عواصم (وكالات)
قالت وزيرة الداخلية البريطانية أمبر راد أمس، إن من المحتمل أن يكون أعضاء في شبكة سلمان عبيدي منفذ هجوم مانشستر طلقاء، وذلك بعد خفض مستوى التهديد الأمني في البلاد في ضوء إحراز تقدم كبير في التحقيق.
وذكرت الشرطة أنها ألقت القبض على جزء كبير من الشبكة التي تقف وراء التفجير الذي أودى بحياة 22 شخصا في قاعة احتفالات، وأنها اعتقلت ثلاثة رجال آخرين في مطلع الأسبوع فيما تواصل عمليات الدهم والمطاردة.
ورداً على سؤال لتلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) عما إذا كان بعض أفراد المجموعة ما زالوا طلقاء قالت راد «ربما. إنها عملية مستمرة. هناك 11 محتجزاً. العملية لا تزال مستمرة بأقصى سرعة في الوقت الحالي».
وقالت الشرطة البريطانية أمس، إنها ألقت القبض على المشبوه رقم 14 فيما يتصل بهجوم مانشستر وتقوم بتفتيش منزل في جنوب المدينة.
وأضافت شرطة منطقة مانشستر في بيان نشر على «تويتر» أن الرجل البالغ من العمر 25 عاماً اعتقل في جنوب غرب مانشستر «للاشتباه في ارتكابه جرائم مخالفة لقانون الإرهاب». وقالت رئيسة الوزراء البريطانية، إن تطورات التحقيق في التفجير جعلت خبراء المخابرات يقررون خفض مستوى التهديد من أعلى مستوياته، وهي «حرج» وتعني أن هجوما قد يكون وشيكا إلى «حاد».
وكشفت الشرطة عن صورة لعبيدي المولود في بريطانيا لأبوين ليبيين التقطت له ليل الاثنين قبل أن يفجر نفسه، وقالت إنها تعتقد أنه جمع أجزاء القنبلة في شقة وسط المدينة.
وأكد مسؤولون بريطانيون أن عبيدي (22 عاماً) عاد مؤخراً من ليبيا، وقال ضباط إن الشرطة تسعى لجمع معلومات عن تحركاته اعتباراً من يوم 18 مايو وهو يوم عودته إلى بريطانيا.
وذكرت الشرطة الألمانية أنه توقف في دوسلدورف. واستأجر العبيدي شقة في وسط مانشستر، انطلق منها إلى الصالة التي نفذ فيها الاعتداء. وتثير هذه الشقة بالتحديد اهتمام المحققين، إذ إنهم يعتقدون أنها «قد تكون المكان الذي تم فيه تجميع العبوة» الناسفة التي استخدمت في الاعتداء، كما قال مفوض الشرطة ايان هوبكينز ومسؤول مكافحة الإرهاب نيل باسو.
وأوضحت الحكومة البريطانية أن عبيدي كان معروفاً لأجهزة الأمن في البلاد قبل التفجير، لكن راد أحجمت عن التعليق على المعلومات التي كانت معروفة عنه على وجه التحديد.
وقالت وسائل إعلام، إن أناساً يعرفون عبيدي عبروا عن مخاوف بشأنه وبشأن آرائه قبل ما يصل إلى خمس سنوات من تنفيذه هجوم مانشستر.
وقالت راد «ما زالت أجهزة المخابرات تجمع المعلومات عنه، لكنني لن أستبق النتائج، مثلما تفعلون على ما يبدو، وأقول إنها ربما أغفلت شيئاً».
ورداً على سؤال حول عدد الإرهابيين المحتملين الذين تخافهم الحكومة قالت راد، إن أجهزة الأمن تحقق بشأن 500 مخطط محتمل، وتشمل هذه المخططات ثلاثة آلاف شخص على قائمة «أخطر» المتشددين بينما يبلغ عدد المتشددين دون ذلك 20 ألف شخص.
وقالت «هذه كلها طبقات مختلفة ودرجات مختلفة، قد يكون الأمر مجرد علامة استفهام حول أحدهم، أو شيئاً خطيراً يتعلق بالقائمة الرئيسة».
وكانت الحكومة تشكو من قبل من أن شركات التكنولوجيا لا تبذل جهداً كافياً لمعالجة استخدام شبكاتها سواء فيما يتعلق بالترويج للفكر المتطرف أو فيما يتعلق بالاتصالات بين من يشتبه أنهم متشددون عبر رسائل مشفرة.
وقالت راد، إن بريطانيا تحرز تقدماً جيدا مع شركات التكنولوجيا بهذا الشأن، لكن هناك حاجة لبذل المزيد من الجهد. وتقول شركات تكنولوجيا مثل «واتساب»، إنها لا تستطيع اختراق التشفير التام بين طرفي الرسالة.
وقالت راد: «أعتقد أننا نستطيع أن نجعلهم أكثر نجاحاً في العمل معنا لإيجاد طريقة للحصول على بعض هذه المعلومات».
وأضافت: «أكثر ما يشغلني هو شركات الإنترنت التي تواصل نشر منشورات تحض على الكراهية.. تساهم مواد الكراهية في تحول الناس للتطرف في بلادنا».
وقال وزير الأمن بن والاس لـ بي.بي.سي أيضاً، إن الحكومة تدرس عدة خيارات لزيادة الضغوط على شركات الإنترنت لحذف المواد الخاصة بالمتطرفين، وتغيير الخوارزميات التي تستخدمها، وذلك لوقف الربط بين تدوينات المتطرفين ومواد أخرى مماثلة على الإنترنت.
وتمت تعبئة ألف عنصر بالإجمال لتحليل أكثر من 800 دليل ثبوتي (بينها 205 وثائق رقمية) وجرت عمليات تفتيش في 18 موقعاً مختلفاً، وشوهدت حوالي 13 ألف ساعة من تسجيلات كاميرات المراقبة. وثمة حالياً 11 موقوفاً في بريطانيا في سياق التحقيق.
في هذه الأثناء، يعود سكان مانشستر تدريجياً إلى حياتهم الطبيعية متحدين التوتر والخوف من الإرهاب.
وجرى سباق شعبي في شوارع المدينة، وأكد رئيس البلدية مشاركته فيه، داعياً أهل المدينة إلى استئناف حياتهم كالعادة. ووقف العديد من السكان على طول مسار السباق لتشجيع المتسابقين وإظهار تعلقهم بمدينتهم فيما تم تعزيز انتشار الشرطة بشكل واضح. وجمع صندوق طارئ أقامته البلدية بمساعدة الصليب الأحمر أكثر من أربعة ملايين جنيه لمساعدة الضحايا.