد التكريم والاعتزال معناه الحقيقي، الأمر الذي يستوجب اغتنام الفرصة المناسبة، وهو ما يوفر بالتالي القيمة الحقيقية للاعتزال، والشاهد في الأمر أن هناك نوعية من اللاعبين تختار الوقت المناسب، فيما تنتظر البقية حتى يتم فرض الرحيل عليها قسراً»، وينبغي على اللاعب أن يفرض قيمة الاعتزال على الأندية حتى لا ينتظر كثيراً في ظل تعاقب مجالس الإدارات، ويضيع المعني الحقيقي للتكريم». من جانبه، اعتبر سالم جوهر قائد العين السابق ونجم منتخبنا الوطني، أن غياب مهرجانات التكريم واحتفالات اعتزال اللاعبين يمثل تقصيراً غير مقبول من جميع الجهات، وإجحافاً بحق لاعبين صنعوا الإنجازات لأنديتهم، وقال إن غياب التكريم إجحاف في حق الأجيال القادمة من اللاعبين الصغار الذي يلمسون من تجارب أسلافهم غياب الوفاء من الأندية والإدارات تجاه لاعبيها السابقين. وقال جوهر الذي حصد العديد من الإنجازات مع العين، بعد تتوجيه بلقب أبطال آسيا 2003، ولقب الدوري في 6 مناسبات، بجانب لقب كأس صاحب السمو رئيس الدولة في 3 نسخ، علاوة على العديد من الألقاب الأخرى، قبل اعتزاله في العام 2005، وتكريمه لاحقاً في العام 2008 بنادي عجمان «لا أستطيع أن أنكر حق نادي العين الذي ساندني في كل لحظات مشواري في الملاعب، وشارك في مهرجان اعتزالي، رغم أن الجميع كان يسأل وقتها عن أسباب إقامة المهرجان في نادي عجمان بدلاً من العين الذي حصدت معه العديد من الإنجازات». ورأى جوهر الذي حمل اتحاد الكرة أيضاً جزءاً من مسؤولية مشاعر الجفاء تجاه اللاعبين السابقين، أن تكريم النجوم السابقين في الأندية لا يقتصر فقط على أقامة مهرجانات الاعتزال، بل يتعداه بالضرورة إلى محاولة استيعاب المؤهلين منهم في مجالات التدريب والإدارة، للاستفادة على الأقل من رصيد الخبرات الطويلة التي استقوها من الوجود واللعب لفرق النادي المختلفة». وحول وجهة نظر الأندية بشأن التكلفة العالية للمهرجانات، أوضح «لا نطالب بوضع تماثيل للاعبين النجوم في مداخل الأندية، أسوة ببعض متاحف الأندية الأوروبية، ولكن على الأقل احترام تاريخ هؤلاء النجوم الذين أفنوا زهرة شبابهم في رحاب تلك الأندية، وأن يلقوا نوعاً من التقدير لما قدموه من إنجازات وألقاب». وأضاف «بالطبع سيكون من الصعب على الأندية تكريم كل اللاعبين السابقين، أو حتى استيعابهم في مجالات التدريب والإدارة، ولكن في المقابل يجب أن تكون هنالك معايير محددة لإقامة مهرجانات الاعتزال لبعض النجوم اللذي آثروا الملاعب وأسهموا في كتابة تاريخ تلك الأندية، بأن تكون هناك مثلاً للائحة لمستحقي التكريم تشترط الحصول على عدد معين من الألقاب المحلية مع الفريق أو حتى البطولات الإقليمية والقارية الأخرى بالشكل الذي يوفر أيضاً حوافز إضافية لكل الأجيال التي تمر على تاريخ الأندية». ونوه جوهر بإمكانية الاستفادة أيضاً من الشركات الداعمة للأندية في هذا الصدد، شريطة أن تقام تلك المهرجانات بعد وقت قصير على اعتزال اللاعب، حتى تذهب جماهيريته وتاريخه إلى غياهب النسيان، وتابع «من الطبيعي أن يجد اللاعب أو النادي راعياً من الشركات، أو حضوراً جماهيرياً لحفل اعتزال لاعب بعد عشرات السنين من هجره للعب، الأمر الذي يتطلب اختيار التوقيت المناسب، كما أن الفرصة تكون متاحة أمام الأندية أيضاً الاستفادة من المواجهات الودية التي تسبق انطلاقة الموسم لتكريم نجومها السابقين». مباريات جماهيرية في الملاعب