ليبيا تطالب بتعويضات من أميركا لتسوية الملفات العالقة

أعلن سيف الاسلام نجل الزعيم الليبي معمر القذافي ان بلاده لن تغلق الملفات العالقة بينها وبين الولايات المتحدة ما لم تعوض واشنطن الليبيين ضحايا الغارات الاميركية في عام ·1986 كما أعلن عن قرب الاتفاق على تعويضات إيطالية لبلاده عن فترة احتلالها لبلاده· وتطالب طرابلس بتعويضات لضحايا الغارات الاميركية على طرابلس وبنغازي في 16 ابريل من ذلك العام والتي أوقعت 41 قتيلا و226 جريحا· وقال سيف الاسلام رئيس ''مؤسسة القذافي للتنمية'' أمام تجمع رسمي في طرابلس الليلة قبل الماضية ان ''اميركا طلبت تصفية كافة الملفات العالقة بين البلدين ولكن دون تعويض الليبيين الذين ماتوا في الغارة''، نافيا إمكان ''قفل هذه الملفات'' من دون تعويضات من جانب الاميركيين· وأوضح ان ''تلك الملفات تشمل عشرات القضايا المتعلقة بالاعمال الاستخباراتية والمواجهة بين البلدين خلال السنوات الماضية''· وكانت صحيفة ''اويا'' الليبية قد ذكرت ان البلدين استأنفا مفاوضاتهما حول مطالب التعويضات لطي الملف العالق بين البلدين· وذكرت الصحيفة القريبة من سيف الاسلام ان المناقشات بين البلدين ''اوشكت على التوصل الى اتفاق نهائي'' حول تاسيس ''صندوق انساني'' مهمته تسديد طلبات التعويض التي يطالب بها مواطنون من البلدين· ولم تنته طرابلس بعد من دفع التعويضات المالية لعائلات ضحايا الاعتداء على طائرة ''بان آم'' فوق بلدة لوكربي الاسكتلندية مااسفر عن سقوط 270 قتيلا عام ،1988 والاعتداء الذي استهدف مرقص ''لا بيل'' في برلين حيث كان يتردد جنود اميركيون· وقال سيف الاسلام ان ليبيا وايطاليا ستوقعان قريبا اتفاقا قيمته ''مليارات'' تعويضا عن ثلاثة عقود من الحكم الاستعماري· وقال ان ليبيا ستوقع في الاسابيع القادمة اتفاقا مع ايطاليا بشأن تعويضات عن الحقبة الاستعمارية· وأضاف ان الاتفاق تصل قيمته الى ''مليارات''· ولم يحدد سيف الاسلام العملة عندما ذكر رقم المليارات· وقال في كلمته التي بثها التلفزيون الحكومي ان الاتفاق يشمل عدة مشروعات منها شق طريق عبر ليبيا وأخرى في مجال التعليم وعمليات تطهير لالغام ترجع الى الحقبة الاستعمارية· وفي روما قال رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني انه يأمل في أن ''معاهدة صداقة'' مع ليبيا قد توقع بحلول نهاية اغسطس المقبل· وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الايطالية ان المفاوضات ''في مرحلة طيبة لكن بعض الجوانب المهمة لم تتحدد بعد·'' ويسعى البلدان منذ فترة لابرام اتفاق بشأن تعويضات عن سياسات ايطاليا الاستعمارية التي شملت ترحيل آلاف الليبيين الى ايطاليا· ومن جهة اخرى أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية السويسرية جان-فيليب جانيرا ، ان سويسريين احدهما موظف لدى مجموعة ايه·بي·بي السويسرية-السويدية، قد اعتقلا في ليبيا وسجنا· واعربت سويسرا عن قلقها البالغ لظروف اعتقال مواطنيها ''الشديدة المأسوية''· وتعليقا على اعتقالهما الذي أتى ردا على توقيف نجل العقيد معمر القذافي الاسبوع الماضي في جنيف، أكد المتحدث للصحفيين ''انهما يعاملان معاملة مهاجرين غير شرعيين''· واضاف ان السلطات الليبية تتهم المواطنين السويسريين بانتهاك قوانين الهجرة والاقامة، واصفا هذه المآخذ بأنها ''مثيرة للشكوك''· وأوضح المتحدث ان فترة توقيفهما الموقت قد تحددت ب 20 يوما، مشيرا الى ان الممثلية السويسرية في طرابلس لم تتمكن من الحصول على حق زيارتهما في إطار الحماية القنصلية· وقال المتحدث ان السويسريين محتجزان في زنزانة صغيرة مع عشرين شخصا آخرين· وقد أقفلت مكاتب أيه·بي·بي ومجموعة نستله الغذائية السويسرية ووضع مسؤولوهما قيد التوقيف الاحتياطي، بحسب وكالة فرانس برس · ونفذت ليبيا أمس الاول تهديداتها وقررت وقف تسليم النفط الى سويسرا· واعتقل هنيبعل القذافي وزوجته في 15 يوليو الجاري في جنيف اثر شكوى من خادمين اتهماهما بأنهما تعرضا لهما بالضرب· كما منعت طرابلس السفن السويسرية من دخول موانئها ، وسيرت مظاهرات للجان الشعبية طالبت بقطع النفط عن سويسرا وسحب الودائع الليبية لدى البنوك السويسرية ما لم تقدم سويسرا اعتذارا رسميا· وارتفعت هتافات المتظاهرين الذين تجمعوا أمام السفارة السويسرية في طرابلس، كما طالبوا بتسليم عريضة إلى السفارة· وتحصل سويسرا على معظم احتياجاتها من النفط الخام من ليبيا، عبر شركة يديرها هنيبعل القذافي· وكانت وزارة الخارجية السويسرية تقدمت باحتجاج إلى ليبيا حول ما وصفته بالإجراءات الانتقامية الليبية ردا على اعتقال الابن الأصغر للقذافي