السعودية دبي (الاتحاد) حتى وقت قريب كانت الملاعب السعودية مسرحاً لاستضافة أبرز الفرق والأندية العالمية في مهرجانات اعتزال النجوم السابقين، حيث تابع الآلاف مباراة النصر وريال مدريد في اعتزال الأسطورة ماجد عبد الله، فيما شهد عام 2010 استضافة الهلال لفريق الإنتر الإيطالي في حفل اعتزال نواف التمياط، في الوقت الذي لعب فيه اتحاد جدة في مواجهة يوفنتوس في حفل اعتزال حمزة إدريس، قبل أن يعود فريق «السيدة العجوز» مجدداً إلى السعودية مطلع عام 20102 ليلعب في مواجهة الهلال في اعتزال الحارس الدولي محمد الدعيع. ويبقى الشاهد في مهرجانات اعتزال الدوليين السعوديين بمختلف أنديتهم، النجاح الجماهيري الكبير، والذي لا يبدو بالأمر المستغرب على الملاعب السعودية. عبد العزيز محمد: فكرة تكريم محسن مصبح والجيل الذهبي ماتت في المهد !! عماد النمر (الشارقة) أوضح عبد العزيز محمد «عزوز» عضو مجلس إدارة نادي الشارقة لكرة القدم، أنه يجب على كل الأندية إقامة مهرجان لاعتزال لاعبيها النجوم الذين ضحوا بكل شيء، من أجل ناديهم، وحققوا معه العديد من الإنجازات والألقاب، على مدار سنوات عديدة، وهذا يعتبر أقل تقدير لرحلة عطاء ممتدة للاعب الذي أفنى شبابه للدفاع عن اسم ناديه، وقال لم نشاهد مهرجان اعتزال لاعب كما ينبغي، سوى مهرجان اعتزال لاعب القرن عدنان الطلياني الذي يستحق أكثر من ذلك بكثير، وفيما عدا ذلك لم نر سوى بعض المبادرات الفردية المعدودة على أصابع اليد الواحدة. وأكد «عزوز» أن مباراة التكريم يجب أن تقام عقب اعتزال اللاعب بشهور قليلة، حتى يشعر اللاعب بقيمة التكريم، وهو مازال موجوداً في قلوب الجماهير، لأن أي تأخير بعد ذلك يفقد التكريم قيمته المادية والمعنوية ويصبح بلا طعم أو لون، وقال إن آخر مهرجان اعتزال أقامه نادي الشارقة كان في الثمانينيات للاعبه الموهوب جاسم محمد، ومنذ ذلك الحين لم نشاهد أي بادرة لتكريم النجوم المعتزلين، ورغم أنه كانت هناك محاولات لتكريم محسن مصبح على أن يتحول مهرجان لتكريم نجوم الجيل الذهبي للشارقة، إلا أن الفكرة ماتت في مهدها لعدم اهتمام المسؤولين بها. وحول التكريم في زمن الاحتراف، قال بعد تطبيق الاحتراف لم يعد هناك لاعب اسمه ولد النادي، أو لاعب يقضي عمره كله في خدمة فريق واحد، بل تحول الأمر إلى عقود احتراف محددة المدة وبمبالغ كبيرة، لذلك لم يعد هناك انتماء، لأن اللاعب الآن يحصل على أجر نظير لعبه، وبالتالي فإن تكريم اللاعب ضاع في زحمة الاحتراف. مسعود: بعض الأندية تفتقد للوفاء ! دبي (الاتحاد) ذكر سالم مسعود لاعب الوصل الحالي ونجم الجزيرة السابق، أن الأندية لم يعد لديها أي وفاء وتقدير تجاه نجومها السابقين، لافتاً إلى أن الدخول في عصر الاحتراف، ربما يلعب دوراً في هذا الجانب، وقال «بالتأكيد اللوم لا يقع على عاتق جميع الأندية، ولكن هناك بعض الأندية التي يقضي فيها اللاعب سنين طويلة حتى نهاية مشواره الكروي في الملاعب، ولا يجد في النهاية التكريم اللائق من إدارات هذه الأندية، الأمر الذي يتنافى وقيم الوفاء». وأشار مسعود إلى أن بعض اللاعبين تعرضوا إلى إصابات خطيرة في بعض الندية ولم يتمكنوا من العودة مجدداً بسببها، ولكنهم في المقابل لم يتحصلوا، حتى على خطابات شكر، على الفترة التي قضوها في النادي المعني، ودافعوا خلالها عن شعاره بإخلاص وتفان».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©